رغم التجريم القانوني والتحذيرات الطبية المتكررة وتحريم الدين لختان الإناث، وتأكيد شيوخ الأزهر أن هذا الفعل ما هو إلا اعتداء على جسد المرأة ولا يوجد أي حديث أو نص قرآني يبرره، إلا أن البعض في المجتمع المصري والعربي وفي أوروبا لا يزال يُجري مثل هذه العمليات. ويحتفل المجتمع الدولي، في مثل هذا اليوم، 6 فبراير من كل عام باليوم العالمي لمناهضة ورفض ختان الإناث، بعدما أعلنته الأممالمتحدة في العام 2005، في محاولة منها لتوعية العالم بمدى خطورته للقضاء عليه. وتُعرف منظمة الصحة العالمية ختان الإناث، بأنه عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبى باعتباره أحد العادات الثقافية، وبحسب تقديرات الأممالمتحدة تتعرض واحدة بين كل 20 فتاة وامرأة للختان، بما يعني أن نحو 200 مليون أنثى تعرضت لاستئصال بعض من أعضائها التناسلية الخارجية أو كلها. وفي مصر تعمل الدولة على القضاء على هذه الظاهرة من خلال القوانين والقرارات، ففي عام 2008 بدأ تجريم ختان الإناث من خلال تعديلات لقانون الطفل بإضافة مادة لقانون العقوبات لأول مرة، باعتبار هذا الفعل جنحة. وفي عام 2016، حدثت بعض التعديلات الجديدة لتصبح هذه العادة السيئة جناية يعاقب مرتكبها بالسجن من 5 إلى 7 سنوات، وإذا نتج عنها عاهة مستديمة أو وفاة الضحية يعاقب المخالف بالسجن المشدد. وفي 2017، أصدرت وزارة الصحة كتابًا دوريًا، ألزم فيه المستشفيات والمنشآت الصحية الحكومية والخاصة والأهلية بضرورة إبلاغ الشرطة عند استقبال حالات تعانى من مضاعفات ختان الإناث، كما قام وقتها المجلس الأعلى للجامعات بإدماج مكون تعليمى ضد جريمة ختان الإناث ضمن منهج النساء والتوليد المقرر على طلاب كليات الطب. ومع هذه الإجراءات التي قامت بها مصر لمواجهة هذه العادة السيئة، نرصد في هذا التقرير معدل انتشار ختان الإناث في المجتمع في السنوات الأخيرة.. في عام 2000، كان هناك 97٪ من سكان مصر يمارسون ختان الإناث. وفي 2005، أكدت دراسة أن أكثر من 95٪ من النساء المصريات مررن بشيء من أشكال تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. وفي 2014، انخفض معدل الانتشار لظاهرة ختان الإناث إلى 91٪. وفي عام 2015، وصلت النسبة إلى 92%. وفي 2016، انخفضت نسبة انتشار ختان الإناث إلى 87%. وفي 2017، عاودت نسبة انتشاره في الارتفاع، إذ بلغت 91%. وفي 2018، كانت مصر تحتل المركز الرابع عالميا والثالث على مستوى الدول العربية في انتشار ووجود ختان الإناث بنسبة 91%. ويُشار إلى أن عمليات ختان الإناث تُجرى أكثر من ثلاثين دولة في شرق وغرب وشمال شرق أفريقيا وأجزاء من آسيا والشرق الأوسط، وفي أوساط المهاجرين في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا.