المشاركة فى الأعباء مع الدولة خاصة فى الأزمات والملمات واجب وطنى، والذى يتخلف عن ذلك يدخل فى دائرة الخائنين، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن نترك الدولة بمفردها دون المشاركة معها فى الأزمة الخطيرة التى تتعرض لها دول العالم، ومن بينها مصر.. فيروس كورونا المستجد الذى ضرب الدنيا كلها، وقامت الدولة المصرية باتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية الواسعة فى مواجهته، لا يجوز أبداً أن نترك الدولة بمفردها فى مواجهته، بل على جميع الأحزاب السياسية والمجتمع المدنى أن يكون فاعلاً رئيسياً ومشاركاً مع الدولة فى كل المهام والإجراءات التى تتخذها. هذا ما جعل حزب الوفد كعادته برئاسة المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس الوفد، أن يكون مهموماً مع الدولة ومشغولاً بهذه الأزمة، يساعد ويساند قدر استطاعته بتقديم العون إلى المواطنين والعمال على نشر التوعية والوعى بهذا الوباء الفتاك، وكانت تعليمات «أبوشقة» فى هذا الصدد صريحة وواضحة وانطلقت حملة الوفد فى القاهرة الكبرى وجميع محافظات الجمهورية لتقديم المساعدات العينية ونشر التوعية والوعى، وهذا هو دور الأحزاب السياسية حتى تعبر البلاد هذه الأزمة الطارئة، وتصل إلى بر الأمان.. الأحزاب السياسية يجب أن تتفاعل أكثر فى مواجهة هذه الكارثة، وألا تركن إلى إجراءات الدولة فى التصدى لهذا الفيروس القاتل، بل واجب عليها أن تشارك بفاعلية، كما يقوم بذلك حزب الوفد. هناك أيضاً دور مهم على المواطن نفسه، وهو أن يتجاوب مع الدولة فى كل الإجراءات الاحترازية التى تقوم بها، فالدولة الحريصة كل الحرص على سلامة وأمن وصحة المواطن، يجب أن يكون هناك تجاوب أكبر مع كل قراراتها حتى تنقشع هذه الأزمة إلى غير رجعة، إن شاء الله.. والحقيقة أن مصر كدولة وشعب نجحت فى كل الإجراءات الاحترازية التى قامت بها حتى الآن، فكل القرارات التى اتخذتها الدولة المصرية حتى الآن حكيمة ورائعة فى إدارة فن الأزمات، فأداء الحكومة «راقٍ» وعلى قدر المسئولية، وتنفذ تعليمات وتوجيهات القيادة السياسية فى هذا الأمر بشكل أكثر من رائع، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حريص كل الحرص على سلامة وصحة المصريين بشكل واضح وظاهر. وهذا الحرص الشديد، جعل الدولة المصرية تواجه بحرفية فائقة هذه الأزمة، ولا تزال تواصل إجراءاتها وتدابيرها المختلفة حتى تنقشع الأزمة وتزول.. الرئيس السيسى أعلنها صريحة وواضحة بأن الدولة المصرية تضحى بالمال من أجل حماية وصحة المواطنين.. وعندما نكون أمام قيادة سياسية وطنية واعية بهذا الشكل، فلابد من الجميع أن يمتثل ويتجاوب مع الدولة فى كل الإجراءات والتدابير الاحترازية التى تتم، ويشارك الجميع مع الدولة فى تحمل الأعباء. نعم الدولة المصرية نجحت فى إدارة الأزمة بشكل لافت للأنظار، فجميع مؤسسات الدولة لم تدخر جهداً إلا وتبذله فى ظل هذا الوضع الراهن الذى يعد خطراً حقيقياً ما بعده خطر، فقد وجدنا مجلس الوزراء فى حالة انعقاد دائم يبحث كل الوسائل والإجراءات التى تحمى المواطن وتحافظ على صحته، وتمثل ذلك فى كل الوزارات التى تعمل بشكل واضح ومعلوم للجميع، وليس الأمر مقصوراً على محافظة دون أخرى، وإنما شمل جميع أنحاء البلاد بطولها وعرضها، ووجدنا القوات المسلحة المصرية كعادتها مع شعب مصر العظيم لا تتوقف لحظة فى تقديم الدعم والمساندة الكاملة للدولة وللشعب، وخلال الأيام الماضية طافت القوات المسلحة على المصالح الحكومية الكبرى والبرلمان والجامعات وقامت بتطهير هذه المبانى، ولاتزال تقوم بواجبها العظيم تجاه الوطن والمواطن، وكذلك الحال قامت وزارة الداخلية بإجراءات كثيرة فى هذا المجال، ويأتى على رأسها تفعيل قرارات الحكومة ومراقبة الأسواق لمنع التجار الجشعين من استغلال هذا الظرف، ورفعهم الأسعار أو إقدامهم على ممارسة الاحتكار. الحقيقة التى لا جدال فيها أن الدولة المصرية فى هذه الأزمة الطارئة تتعامل بالمكاشفة والحقيقة مع شعب مصر العظيم، وهذا ما يدفع المواطن إلى ضرورة الامتثال لقرارات الدولة ومشاركتها فى تحمل الأعباء خلال هذه الأزمة، حفاظاً على صحة الناس وعدم تفشى «كورونا» المميت بين خلق الله. واللهم اكشف هذه الغمة واحفظ المصريين من كل سوء أو أذى، إنه سميع مجيب الدعاء. [email protected]