لا شك أن الساحة الدرامية كسبت كثيراً من تواجد سيناريست ماهر وموهوب مثل عبد الرحيم كمال، الذي نجح خلال ثلاثة مواسم رمضانية أن يمتع الجمهور بدراما السهل الممتنع ويكشف النقاب عن مناطق جديدة في دراما الصعيد ودراما الشخصيات عايشها وعاصر بعض أحداثها فنقلها عبر الورق باحساس وصدق كبير فحسها الجمهور وارتبط بها، وبداية من «الرحايا»، و«شيخ العرب همام» وحتى «الخواجة عبد القادر» جميعها محطات نجاح مهمة ومتميزة.. وهذا السيناريست الموهوب خريج معهد السينما قسم سيناريو يعود من جديد للسينما بعد تجربة «على جنب يا أسطى» بطولة أشرف عبد الباقي منذ فترة بعيدة بفيلم مع أحمد حلمي، وهذا تأكيد لتميز كمال كسيناريست سينمائي بعد نجاحه الدرامي، وكان معه هذا الحوار: * بداية كيف ترى عودتك للسينما بفيلم مع أحمد حلمي؟ - بصراحة لم أشعر أنني غبت لكي أعود فأنا خريج معهد السينما قسم سيناريو وعندما رأيت السينما متأزمة، اتجهت للدراما والحمد لله قدمت مسلسلات ناجحة بشهادة الجمهور، وأتمنى أن تكون التجربة السينمائية القادمة مؤثرة ومهمة مثل التجارب الدرامية. * وماذا عن الفيلم؟ - بصراحة اتفقنا جميعاً في الشركة المنتجة والأبطال على عدم الحديث عن الفيلم لا اسمه ولا مضمونه وكلنا ملتزمون بذلك لكن أعد جمهوري بانه سيكون عملاً يرضيهم وربما تأتي هذه التجربة في الوقت المناسب لأنني ابن السينما وطموحي فيها لم ولن يقل عن الدراما بإذن الله. * النجاح الكبير الذي رصده البعض للخواجة عبد القادر كيف تراه وماذا يفرض عليك؟ - بالتأكيد هو تتويج على صدري من جمهوري واستكمال لمشوار النجاح وبالتأكيد أي عمل أكتبه لم أقصد النجاح أو الفشل وإنما أكتب الأعمال التي أصدقها والتي تحترم المشاهد وبالتأكيد هذا المشوار وهذا النجاح يفرض عليَّ مسئولية كبيرة. * هل تعتبر تواجد النجوم الكبار في أعمالك سبباً في النجاح؟ - بالتأكيد كرم ربنا قبل أي شىء ومثلاً عمل يحمل اسم نجم كبير بحجم يحيى الفخراني في عملين، وقبله نور الشريف يجعل أي كاتب قدم عملاً جيداً يحترم عقل وفكر الجمهور، لا يقلق بجانب المناطق الجديدة التي أقدمها في أعمالي عن الصعيد لأنها تخصني وقضيت نصف عمري فيها وأحياناً كنت شاهداً عليها، وأنا لا أعرف أتكلم عن أشياء لا أحسها، والنتيجة يكون عملاً متجانساً وصادقاً يجد الاقبال. * وكيف ترى عودة الكثير من نجوم الدراما والسينما في رمضان الماضي؟ - بالتأكيد أضافت ثراء فنياً من حيث الكم وتأكيد أن مصر مازالت حية في هذا التوقيت الحرج التي تمر به مصر، وأن تكون قادرة على تقديم هذا الكم من الأعمال وهذا أسعدني جزئيا، لكن كنت أتمنى أن يكون الكيف على مستوى الكم من الجودة، لكن للأسف كانت معظم الأعمال تعتمد على النجم لذلك جاء حجمه أكبر من الموضوع. * وما رأيك في المشاهد والألفاظ الخارجة التي كانت سبباً في هبوط المستوى الدرامي؟ - بالتأكيد كانت معظم الأعمال غير موفقة، ولو كانت هذه المشاهد في اطار السياق الدرامي ما شعرنا بهذا الأمر وإن كانت ليس لها ضرورة فهي أكيد «قلة أدب» وتصنف على أنها تخدش الحياء. * هل ترى أن كثرة الفضائيات ساهمت في اثراء الدراما؟ - بالتأكيد ساهمت في زيادة المعروض وكانت عاملاً مهماً وخلقت مناخاً مهماً من المنافسة بين كل الأجيال وخاصة العائدين من السينما ونجوم الدراما لكن التجربة أثبتت أن الكبار من نجوم الدراما مازالوا هم الفيصل. * متى يخرج عبد الرحيم كمال من عباءة الدراما الصعيدي؟ - ربما العام القادم يحدث ذلك وأنا مازلت أبحث عن فكرة درامية جديدة، لكن انشغالي بالصعيد لأنني قضيت نصف عمري به كما قلت لكم، وأنا مش خواجة بكتب عن الصعيد فأنا منه ومنتم إليه ومازلت وسأظل مرتبطاً به لأنني مازلت أرى خصوصيته ومناطق عديدة به مازال الكثيرون لم يروها. * ولكن معظم الأعمال التي تناولت الصعيد في رمضان الماضي انصبت على تجارة المخدرات السلاح والعنف؟ - الحقيقة إنني لم أتمكن من مشاهدة أعمال صعيدية في رمضان الماضي لكن سمعت عن كم العنف بها والاتجاه لتجارة المخدرات، والسلاح، والآثار، وهذا ظلم للصعيد لأن الصعيد هو جزء كبير وأصيل وتاريخ من مصر، وبه مناطق ايجابية كثيرة تستحق الكشف عنها، وهذا ما يشغلني به.. لكن ربما جاءت بعض أعمال الصعيد هذا الموسم بهذا الشكل بسبب الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلد وظهرت على السطح ظواهر عنف ومحاولات اثراء سريع وكان هذا في مصر كلها بشكل عام. * ماذا عن مشروع مسلسل «بين الشوطين» وسر انسحاب نور الشريف؟ - كل معلوماتي عن هذا العمل صفر ومازال وضعه متجمداً ولا أجد تفسيراً لذلك من أي طرف. * وكيف ترى المشهد الحالي في مصر؟ - أراه بترقب شديد مثل أي مواطن مهموم ومشغول بمستقبل وطنه ومازلت شديد التفاؤل خاصة أن الامور في طريقها للاستقرار رغم كل التكتلات والتوتر والمناورات فهناك محاولات لاقرار الدستور وعندنا رئيس للدولة، لكن أتمنى أن يكون الفعل يلامس الواقع، ويكون على مستوى القول وهذا يتطلب منا جميعاً شعباً وحكومة وسلطة وتيارات وأحزاباً أن نكون ايجابيين لأن المسئولية مشتركة علينا جميعاً ونحتاج أن نأخذ خطوة ايجابية تجاه مستقبل وطننا ولا نلقى المسئولية على بعض فالشعب يجب أن يكون ايجابياً والسلطة لابد أن تكون واقعية حتى تستقر الأمور.