أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم. المكان- مركز طما. الزمان- أبريل 2016. الجريمة- قتل وسرقة. (العجوز القتيلة) اللواء عاطف أبوالعباس نائب مدير أمن الجيزة الأسبق- يروى لنا جريمة فى ذاكرته وقعت أحداثها فى مدينة طما فى العام الماضى، وما زالت عالقة فى ذهنه لأنها راحت ضحيتها سيدة عجوز بدون ذنب اقترفته يداها، وتوافقت مع المقولة الشهيرة بأن الجريمة لا تفيد، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل إن ربك لبالمرصاد. يقول اللواء عاطف أبوالعباس: فى شهر أبريل عام 2016 م، عندما كنت نائبًا لمدير أمن سوهاج، تلقينا بلاغًا من أهالى مدينة طما بعثورهم على جثة عفاف محمد حاتم 66 سنة ربة منزل ووجود إصابات بالوجه والرأس داخل شقتها بمدينة طما، فانتقلنا إلى مكان البلاغ وعثرنا على السيدة موثقة اليدين والقدمين وتبين من التحقيقات وتفتيش الشقة سرقة مصوغاتها الذهبية التى تقدر بأكثر من مائة ألف جنيه، وأكد مفتش الصحة بوجود شبهة جنائية، مما أدى إلى قيام النيابة العامة بانتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة. وبإعادة مناقشة الشهود والجيران لم يتعرف أحد على المترددين عليها فى تلك الأيام لأنها كانت تعيش بمفردها نظرًا لسفر أقاربها إلى إحدى الدول العربية، وكادت القضية أن تقيد ضد مجهول، لولا إرادة الله التى أرادت أن تكشف المجرمين وتقدمهم للعدالة، وحتى لا يضيع دم تلك السيدة العجوز هدرًا، فقد همس فى أذنى بعض المصادر بأن السيارة رقم 13287 ملاكى سوهاج كانت تقف بالقرب من منزل السيدة القتيلة، وبالتنسيق مع اللواء خالد الشاذلى مديرالمباحث- آنذاك- وإدارة مرور سوهاج توصلنا إلى مالك السيارة، وبتضييق الخناق عليه، اعترف لنا بأن قريب السيدة المدعو مختار محمد استعان بثلاثة آخرين من قرية المدمر التابعة لمركز طما هم إبراهيم محمود ومختار النق وسامى محمد ومحمد جمال وجميعهم عاطلون ومتخصصون فى السرقات، وأنهم توجهوا ليلًا إلى منزل السيدة، ودخل قريبها بحجة توصيل بعض الأشياء من القرية، وما دخل حتى جاء زملاؤه وقاموا بتوثيق السيدة بالحبال ووضع شريط لاصق على فمها حتى لا تصرخ فيتجمع الجيران، وبعد. الاستيلاء على المصوغات والمبالغ النقدية، قاموا بقتلها خوفًا من الشرطة. والأهالى ولاذوا بالفرار، وتم القبض عليهم جميعا وأرشدوا عن المسروقات، واعترفوا بجريمتهم تفصيليًا وقاموا بتمثيلها أمام النيابة العامة، فأمرت بحبسهم على ذمة التحقيق، وأحالهم المستشار أحمد حلمى المحامى العام لنيابات شمال سوهاج، فعاقبتهم بالإعدام شنقًا.