بوتين يهنئ السيسي بعيد ميلاده: من أعماق قلبي أتمنى لك الصحة والنجاح في خدمة الشعب    الشركات اللبنانية تستثمر 854 مليون دولار في مصر بنهاية فبراير 2025    ارتفاعات وشيكة في أسعار الذهب.. اشتري قبل فوات الأوان    أمين مجلس الجامعات الأجنبية: استكمال القرارات الجمهورية ل 11 فرعا و10 طلبات قيد الدراسة    الإخوان على القوائم السوداء في أمريكا رسميًا: ولاية تكساس تصنف الجماعة منظمة إرهابية    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأنجولي سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية    جوائز الكاف 2025، تعرف على طريقة اختيار الأفضل في أفريقيا    بعثة زيسكو الزامبي تصل القاهرة الخميس لمواجهة الزمالك    عمرو عثمان: أكثر من 13717 نشاطا توعويا لمكافحة الإدمان بمحافظات الجمهورية    الطقس غدا.. ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة خطيرة صباحاً والعظمى بالقاهرة 29    الفنان محمد صبحي يغادر المستشفى بعد تعافيه ويعود إلى منزله    عمرو مصطفى يطمئن على تامر حسني: ربنا يشفيك ويعدي الوجع بسرعة    معرض رمسيس وذهب الفراعنة في طوكيو.. الأعلى للثقافة: دليل على تقدير اليابان لحضارتنا    فيلم بنات الباشا المقتبس عن رواية دار الشروق يُضيء شاشة مهرجان القاهرة السينمائي    وزير الصحة: دول منظمة D-8 تعتمد إعلان القاهرة لتعزيز التعاون الصحي المشترك    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    ضمن مشروع تطوير شامل، أنظمة إطفاء صديقة للبيئة في مطار القاهرة    انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي العاشر لأدب الطفل تحت عنوان "روايات النشء واليافعين" بدار الكتب    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    المصرية للاتصالات تعلن اكتمال مشروع الكابل البحري 2Africa    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انهيارات المباني تتكرر بسبب عدم تفعيل قانون اتحاد الشاغلين
الصيانة.. الحقيقة الغائبة فى عقارات مصر الدولة مسئولة عن إعادة تقييم المباني وصلاحيتها للسكن
نشر في الوفد يوم 25 - 09 - 2012

الخبر متكرر.. والموت كانت رائحته متشابهة.. نقرأ نفس العبارات.
مصرع 15 سكندرياً بينهم طفل عمره 4 سنوات فى حادث سقوط 4 عقارات بالإسكندرية.. انهيار عقار حديث الإنشاء ومصرع 12 عاملاً وإصابة 5 آخرين.. مصنع ملابس بالإسكندرية يقتل 26 عاملاً تحت أنقاضه ويصيب 9 آخرين.. انهيار منزلين بالإسكندرية ومصرع 3 وإصابة 11 آخرين.. مصرع 4 وإصابة 9 بحادث انهيار عقار الساحل.. مصرع 6 في انهيار عقار بمنطقة الخلفاوي بشبرا وجار البحث عن 4 مفقودين تحت الأنقاض.. سقوط عقار بالمحلة الكبري يسفر عن وفاة فردين وإصابة 5 آخرين.. استخراج 6 جثث من تحت أنقاض منزل في سوهاج.. ما سبق كان معظم عناوين الأخبار التي تصدرت وسائل الإعلام المسموعة عما شهدته مصر من تعدد حوادث انهيارات العقارات المخالفة أو الصادر بشأنها قرار إزالة لم تنفذ، لينتهي بها الحال إلي السقوط فوق رؤوس قاطنيها؛ والغريب أن كثيراً من العقارات المنهارة لا تحمل لقب «قديمة» و«آيلة للسقوط»، بل هي حديثة الإنشاء وينتظر كل منها المصير المأساوي