أقل من شهر.. جدول امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظتي القاهرة والجيزة    حى شرق أسيوط يزيل التعديات على مرسى نهر النيل ب«الدوان تاون»    من 8 ل12 ساعة.. قطع المياه عن عدة مناطق بمحافظة الدقهلية مساء السبت المقبل (تفاصيل)    الأسهم الأوروبية تنخفض عند الإغلاق مع استيعاب المستثمرين للأرباح الجديدة    بوتين يعلن اعتزامه زيارة الصين الشهر المقبل    الأهلي يختتم استعداداته لمباراة مازيمبي الكونغولي    موقف ثلاثي بايرن ميونخ من مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    مباحث الفيوم تلقي القبض على المتهمين بإشعال النيران في فتاة بسبب خلافات الجيرة    طرح البوستر الرسمي لفيلم السرب    مسرح فوزي فوزي بأسوان يشهد احتفالات ذكرى تحرير سيناء    هالة صدقي: «صلاح السعدني أنقى قلب تعاملت معه في الوسط الفني»    تخصيص غرف بالمستشفيات ل«الإجهاد الحراري» في سوهاج تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة    عضو بالشيوخ: ذكرى تحرير سيناء تمثل ملحمة الفداء والإصرار لاستعادة الأرض    بفستان أبيض في أسود.. منى زكي بإطلالة جذابة في أحدث ظهور لها    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    وزارة التموين تمنح علاوة 300 جنيها لمزارعى البنجر عن شهرى مارس وأبريل    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    الجيش الأردني ينفذ 6 إنزالات لمساعدات على شمال غزة    الكرملين حول الإمداد السري للصواريخ الأمريكية لكييف: تأكيد على تورط واشنطن في الصراع    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    "أنا مشجع كبير".. تشافي يكشف أسباب استمراره مع برشلونة    عامل يتهم 3 أطفال باستدراج نجله والاعتداء عليه جنسيا في الدقهلية    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    المغرب يستنكر بشدة ويشجب اقتحام متطرفين باحات المسجد الأقصى    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    تشيلي تستضيف الألعاب العالمية الصيفية 2027 السابعة عشر للأولمبياد الخاص بمشاركة 170 دولة من بينهم مصر    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    "ميناء العريش": رصيف "تحيا مصر" طوله 1000 متر وجاهز لاستقبال السفن بحمولة 50 طن    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    محافظ قنا: 88 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خلال العام الحالي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«السناتر» تتحدى الجميع
مع العد التنازلى للفصل الدراسى الأول
نشر في الوفد يوم 25 - 12 - 2019

وكأنها تخرج لسانها للجميع.. تتحدى كل محاولات السيطرة وتفرض نفسها وبقوة على واقع قضية التعليم فى مصر.
«سناتر» الدروس الخصوصية لم تعد ظاهرة بقدر ما أصبحت صخرة صلبة تقاون وتقاتل من أجل البقاء.
يعتبرها الطلاب ومن قبلهم أولياء أمورهم ملاذا لنيل أعلى الدرجات والوصول لمدرج الجامعة، فيما تعد مصدر الدخل الأهم للقطاع الأكبر من المدرسين، الذين صار منهم «الأباطرة» و«العمالقة» و«الفلاسفة» وصارت أسماؤهم تلمع فى سماء الثروات الخيالية التى اقتطعتها ملايين الأسر البسيطة والكادحة من طعامهم وكسوتهم.
اخترعوا طرق تدريس خاصة بهم ومؤلفات وضعوا عليها بصماتهم الخاصة، فمنهم من يستخدم الموسيقى ومنهم من يحول الدروس إلى «برشامة» يبتلعها الطالب ويخرجها وقت اللزوم دون أن تمر على روحه أو قلبه أو حتى عقله.
وظهرت البدع والتقاليع فى عالم التعليم.. لينافس المدرس نجم السينما فى طلته وصار له معجبون ومساعدون ومريدون ومتابعون ومنافسون وحاسدون وحاقدون وأغلبهم من الطلاب أنفسهم.
