يسأل الكثير من الناس عن ما حكم الأعمال الصالحة لمن ارتكب مكفرًا ثم تاب فأجاب الشيخ ابن الباز رحمه الله وقال عليك التوبة إلى الله، ومن تاب تاب الله عليه، والمسلم إذا حج أو صلى أو صام ثم حصل له ردة، ثم تاب إلى الله ورجع أسلم على ما أسلف من خير، وتبقى أعماله الصالحة، كما قال النبي ﷺ لحكيم بن حزام لما أسلم، وذكر له أنه قد سبق منه عتاقة وصدقة، قال: أسلمت على ما أسلفت من خير. والمسلم إذا أسلم كفر الله عنه ما كان عليه سابقًا من الذنوب والشركيات، وإذا حسن إسلامه كفر الله عنه كل شيء، فالواجب على من وقع في ناقض من نواقض الإسلام من سب للدين أو تكذيب بما أوجب الله، أو إحلال لما حرم الله أن يتوب إلى الله، وإذا بادر بالتوبة الصادقة والإصلاح واستمر فإن الله سبحانه يمحو عنه ما سلف من ذنوبه ويغفر له ما وقع منه، وتبقى أعماله الصالحة السابقة على حالها لا تبطل، حجه باقي وصومه باقي وليس عليه حج آخر، هذا هو المشروع الذي بينه الله ورسوله، قال الله : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53] وهذا بإجماع المسلمين في التائبين، هذه الآية في التائبين، فمن تاب تاب الله عليه وغفر له الذنوب كلها، بالتوبة الصادقة بالتوبة النصوح، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: التائب من الذنب كمن لا ذنب له وقال عليه الصلاة والسلام: التوبة تهدم ما كان قبلها.