فى جلسة الأمن والسلم بمنتدى شباب العالم، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الإرهاب صناعة شيطانية لمنع تقدم الإنسان، وأنه بات غطاءً لكثيرٍ من الأهداف للدول التى ترغب فى تحقيقها. وقال الرئيس إن أخطر ما فى الإرهاب هو استخدام الفكر والعقيدة لتحقيق أهداف ومصالح سياسية. رسالة «السيسى» ليست سهلة أو هينة، وتفسيرها يعنى أمورًا كثيرة، أبرزها على الإطلاق أن هناك خطرًا قادمًا يحيق بالدولة المصرية، وأن مؤامرات التربص لا تزال تطل برأسها من كل حدب وصوب تجاه الدولة، وهذا شىء جلل وخطير ويحتاج إلى أن نضع عيوننا وسط رؤوسنا كما ينبغى، وعندما يتحدث الرئيس بهذا الشكل، فإن هذا يعنى أن الظروف خطيرة، والأمر لا يحتاج إلى التراخى، والواجب الوطنى يحتم على الجميع تلبية النداء على الفور لنصرة الدولة المصرية. وكيف يتصرف الإعلام سواء كان مرئيًا أو مسموعًا أو مقروءًا حيال الأمر إذاً؟! الإجابة أن الدولة تطلب من الإعلام بجميع أشكاله أن يكون سندًا لها فى ظل هذه الظروف الخطيرة التى تمر بها البلاد، وفى ظل تربص شديد من الأعداء للنيل من الوطن، وبالتالى على جميع وسائل الإعلام، لا نستثنى منها أحدًا قومية أو حزبية أو خاصة، أن تلبى النداء على الفور وتكون عونًا حقيقيًا للدولة من أجل أن تثبت أركانها، ويتم تفويت الفرصة على كل من يريد الشر للوطن والمواطن. ولا أكون متجاوزًا فى القول إذا قلت إن الذى يتخلف عن هذا النداء شريك فى عملية التآمر، ويحق لنا أن نصفه بالخيانة. وعلى الإعلام مثلًا أن يعمل على زيادة الوعى لدى جميع المصريين، ويسعى إلى تبصيرهم بأهمية التماسك والوحدة، وخطورة انقسامهم أو تعرضهم للفرقة، فقلة الوعى أو ضعفه تجعل أهل الشر ينفذون إلى تحقيق مآربهم وأهدافهم وحماقاتهم التى يسعون إليها، وهذا يعنى أيضًا ضرورة التصدى من جانب الإعلام للفتن والدسائس والشائعات، وخلافها من أسلحة الجيلين الثالث والرابع التى تسرى فى المجتمع كالنار فى الهشيم. وعلى الإعلام أن يكون أكثر وعيًا بكل هذه المخططات، ويبصر المجتمع بها، وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة التى تهدف إلى إثارة البلبلة والفوضى والاضطراب، فسلاح الشائعات هناك أعداء لمصر يقومون بتنفيذه بشكل سهل ويصرفون على ذلك المليارات. هذه أمثلة من الدور الذى يجب أن يلعبه الإعلام خلال المرحلة القادمة من أجل نصرة الدولة الوطنية المصرية، وأعتقد أن جميع وسائل الإعلام فى هذا الصدد لن تتوانى أو تتأخر، وأعتقد أن هذا هو مغزى رسالة الرئيس مؤخراً.