وتطورت مراكز الدروس الخصوصية من شقق صغيرة وبضعة مقاعد وسبورة لمبانٍ كاملة و«بروجكتور» و«ديسكات» حتى وصل الأمر لتأجير دور السينما وقاعات الأفراح لممارسة أقبح عادة طغت على سطح العملية التعليمية بمصر، كل ذلك فى تحد واضح لكل الإجراءات والتحذيرات والمداهمات التى تصدر عن وزارة التعليم لتصبح سناتر الدروس الخصوصية «مافيا» تتماشى مع أجواء الانحدار الثقافى والأخلاقى التى تستهدف الشباب ومستقبلهم، بل إن العمل بها صار حلما وأملا للمتفوقين من الطلاب الذين رأوا المدرس خريج الهندسة الذى ألقى بتخصصه فى سلة المهملات واحترف تلقين العلوم فى سنتر دون إدراك معنى أو مغزى الغرض من التعليم.
وتسببت طرق التعليم فى السناتر إلى أزمة التفوق الوهمى التى تواجهها وزارة التربية ومكتب التنسيق كل عام، حيث احترف الطلاب الحصول على المجموع العالى الذى يحصل عليه نسبة كبيرة من الطلاب دون أن يعكس ذلك تحصيلا حقيقيا للمواد التى درسوها والذى يتسبب كل عام فى حرمان أعداد كبيرة من الطلاب من دخول كليات القمة.
دور سينما وقاعات أفراح.. تتحول لمراكز دروس خصوصية
منذ تسعينيات القرن الماضى تعيش معظم الأسر كابوسا يسمى الدروس الخصوصية الذى يستنزف جزءًا كبيرًا من دخل الأسرة من أجل ضمان تفوق أبنائهم فى المراحل التعليمية المختلفة.
فى البداية كان المدرس يعطى للطلبة الدروس فى منازلهم ولكن الحكاية توسعت وامتدت لتشمل مراكز «سناتر» متخصصة للدروس ووصلت الآن إلى تأجير قاعات السينما والأفراح للدروس الخصوصية لاستيعاب أكبر عدد من الطلاب وكثير من المدرسين يستيعنون بفرق تنظيم لدروسهم وهكذا صارت بعض مراكز الدروس الخصوصية تستوعب طلابًا يفوق عددهم طلاب بعض المدارس، وتشهد هذه المراكز أحداثا غاية فى الإثارة، بعضها يفوق الخيال!
تحول عدد من دور السينما من عرض الأفلام إلى مراكز للدروس الخصوصية، ويلجأ بعض من المعلمين إلى حجز قاعات السينما لاستيعاب أكبر عدد من التلاميذ، ويتراوح سعر تأجير القاعة ما بين 8 إلى 12 ألف جنيه يوميًا طبقا لأحد العاملين داخل إحدى السينمات الشهيرة بمدينة نصر ويتم تجميع أكثر من 1500 طالب من 13 سنتر من مناطق مختلفة لحصولهم على المراجعة النهائية داخل قاعات السينما التى تحولت إلى قاعات تعليمية وكافيهات «أوبن بوفيه» من أباطرة الدروس الخصوصية وكان سعر تذكرة حجز المراجعة النهائية 70 جنيهًا شاملة مراجعة منهج التيرم الأول من العام الدراسى للثانوية العامة. والجميع استعان بفريق لتنظيم الطلاب داخل قاعة السينما وتوجيههم وسحب تذكرة دخول القاعة وتحديد كرسى مخصص للطالب سابق الحضور، ويرافقهم فريق من «البودى جاردات» موزعين على أبواب الدخول وعلى سلالم السينما للتصدى لوقائع التحرش أو افتعال مشاجرات.
سميرة أشرف أحد أولياء الأمور قالت : بعض المدرسين يحولون المناهج إلى مسرحيات يقدمونها فى إحدى درو السينما ومن المدهش أن الآلاف من الطلاب يقبلون عليها وهناك مدرسون يصنعون تشيرتات مطبوعًا عليها أسماؤهم ويتم توزيعها على الطلاب كهدايا ومدرسون يوزعون هدايا ثمينة للطلاب المنتقلين إلى المرحلة الجامعية ومدرسون ينظمون رحلات ترفيهية وهناك مدرسون ينظمون دعاية لأنفسهم كأنهم نجوم سينما وهناك مدرسون يستأجرون عقارات كاملة لتحويلها من شقق سكنية إلى سناتر للدروس الخصوصية.
عضو لجنة التعليم فى البرلمان:
مطلوب عقوبات أكبر على أباطرة الابتزاز
أكدت النائبة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن لجنة التعليم تعمل على تقديم اقتراحات فعالة لحل أزمة انتشار «السناتر».. وقالت إن أولياء الأمور يلجأون إلى إلحاق أبنائهم بالدروس الخصوصية فى أغلب المواد لضمان نتائج أفضل.
