هوس تشجيع كرة القدم سيطر على عقول معظم الشباب والرجال بل والأطفال فلا يخلو بيت من تشجيع فريق من إحدى الفرق. لا يقف التشجيع على مجرد الفرحة لفوز الفريق أو لمجرد الحزن لفريقه لكن يتحول الأمر فى بعض الأحيان إلى خلافات هيستيرية قد تصل إلى حد الشجار بين المشجعين وأحياناً يخسر بعض الأشخاص حياتهم بسبب تشجيع فريق معين ولم يقف الأمر عند هذا الحد ولكن تطور الأمر إلى داخل الأسر فأحياناً يتحول الزوج أثناء المباراة إلى شخص آخر ويحول البيت إلى شىء لا يطاق، فأطفاله أو زوجته فى المنزل ربما يحدثون ضجيجاً أثناء متابعته للمباراة والطامة الكبرى إذا ما نال فريقه هزيمة من الفريق المنافس ليتحول الأمر إلى كارثه حقيقية. وهذا ما حدث مع الزوجة الثلاثينية التى لجأت إلى محكمه الأسرة لانقاذها من زوجها الذى حول حياتها وحياة ابنائها إلى جحيم لا يطاق فكان يعتدى عليهم بالضرب المبرح والسباب دون رحمة بسبب خسارة فريق الأهلى الذى يعشقه أكثر من أى شخص. صراخ الزوج وانهيار كان يسمعه الجيران فيحاولون تهدئته لكن هيهات ان يهدأ الثور الهائج. قالت الزوجة فى دعوى الطلاق التى اقامتها ضد زوجها زوجى أهلاوى متعصب حول حياتنا إلى جحيم بسببه كرهت أى نوع من أنواع الرياضة، بالرغم من إننى كنت على علاقة طيبة بزوجى قبل الزواج إلا إننى لم أكتشف تعصبه وانهياره بسبب خسارة الفريق أو مكسبه لكن ما حدث بعد الزواج كان بمثابة صدمة عنيفة لى. صمتت الزوجة فجأة عن الكلام والتقطت أنفاسها ثم عاودت الحديث قائلة زوجى زميلى بالعمل وعندما صرح بحبه لى شعرت بالسعادة خاصة أنه كان شخصاً محبوباً وخفيف الظل ويمتاز بالهدوء والاحترام وعندما أنهى زوجى استعداده للزواج تقدم إلى طلب يدى وفى حفل عائلى بهيج تمت الخطوبة كنت من أسعد الفتيات وقتها خاصة أن قصة الحب كللت بالزواج. بعد شهور تم الزفاف ولن أنكر سعادتى البالغة خاصة أننا قمنا بتجهيز عشنا الصغير كما تمنيت، ليلة زفافى كانت من أجمل أيام حياتى وعقب انتهائها سافرنا إلى إحدى القرى السياحية لقضاء شهر العسل. الحياة بيننا كانت هادئة لا يعكر صفو حياتنا أى شئ حتى الخلافات التى تحدث فى بداية أى زواج كانت تنتهى بعد دقائق معدودة، وفى أحد الأيام اتصل زوجى بى وطلب منى إعداد وجبة الغداء ليتمكن من مشاهدة مباراة بين الأهلى والزمالك وبالفعل نفذت طلبه وحضر زوجى واستعد لمشاهدة المباراة وخلالها اكتشفت ان زوجى يتحول إلى ثور هائج يطيح بأى شىء أمامه كاد يحطم كل شىء بعد خسارة فريقه. وقفت أشاهد زوجى وهو يصرخ ويقوم بتكسير الأثاث وأنا مصدومة حاولت تهدئته لكنه ألقى بى على الأرض وظل على هذا الوضع عدة ساعات دخلت إلى غرفة نومى أحاول تجميع شتات نفسى ومحاولة إيجاد مبرر لما قام به زوجى. تلك الليلة نام زوجى على الاريكة وقضيت ليلتى وحيدة أبكى من هول تصرفات زوجى عاجزة عن الشكوى لأحد، استيقظ زوجى من النوم واعتذر لى على ما بدر منه وانصرف متجها إلى العمل وكأن شيئاً لم يكن، بعد فترة شعرت بمرض شديد واكتشفت أننى حامل شعرت بالفرحة العارمة وأخبرت زوجى وكان سعيداً بالخبر بعد شهر خسر فريق زوجى لكرة القدم ليقوم زوجى بنفس التصرفات من صراخ وتحطيم أشياء لكننى قررت عدم للوقوف فى وجهه والابتعاد عنه لكنه اعتدى على بالضرب وكدت أفقد الجنين بسبب جنون التشجيع. تحملت زوجى وغرابة سلوكه ووضعت أول أبنائى ليعيش معى نفس المعاناة التى أعيشها مع زوجى، تصرفات زوجى الجنونية كانت تتسبب فى اصابة ابنى بالفزع والهلع بسبب صوته اقترحت والدتى على ترك المنزل تماماً خلال مشاهدة زوجى لأية مباراة حتى لا نتعرض للضرب والإهانة على يد زوجى. الأعوام مضت بينى وبين زوجى على هذا الوضع وبمرور الوقت ازداد سوءاً خاصة وأنه قام بتطليقى شعرت بالقهر والخوف زوجى أصبح مجنوناً لا يهتم باستقرار بيته أو حتى الحالة النفسية لأبنائنا، كل اهتمامه بتشجيع فريقه. لجأت إلى أسرته لمساعدتى لكنهم عجزوا عن إعادته إلى رشده وجعله يحب فريقه بطريقة عادية، بيتى انهار وحالتنا النفسية ساءت ومشاعر الحب تبدلت بالكراهية والخوف من حدوث طلاق مرة أخرى، فقدت الأمن والأمان مع زوجى فقررت الحصول على حريتى برغبتى دون خوف أو ندم ومن منطلق «بيدى لا بيد عمرو» أقمت دعوى طلاق للضرر للتخلص منه إلى الأبد خاصة أننى أصبت بحالة نفسية. وحتى الآن ما زالت الدعوى منظورة أمام محكمة الأسرة ولم يتم الفصل فيها.