بين لحظة وأخري؛ لتدل علي أن هناك كارثة تهدد مباني مصر ومئات الآلاف من ساكنيها؛ والرقابة القانونية هنا تبدو غائبة تماماً؛ حتي أصبحت ظاهرة لا يمكن تجاهلها ولا يمكن السكوت علي هذا المسلسل المتكرر من الانهيارات بل أصبح سماع حدوث هذه الكوارث أمراً معتاداً ومشهداً ثابتاً ومكرراً في جميع شوارع العاصمة؛ فلا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ أو نشاهد عن خبر حدوث كارثة سقوط عقار سكني يحصد مئات الضحايا تحت أنقاضه بخلاف المصابين.. بلا رحمة.. وبدون سابق إنذار؛ بعد أن ساهم مقاولو الكسب السريع في بناء وتعلية الأدوار المخالفة من أجل تحقيق مكاسب خيالية في وقت قصير، وأصبحت الطريقة معروفة لديهم ضاربين عرض الحائط بالقواعد القانونية والاشتراطات الهندسية للبناء؛ ثم يأتي دور ضعاف النفوس في إدارات الأحياء المختلفة باعتبارهم المتهم الأول عن تفشي ظاهرة مخالفات المباني؛ دون أن يتحرك مسئول باتخاذ إجراء حقيقي يحد من هذه الظاهرة المفزعة؛ رغم أن هناك الكثير من الاستغاثات تأتي من سكان العقارات المتصدعة ممن يخشون انهيارها وتصل للمسئولين لكنهم في واد والمواطنين في واد آخر.. فكيف يمكن وقف نزيف الدماء الذي يسيل كل يوم من السكان المقيمين في عقارات الخطورة الداهمة؟
خبراء البناء والتشييد أرجعوا تضخم المشكلة إلي هذا الحد للفساد المستشري في المحليات وانتشار الرشوة والمحسوبية وعدم تطبيق القانون؛ كما أن قطاع الإسكان يواجه تحديات كثيرة أهمها زيادة المباني المخالفة أو البناء بدون ترخيص وتعلية الأدوار بالمخالفة لقانون البناء وكثرة المناطق العشوائية؛ إضافة إلى الإهمال فى صيانة شبكات البنية التحية وانتهاء العمر الافتراضى لها؛ فضلاً عن أن معظم المرافق لا تتحمل الكثافة الزائدة عن القدرة الاستيعابية؛ مما يترتب عليه العديد من الانهيارات للمبانى والمرافق وإزهاق أرواح الأبرياء.
«الوفد» تفتح ملف انهيار عقارات مصر للتعرف علي أسباب تصدع المباني السكنية للوصول إلي حلول حقيقية لمواجهتها.
الدكتورة منار حسني عبد الصبور - مدير عام المكتب الفني بمديرية الإسكان محافظة القاهرة وعضو هيئة التدريس ورئيس قسم الهندسة المدنية بالمعهد العالي للهندسة بأكاديمية طيبة؛ أعدت دراسة خلال الفترة (2012) تحمل عنوان (عيوب المباني السكنية)؛ حيث أكدت أن الصيانة هي العنصر المحافظ علي المبني السكني من الزمن والضامن لبقائه سليماً متماسكاً طوال فترة عمره الافتراضي.
وأوضحت الدراسة أنه يجب البدء في صيانة المباني مباشرة بعد الانتهاء من تنفيذها وفقاً لبرنامج علمي هندسي يبدأ بالمعاينات الدورية لكل عناصر المنشأ والتي يجب أن تتم بواسطة خبراء متخصصين في هذا المجال ليكونوا مسئولين وقادرين علي تحديد مدي خطورة ما يلاحظونه من تدهور في المنشآت ويحددون الأسلوب للعلاج والسرعة المطلوبة له في التوقيت المحدد.
وتذكر الدراسة أن للصيانة أنواعاً عديدة أهمها الصيانة الوقائية التي تلزم المرور الدوري علي فترات زمنية مناسبة علي كافة عناصر المبني بهدف الاكتشاف المبكر لأي خلل ومعالجته قبل أن يستفحل خطره. أما الصيانة العلاجية فهي تعني القيام بإصلاحات الخلل والعيوب التي تظهر في عناصر المبني ومكوناته.
وأوصت الدراسة بأهمية دراسة الجوانب التشريعية والإدارية والاجتماعية والتمويلية حماية للأرواح وحفاظاً علي الثروة العقارية؛ ووصولاً لعلاج جذري وشامل بإنشاء نظام إداري متكامل لصيانة المنشآت السكنية ليكون أداة جيدة في مجال الصيانة ومن ثم تحسين الخدمات الإسكانية سواء في الإصلاح والترميم والصيانة استرشاداً بالدول المتقدمة لغير القادرين وأولوية للطوارئ من تدهور مفاجئ وحالات عاجلة للصيانة مع إنماء الوعي المعرفي بأهمية الصيانة وتأثيرها ومؤثراتها السلبية علي حياة السكان في حال إهمالها.
وأوصت الدراسة بأهمية ربط الصرف الصحى بحقوق الإنسان وهو حق الإنسان فى الحياة الكريمة والحفاظ على آدميته؛ ووجود قانون مستقل ينظم الصرف الصحى بمصر وتوضيح الالتزامات بكل وزارة أو هيئة أو بلدية أو مواطن، وتحديد مسئولية الدولة حيال ذلك؛ مع توافر قواعد البيانات الكافية لحصر المناطق المحرومة من الصرف الصحى، والتى لديها صرف صحى ويحتاج لصيانة أو إنشاء شبكة صرف صحى جديدة لها وتخصيص ميزانيات بالدولة للصرف الصحى وصيانته واستدامته وعدم التمييز فى مستوى خدمات الصرف الصحى بين منطقة وأخرى؛ بالإضافة إلي اشتراك المجتمع المدنى والمواطنين مع الدولة فى حل مشاكل الصرف الصحى بكل منطقة وكل حى وكل محافظة والاهتمام بجميع العاملين فى مجال الصرف الصحى (تدريب – مرتبات – الحفاظ على صحتهم وكرامتهم المهنية )؛ وتفعيل دور مديريات الإسكان والمرافق فى مجال الصرف الصحى وعدم تعمد تهميشها فى هذا المجال وتحديد الخطط والبرامج الزمنية الكافية لعمل مشاريع وصيانة الصرف الصحى وحظر الصرف الصحى فى النيل والبحار؛ وأيضاً حظر رى الأرض الزراعية بمياه الصرف الصحى وتوافر خط ساخن لحوادث الصرف الصحي وخرائط حديثة لشبكات الصرف الصحى بالوضع الراهن بكل منطقة وكل حى وكل محافظة وعلى مستوى مصر؛إلي جانب وجود جهاز قومى لصيانة الصرف الصحى لتنفيذ منظومة إدارية متكاملة لصيانة الصرف الصحى؛ مع تفعيل دور الإعلام فى الحفاظ والتوعية بأهمية الصرف الصحى وصيانته وعرض مشاكله؛ بخلاف حل مشاكل مستحقات شركات الصرف الصحى وإعادة اختيار قيادات تتمتع بالنزاهة والشفافية وعزل القيادات الفاسدة.
أزمة تخطيط
الدكتور محمد سامح كمال الدين – أستاذ العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة؛ قال إن مشكلة انهيار العقارات ترجع لأسباب عديدة أهمها كثرة المناطق العشوائية التي تفتقد للاشتراطات الصحية والبيئية السليمة وكذلك التوسع بدون تخطيط في المناطق السكنية القديمة دون أن يتواكب مع هذا التوسع نهوض مماثل لشبكات الصرف بها مما يسفر عن طفح المجاري في الطرق والميادين وارتفاع منسوب المياه بها إلي مستوي المباني السكنية فضلاً عن مشاكل الفساد المالي والهندسي للمحليات والذي انتشر في مصر في عهد ما قبل ثورة يناير نتيجة للتواطؤ بين الإدارات الهندسية ومقاولي التنفيذ ومن ثم تسهيل عملية تعلية العقار والبناء بدون ترخيص؛ وهو الأمر الذي أدي لتنفيذ مشروعات غير مطابقة لشروط البناء سواء باستخدام وصلات ضيقة الاتساع أو تنفيذ مشروعات بدون محطات تجميع للمخلفات مما يؤدي لارتداد مياه الصرف للمنازل مرة أخري ويتسبب عنه هبوط أرضي مفاجئ ومن ثم انهيار للعقار ويلقي عشرات الضحايا حتفهم.