وأضافت:هناك شبه إجماع على أن المدارس حاليا غير مفيدة للطلاب، موضحة أن الدروس الخصوصية أصبحت أزمة متكررة كل عام ولابد من اتخاذ خطوات فعالة لمواجهتها ولم تعد أزمة الدروس مقتصرة على مرحلة الثانوى فقط، فهى موجودة منذ التحاق الطفل بالمدرسة، والعقوبات يجب أن تكون تدريجية، تبدأ بغرامة وتصل للفصل من الوظيفة قائلة: «إن السناتر تشكل خطرا كبيرا على المنظومة التعليمية ولا تفيد الطالب ولكنها فقط تجعله يحفظ المناهج».
وأضافت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن محاربة الدروس الخصوصية مهمة الوزارة التي يجب أن تعمل على جذب الطلاب للمدراس والقضاء على السناتر والدروس الخصوصية على مستوى الجمهورية خلال الفترة المقبلة، ودور الوزارة هو تفعيل مجموعات التقوية داخل المدارس للطلاب للقضاء على مراكز الدروس الخصوصية، مؤكدة أن وزارة التربية والتعليم تشكل حملات لضبط الأشخاص غير المنتمين للتعليم الذين ينتحلون صفة معلم ويوهمون أولياء الأمور بأنهم يعلمون أبناءهم، مؤكدة أن المنظومة الجديدة للتعليم سوف تقضى على
الدروس الخصوصية نهائيًا.
طلاب: لا نتعلم شيئاً فى المدارس
الإقبال الكبير من الطلاب على مراكز الدروس الخصوصية يطرح سؤالا عن السبب وراء هذا الإقبال.
أحمد أشرف بالصف الثالث الثانوى.. يكشف بعضا من تلك الأسباب فيقول «لا يوجد مدرسون داخل الفصول فى المرحلة الثانوية للشرح ومعظم الطلاب يغيبون عن المدرسة ويذهبون إلى مراكز مجهزة، ما يساعدهم على استيعاب أكبر قدر ممكن من المناهج فى المراجعات النهائية يتم تجميعنا فى أحد الأماكن مثل قاعات الأفراح أو السينما التى يقوم بحجزها المدرس لاستيعاب كل الطلاب الذين يقوم بالتدريس لهم وأحياناً يتخطى العدد أكثر من ألف طالب».
ويشاركه الرأى شوقى السيد، طالب بالصف الثالث الثانوى، ويقول: «أسرتى استعدت لمصروفات الدروس الخصوصية وعملت على توفير مبالغ الدروس بالاشتراك فى جمعية منذ عام سابق حتى أحقق رغبتها فى دخول كلية الهندسة».
وقالت أمنية عبده، من أولياء الأمور، من سكان العمرانية، إن الدروس الخصوصية استنزفت أكثر من 80% من دخل الأسر المصرية، مؤكدة أن مدرس الفيزياء يجمع طلاب المرحلة الثانوية العامة فى 12 سنتر بمناطق مختلفة على فترتين صباحاً ومساء وثمن الحصة فى السنتر 25 جنيها بينما سعر حجز الحصة داخل سينما التحرير بمنطقة الدقى بالجيزة يبلغ 40 جنيها بعد أن قام بتأجير صالة العرض من إدارة السينما، ولأن إقبال الطلاب تخطى الآلاف استعان المدرس بعدد من الشباب لتنظيم عملية الدخول والخروج من الأبواب وتوفير المئات من الكراسى البلاستيك بعد أن ضاقت بهم صالة العرض، موضحة أن فكرة غلق المراكز والقضاء على الدروس الخصوصية خطوة مهمة ولا بد منها ولكن قبل أن تفكر الوزارة فى غلق المراكز يجب أن تضع البديل المتمثل فى عودة المدرسة لدورها وأيضاً أداء المعلم لرسالته السامية.
وبدوره يوضح أسامة محمد، أحد أولياء الأمور من سكان شبرا الخيمة، أن مراكز الدروس الخصوصية المجاورة لمنزله تعمل يومى الأحد والأربعاء من الساعة الثانية حتى الساعة السادسة مساء، ويبلغ سعر المادة الواحدة 120 جنيها فى الشهر، بالإضافة لحصول الطالب على ملزمة شرح المادة من المدرس المختص ويبلغ سعر المراجعة النهائية 80 جنيها، وقال: مواجهة الدروس الخصوصية تتطلب القضاء على الكثافات داخل المدارس وأن تصبح المدرسة جاذبة للطالب مع قيام المعلم بدوره ففى هذه الحالة سوف تنتهى أزمة الدروس الخصوصية من جذورها، موضحا أن الأزمة فى المدرسة والامتحانات والمناهج وليس السنتر.
