تابع مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، خبر اعتقال حكومة ميانمار لحوالي 200 شخص من مسلمي الروهينجا يستقلون قاربًا بحريًّا بالقرب من سواحلها عند مدينة "كاوثاونج" الواقعة في الجزء الجنوبي من ميانمار وهم في طريقهم إلى سواحل ماليزيا أو إندونيسيا. وقال مرصد الأزهر، أن هذا الخبر أثار تساؤلًا لدى الباحثين في وحدة الرصد باللغة الإنجليزية، وهو: هل حقًّا يبحث مسلمو الروهينجا عن مقصد آخر غير بنجلاديش؟ ولماذا؟ أسئلة نحاول الإجابة عليها في إطار متابعتنا الحثيثة لهذا الملف الذي يؤرق ضمير ما تبقى لدى العالم من إنسانية. وأكد مرصد الأزهر، أنه ما من شك في أن الحياة في مخيمات بنجلاديش البُدائية والمتكدسة أصبحت صعبة للغاية لا سيما والمخيمات تضم أكثر من مليون شخص، كما إن الوضع هناك لا يخفى على أحد والظروف سيئة حقًّا، واللاجئون لا يجدون المياه النظيفة. كما أن البنية التحتية من الصرف الصحي وغيره تكاد تكون منعدمة، والرعاية الصحية فقيرة جدًّا، والأمراض والعدوى متفشية إلى حد كبير، أما عن حوادث السرقة والقتل والاغتصاب والاتجار بالبشر والمخدرات وغيرها من الآفات، فحدّث ولا حرج. كما لا ينكر أحد الجهود التي تبذلها حكومة بنجلاديش للتصدي لهذه الظروف، ومحاولة تحسينها بمساعدة منظمات الإغاثة الدولية والوكالات المعنية بمساعدة اللاجئين، لكن يبدو أن التحديات أكبر بكثير من الطاقات والقدرات التي تسخرها بنجلاديش، ومن ورائها تلك المنظمات المعنية بشؤون الروهينجا. كما أنه مع غياب الأمل في تحسن الأوضاع أو الوصول لحل للأزمة، لا سيما بعد أن باءت محاولات إعادة الروهينجا إلى مواطنهم الأصلية في ميانمار بالفشل، وإعلان حكومة بنجلاديش مؤخرًا بأنها قد سئمت هذا الفشل، وأنها لن تتحرك نحو محاولة أخرى في نفس الصدد ما لم تلمس الجدية من جانب ميانمار لإتمام هذه العملية. وتابع المرصد، انه لقد ازداد أمل الروهينجا تبددًا وانحسارًا بعد أن أعلن المسئولون البنغاليون نقل بعض منهم من مخيمات "كوكس بازار" إلى جزيرة يدعوها السكان المحليون ولغير المتابعين، ربما يبدو هذا الحل جيدًا بالنظر إلى الضغوطات التي تمثلها أعداد اللاجئين في المخيمات، إلا أن أرض هذه الجزيرة، بحسب المحللون.