قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إنه من المستبعد القيام بحرب على إيران فى عام 2013 ، وأشارت المجلة إلى أنه أيا كان الفائز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة فى نوفمبر المقبل، فإن الشيء المؤكد أن عام 2013 سيكون حاسما لمصير القنبلة النووية الايرانية. وأشارت المجلة إلى أن الهدف المشترك حاليا لإدارة الرئيس الأمريكى" باراك اوباما" ونظام الملالى فى إيرا ن ، هو منع هجوم إسرائيلي ضد المواقع النووية الايرانية فى الوقت الراهن . وعلى الرغم من أن نظام الملالي يتفاخر أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجزء كبير من المجتمع الدولي بشأن القضية النووية، إلا أنه لديه من الغموض ما يكفي عن نواياه ، حيث أنه يظهر اهتمام كاف بالمفاوضات لكسب الوقت ، وهو نوع من لعبة "توم وجيري" (القط والفأر). ويبدوا أن القوى العالمية الكبرى على استعداد للعب جنبا إلى جنب مع النظام الايرانى، فلا أحد يريد الحرب ، والكل يفضل العقوبات وآفاق الدبلوماسية حتى أدنى أمل في تغيير المسار الإيراني، ناهيك عن أن الولاياتالمتحدة، بعد ان تخلصت من اثنين من أطول الحروب دون فائدة في تاريخها ( العراق وافغانستان)، لا تريد الدخول فى حرب جديدة ، كما أن الرئيس "باراك أوباما" يبذل جهدا كبيرا لتجنب دخول أميركا فى حرب جديدة. وعلى الرغم من بعض التصريحات من جانب المرشح الجمهورى الأمريكى "ميت رومني"، بأنه سيعطى الضوء الاخضر لضربة اسرائيلية لإيران فى حالة فوزه، إلا أن هناك القليل من الوضوح في موقفه ، حول ما اذا كان يسعى لمنع وصول إيران للسلاح النووى ام انه يسعى لتدمير السلاح بعد امتلاكه؟ كما أن وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" ووكالة الاستخبارات المركزية لديهم قائمة بالمخاطر المروعة من أى عمل عسكرى على ايران ، لعل أقلها ارتفاع النفط الأسعار وانهيار الأسواق المالية ، وهناك أكثر من سبب وجيه للاعتقاد بأن الحرب مع إيران قد لا تكون الأولوية رقم واحد. فهناك انقسامات خطيرة داخل إسرائيل حول الحكمة من ضربة اسرائيلية من دون موافقة الولاياتالمتحدة أو في أي فعالية حقيقية لخيار عسكري لا يشمل أمريكا بشكل رئيسي ، كما أن امريكا تميل إلى العلاج الدبلوماسى بدلا من الحرب ، و من هنا يمكن القول ان العام المقبل قد يشهد وصفة دبلوماسية، وليس الحرب لحل الازمة النووية الايرانية. وإذا كان الرئيس الأميركي في مرحلة ما قد يتخذ قرارا بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي عن طريق القوة العسكرية ، فأن هذا لن يحدث حاليا او على المدى القريب ، لأن مصلحة أميركا الوطنية الحيوية لم تهدد حتى الان ، كما انه سيلجأ الى الدبلوماسية ، حتى لو كانت دبلوماسية سرية مباشرة مع نظام "الملالي".. ورغم أن الأميركيين يحبون الوضوح، الا انه من الواضح ليس هناك الكثير من ذلك الوضوح عندما يتعلق الأمر بأبعاد كثيرة من البرنامج النووي الإيراني، والسؤال هل تريد إيران سلاحا نوويا فعلا أم لا ؟ ، الاجابة تحتمل "نعم" او "لا" ، والسؤال الثانى هل يملك الايرانيون حقا اليورانيوم عالي التخصيب وماهى الكمية ؟ والى اى مدى وصلت البحوث فى ذلك ؟ وكم من الوقت يستغرق لحصول إيران على قنابل قليلة؟ سنة إلى ثلاث سنوات؟ وعلينا أن نختار، ما اذا كان العمل العسكري سيكون مجرد " قص للعشب"، ام انه سيمنع إيران من إعادة تشكيل برنامجها؟. من المؤكد أن عملا اسرائيليا عسكريا لن يكون أكثر من مجرد " قص لعشب الملعب" سرعان ما ينبت مرة أخرى لأن البذور لا تزال فى الارض. وعلى الرغم من الاتفاق على أن هناك مخاطر لاستخدام القوة العسكرية، هناك أيضا مخاطر لعدم التحرك، نظرا لحقيقة أن كلا من "أوباما" و"رومني" تعهدوا مرارا بمنع إيران من الحصول على سلاح نووى ، وعدم القيام بذلك سيشكل ضربة كبيرة لمصداقية أميركا، مع الوضع فى الاعتبار أن هذه هى الإدارة الامريكية الثالثه الذي تعهدت بوقف البرنامج النووي الإيراني. وختمت المجلة بأن أفضل طريق هو البحث عن حل سلمى ودبلوماسى للازمة مع ايران، لأنه ليس بمقدور "اوباما" ولا "رومنى" ، ولا حتى "بنيامين نتانياهو" رئيس الوزراء الاسرائيلى الاعتماد على العمل العسكرى وضمان أن ذلك سيقضى تماما على البرنامج النووى الايرانى ، ويجنب العالم العواقب الوخيمة.