وقالت نجلاء أحمد، أحد أولياء الأمور: ابنتى فى الصف الثالث الثانوى، وأبحث مع بداية كل عام دراسى عن سنتر متميز لتتلقى فيه الدروس الخصوصية بسبب غياب دور المدرسين بالمدرسة وعدم استيعابها المناهج الدراسية وسط جو غير ملائم وغير صالح لتقديم مواد علمية للطلاب فى مدارس الحكومة.. وأضافت: مع دخول السنة الدراسية يلجأ زوجى إلى عمل اضافى آخر ليتمكن من تسديد مصروفات الدروس الخصوصية ومتطلبات أفراد الأسرة واحتياجات المنزل فمصروفات الدروس تستنزف 70٪ من دخل الأسرة.
وواصلت «نجلاء»: سعر الدرس الخصوصى للمادة الواحدة يتخطى ال300 جنيه شهريًا بخلاف مصروفات الملازم وتصوير أوراق المادة، وهو ما يمثل عبئاً كبيرًا على أفراد الأسرة، وأضافت «لو أن هناك انضباطاً كافياً فى المدرسة من المدرسين لما احتاج الطلاب إلى دروس خصوصية».
وقال إبراهيم شكرى من سكان مدينة نصر - أحد أولياء الأمور، لدى ابنان الأول فى المرحلة الأولى من الاعدادية والثانى فى الصف الثالث الثانوى وكلاهما يحصل على دروس خصوصية، وأضاف: أحد أبنائى قال لى إن المدرس بتاع المدرسة بيقول أنه بيشرح أكتر فى السنتر ولازم آخد معاه درس عشان يضمن درجات أعمال السنة ولهذا وافقت على الفور وأسدد له شهريا أكثر من 1200 جنيه مصروفات على الدروس الخصوصية.
وقالت نبيلة شوقى من سكان مدينة نصر أحد أولياء الأمور: لدى أربعة أولاد بمراحل تعليمية مختلفة، ومنهم «يارا» فى المرحلة الثانوية تحصل على دروس خصوصية ويبلغ سعر المادة الواحدة 300 جنيه شهريًا وتشمل الأوبن بوفيه والرحلات الترفيهية كل شهر بدون الأطعمة الشخصية، وأضافت: الطالب بحاجة لتفريغ طاقته لاستيعاب قدر أكبر من المعلومات، وإن كانت المدرسة غير قادرة على احتواء الطالب فعلينا كأولياء أمور إيجاد حل أو بديل مثل الدروس الخصوصية، وده كل أب وأم بيعملوه علشان يدفعوا بأبنائهم للأمام.
خبراء: زيادة رواتب المعلمين.. أولى خطوات الحل
أوضح كمال مغيث الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، أن الدروس الخصوصية مرض أصاب التعليم المصرى منذ عشرات السنوات نتيجة لأسباب متعددة أبرزها تدهور وانخفاض مرتبات المعلمين مما جعل المعلم يضغط على التلاميذ بطرق غير مشروعة لالتحاقهم بدرس خصوصى حتى يستفيد المعلم بزيادة دخله، وأضاف أن الدروس الخصوصية تتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص وتسلب مجانية التعليم.
وأشار «مغيث» إلى أن استمرار مشكلة الدروس الخصوصية تتناقض مع خطة تطوير التعليم التى تستهدف تحقيق مبدأ الابتكار وبناء العقول، وعليه لابد من محاربة مافيا الدروس الخصوصية والقضاء عليها.. وقال: المدرسة هى المكان الطبيعى للتعليم تحت رقابة وزارة التربية والتعليم وبعودة الطلاب للمدارس سنقضى تماما على ظاهرة الدروس الخصوصية من جذورها، وأضاف: ما فعله الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم خلال النظام الجديد للتعليم فى الصفوف الأولى يستهدف عودة التلاميذ للمدرسة وبذلك ستختفى الحاجة للدروس الخصوصية نهائيًا.
