يجب الإيمان بعذاب القبر ، فالكافر المكلف الذي مات من غير توبة من كفره يعذب في قبره ، فمن ذلك عرض النار عليه كل يوم مرتين مرة أول النهار ومرة آخره ، وتضييق القبر عليه حتى تختلف أضلاعه ، وضرب الملكين منكر ونكير له بمطرقة من حديد بين أذنيه ، وغير ذلك من العذاب ، وكذلك بعض عصاة المسلمين الذين ماتوا من غير توبة يعذبون في قبورهم عذاباً أقل من عذاب الكفار ، فيصيبهم مثلاً ضغطة القبر والإنزعاج من ظلمته ووحشته . ومن أنكر عذاب القبر كفر . قال تعالى : { النار ُ يُعرَضون عليها غدوّاً وعشياً ويوم تقوم الساعة أَدخلوا آل فرعون أشد العذاب } سورة غافر / 46 . وقال صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقال له : أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة ، فيراهما جميعاً ، وأما الكافر أو المنافق فيقول : لاأدري كنت أقول ما يقول الناس فيه ، فيقال لا دريت ولا تليت ، ثم يضرب بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين " . رواه البخاري ومسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم .