رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن الانقسام والافتقار إلى التنسيق بين مختلف الجماعات الثورية والمسيطرة على مساحات متعددة بالأراضي السورية هو أحد العوامل التي تصيب الانتفاضة السورية بالضعف ويهدد ثورتهم بشكل عام. وأضافت الصحيفة أن الثورة السورية تفقد توحد الشعب السوري الثائر وهو الأمر الذي يساعد القوات النظامية السورية على التخلص منهم بسهولة من خلال شن هجمات عسكرية على الجبهات المنفصلة. وفي محاولات جلية لحل تلك المشكلة التي تمثل عقبة قوية في وجه المعارضة السورية المطالبة بالحرية والديمقراطية والمنادية بالإطاحة بنظام الرئيس السوري "بشار الأسد"، قالت الصحيفة إن وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري رودهام كلينتون" أعلنت أمس الجمعة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل على تقديم 45 مليون دولار كمساعدات للمقاتلين السوريين من بينهم 15 مليون دولار في شكل معدات للاتصال لتعزيز التعاون بين جبهات المعارضة السورية، من المتمردين المقاتلين إلى المجالس الثورية الجديدة التي ظهرت لإدارة الخدمات المحلية في المناطق المحررة من قبضة القوات النظامية. وأوضحت الصحيفة أن حزمة المساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدة إلى الانتفاضة السورية تأتي في الوقت الذي تبذل فيه إيران جهود رامية إلى تعزيز موقف الرئيس السوري "بشار الأسد" وإحكام قبضته على زمام الأمور في البلاد وإنقاذ نظامه من الانهيار، لافتة إلى أن ما تفعله إيران يشكل تهديدًا واضحًا على الاستقرار في المنطقة من خلال تعميق مشاركتها في الحرب الأهلية المندلعة في سوريا. ومن جانبها، قالت "كلينتون" في أحد الاجتماعات في نيويورك "دعونا نتكلم بصراحة مطلقة، إن إيران تمثل شريان الحياة بالنسبة لنظام الرئيس السوري "بشار الأسد" فضلًا عن أن طهران ستفعل كل ما يستلزمه الأمر لحماية رفيقها في دمشق". وذكرت الصحيفة أن "كلينتون" حثت البلدان المجاورة لسوريا على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع إيران من تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة إلى سوريا من خلال الجو أو الأرض. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ما يقرب من 30 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية للسكان المدنيين المحاصرين في سوريا، موضحة أن الاحصائيات أكدت على وجود ما يقرب من مليون ونصف سوري مشرد داخل الأراضي السورية في حين يصل عدد الفارين واللاجئين إلى الخارج إلى ما يقرب من 700 ألف مواطن سوري.