وأكد على فارس، خبير تطوير المناهج واستراتيجية التعليم الفنى، أن وزارة التربية والتعليم لم تنجح حتى الآن فى وضع خطة لمواجهة مافيا الدروس الخصوصية، وقال: هناك عوامل أساسية تعمل على تكثيف الدروس الخصوصية فى البيوت والسناتر حتى وصلت إلى السينمات وهى تدهور مرتبات المعلمين، والطرق التعليمية القائمة على الحفظ والتلقين دون معرفة المنهج جيداً، ويجب أن نعترف بأن هناك تدهورا فى المناهج التعليمية، لذلك أصبحت الدروس مسألة حتمية، وأضاف: لابد من مرور المسئولين بوزارة التربية والتعليم على المدارس لعمل المتابعة ومعرفة حضور المعلمين والطلاب وكيفية الشرح داخل الفصول.
وأضاف «فارس» أن ظاهرة الدروس الخصوصية ترجع فى المقاوم الأول إلى فساد المنظومة التعليمية ويجب على وزارة التربية والتعليم سرعة اتخاذ القرار لوضع حلول وخطط فعالة، مشيراً إلى أن الطالب إذا وجد تعليما جيدا فى المدارس سيتوقف تماما عن الحصول على دروس خصوصية التى صار تتحكم فيها حاليا مافيا متشعبة فى مصر كلها.
وأشار خبير تطوير المناهج إلى أن المعلمين هم الذين يذهبون إلى السنتر ويعطون الطلاب دروسا خصوصية لسبب بسيط ومعروف للجميع وهو تحسين مستوى المعيشة الخاص به كمعلم، قائلا: «المعلم يرغب فى العيش بشكل يحقق له حياة كريمة ومصدر دخلهم الوحيد هو الدرس الخصوصى فى ظل تدنى المرتبات والأجور، وفى حالة رغبة الوزارة فى الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية عليها أن تعمل على توفر البديل للمعلم سواء داخل المدرسة أو فيما يتعلق بدخله الشهرى»، مطالبا وزارة التربية والتعليم ببذل الجهد حتى يعود الطلاب إلى المدارس من جديد، مشيرا إلى أنه لابد من رفع مرتبات المعلمين وتطوير مناهج التعليم لتعتمد على الفهم والابتكار والخيال العلمى.
وكشف أحمد يوسف، معلم بوزارة التربية والتعليم منذ 37 عاما، أن 75٪ من المعلمين يعانون من أمراض الضغط والسكر والقلب، وقال: لا يتم تدريب المعلمين على أحدث الطرق العلمية التى يحتاج إليها الطلاب فى ظل تطور العالم والمدارس تعنى غياب معامل تقدم مادة علمية يتدرب عليها الطلاب.
وواصل: منذ عام 1991 وزارة التربية والتعليم تشهد عجزًا فى كوادر المعلمين مما يسبب ضغطا عصبيا على المعلم بالإضافة لتحميل المعلمين عددا من الحصص الزائدة لسد عجز المعلمين، وانتداب مدرسين لمناطق بعيدة عن مسكنهم، مما يصيب البعض بالإرهاق البدنى والنفسى بخلاف ضعف المرتبات.
وشدد «يوسف» على ضرورة اهتمام وزارة التربية والتعليم بالمدارس وإرجاعها كسابق عهدها، وذلك من خلال الاهتمام بالأنشطة، فضلاً عن إيجاد حلول مناسبة لمشكلات المعلمين والطلاب، ومعرفة أسباب عزوفهم عن المدرسة وكتاب الوزارة، مشيرًا إلى أن هناك معلمين لا يقومون بالعمل فى السناتر أو تقديم دروس خصوصية ولا يستغلون الطلاب لأنهم يمتلكون وظائف أخرى لتساعدهم على متطلبات الحياة.
وأكد المعلم أن ضعف المرتب من أهم أسباب سوء الأوضاع المعيشية للمعلم، مؤكدا أنه ليس كل من يعمل فى السناتر أو الدروس الخصوصية ينتمون للمعلمين، فمنهم هواة ولم يحصلوا على مؤهلات تربوية.
مسئول فى «تعليم القاهرة»:
مخالفة للقانون.. ونطاردها بقوة
يقول محمد عبدالتواب مدير عام بالإدارة العامة للتعليم العام بمحافظة القاهرة، غن الدروس الخصوصية ثقافة أولياء الأمور منذ العديد من السنوات السابقة وأغلب من يعمل داخل السناتر ويشرحون المواد التعليمية للطلاب غير مؤهلين للتدريس وليس لهم صلة بالتعليم أو وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن ثقافة أولياء الأمور أن التلميذ يعتمد على الدروس الخصوصية حتى يحصل على المعلومات الصحيحة وبذلك يتصارع منتحلو صفة معلم للفوز بأكبر عدد من الطلاب، ولهذا يتسابقون فى الإعلان عن أنفسهم بقدرتهم على الشرح مع الاستعانة بالمميزات الترفيهية من تشغيل موسيقى أو أغان شعبية ورقص لجذب الطلاب المراهقين ومع صراع سمسرة الدروس الخصوصية استعان بعضهم بمركز «أوبن بوفيه» للمشروبات والمأكولات حتى يستطيعوا الحصول على أكبر قدر من الاموال من أولياء الأمور.
وأكد مدير عام الإدارة التعليمية، أن وزارة التربية والتعليم تحارب مافيا الدروس الخصوصية والسناتر بتنفيذ عملية التطوير الحديث للمنظومة التعليمية الشاملة وكان عام 2019 عام التطوير الحديث للمنظومة التعليمية بتطبيق منظومة التطوير المنقسمة لثلاثة محاور أولها رياض الأطفال، والمحور الثانى أولى ابتدائى وتانية ابتدائى، والمحور الثالث الثانوية، وتم تطبيق أنظمة للامتحانات حديثة مثل امتحان «الاوبن بوك» الذى يسمح للطلاب باستخدام الكتب داخل قاعة الامتحانات حتى يعلم أولياء الأمور أن الطالب لم يتمكن من حل الامتحان الا بشرح المدرسة لأن النظام الجديد يعتمد على الفهم وليس الحفظ الذى تعتمد عليه الدروس الخصوصية ومافيا السناتر، لافتاً إلى أن المدرسة تعمل على تنمية مهارات الفهم والإبداع والابتكار للطالب ولا يوجد مجال للحفظ لأنه انتهى من التعليم الحديث، ووزارة التربية والتعليم تعمل على تخريج جيل حديث يعتمد عليه فى جميع المجالات.
وأضاف «عبدالتواب» أن التابلت إحدى أدوات التطوير الحديث للمنظومة التعليمية الذى تساعد على تحجيم مافيا الدروس الخصوصية قائلاً: «إن التابلت يحتوى على بنك المعرفة اللازمة للطالب من دروس وفيديوهات وصور لشرح المنهج ويستطيع أن يستعين بها فى الوقت المناسب تماما كما لو كان مكتبة متنقلة»، مشيرًا إلى أن مافيا الدروس الخصوصية تعمل على مقاومة وانهيار منظومة التعليم الحديثة حتى يقع أولياء الأمور فريسة لحصولهم على مبالغ مالية ضخمة، وبعض المعلمين تعمل على إرهاب أولياء الأمور من الامتحانات وتقدم اقتراحات ترفيهية عن السناتر وتلعب على عقول الأطفال حتى يستقطبوهم.
وطالب «عبدالتواب» أولياء الأمور بالابتعاد عن العروض الزائفة الذى تساعد على انهيار القيم العلمية، والتلميذ يجب أن يحصل على المعلومات من مصدرها الصحيح وهى وزارة التربية والتعليم وبالتعاون المستمر مع أولياء الأمور نستطيع أن نبنى دولة ذات شأن من خلال أولادنا لأنهم وقود المستقبل.
وأشار «عبدالتواب» إلى أن جميع مراكز الدروس الخصوصية أو السناتر غير مرخصة وتخالف القانون ولا يوجد موظف بوزارة التربية يتعاون مع مافيا الدروس الخصوصية، قائلا: «إن محافظ القاهرة بالتعاون مع رؤساء الأحياء يعملون على تشكيل لجان لضبط السناتر وأماكن الدروس الخصوصية وغلقها تماماً وتقدمهم للمحاكمة حتى ينال العقوبة على المخالفات القانونية»، وجميع العاملين داخل السناتر ينتحلون صفة مدرسين، ومدرسو وزارة التربية والتعليم هم المتدربون على الانظمة الحديثة ولكن السناتر تعمل على نظام الحفظ والاساليب الترفيهية مثل الرحالات والاغانى والرقص والنظام الحديث يعتمد على توصيل المعلومات الصحيحة ولا يعتمد على الحفظ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.