وطالب الدكتور محمد سامح بضرورة تجديد وتحديث شبكات البنية التحتية بصفة عامة وشبكات الصرف الصحي بصفة خاصة؛ حتي يمكن تحسين الصرف الصحي والأوضاع البيئية للمجتمعات السكنية.
الدكتور سامح العلايلي – عميد كلية التخطيط العمراني بجامعة القاهرة سابقاً؛ قال: لابد من تطبيق مواد قانون البناء الموحد علي المخالفين باعتباره يحظر إقامة أي عقارات سكنية حديثة خارج النطاق السكني أو المساحة العمرانية المخصصة للبناء سواء في المدن أو القري؛ بالإضافة إلي التنفيذ الفوري لقرارات الإزالة الخاصة بأي عقار حديث مخالف لقانون البناء مع تحميل صاحبه تكاليف الإزالة وعدم إصدار تراخيص بناء حديثة إلا بعد التأكد من سند قطعة الأرض ومطابقتها لشروط قانون البناء؛ فضلاً عن ملاءمتها لطبيعة المرافق كشبكات المياه والصرف والكهرباء والغاز الطبيعي ومساحات الشوارع وحركة المرور بها بما لا يضر بالمواطنين أو يعرضهم للخطر وهى مهام رؤساء الأحياء في المحافظات المختلفة.
وأضاف الدكتور العلايلي أننا نحتاج إلي إعادة النظر بشكل شامل في منظومة مؤسسات الدولة خاصة قطاع الإسكان والإدارات المحلية والتشريعات المنظمة للبناء والبنية التحتية للمناطق السكنية وبناء عليه يعاد تشكيل هذه القطاعات ويتم اختيار الشخص الأكفأ صاحب الخبرة والتعليم والتميز في مجال عمله الهندسي ويخاف الله ولا يقبل رشاوي أو إكراميات مهما كانت المغريات وإذا ثبت عكس ذلك فيحاسب عن الأخطاء التي ارتكبها. وقال إن أجهزة الإدارة المحلية «نائمة» وعملها لا يكاد يذكر؛ كما أنها تحولت لمكافأة نهاية خدمة للعسكريين ويشوبها الفساد والرشوة وانعدام الضمير. مطالباً بأن يتم استبدال تلك الإدارات الرخوة والمقصرة في عملها بمؤسسة قوية أشبه بالبلدية لما تقوم به من التعامل بحزم مع المخالف والمخطئ وبالطبع سوف ينصلح أوضاع المجتمع ومؤسساته.
وأكد العلايلي أهمية توعية المواطنين المقبلين علي شراء وحدات سكنية حديثة بأن يتأكدوا أولاً من وجود تراخيص للبناء السكني ومدون به عدد الأدوار المسموح بها.
وأرجع المهندس حسين منصور – الاستشاري المدني؛ السبب في انهيار العقارات إلي غياب صيانة المنشآت السكنية من قبل ملاك العقار والسكان المقيمين بداخله؛ فضلاً عن عدم وجود مهندس نقابي يشرف علي عملية البناء إلي جانب القيام بأعمال البناء والتشييد للعقار دون وجود رسومات هندسية توضح كيفية التعامل مع المباني السكنية وفقاً للبيانات المتوافرة عن طبيعة التربة من خلال الإدارات الهندسية بالمنطقة التي يوجد بها العقار وعدم القيام باختبارات للتربة «جسات» وهذا يعد أهم العوامل المتسببة في انهيار العقارات.
وأوضح الاستشاري المدني؛ أن نتيجة عدم خضوع الأعمال الهندسية للمواصفات القياسية الآمنة وانعدام ضبط الجودة وانهيار صناعة الخرسانة أو مواد البناء في مصر ومن ثم الاعتماد علي مواد بناء مستوردة كالحديد والاسمنت سيئة للغاية؛ فضلاً عن عدم التزام المباني السكنية بأي مسافات أو أبعاد أو ارتفاعات رغم أن قانون البناء الموحد يشترط أهمية مراعاة البنية الأساسية للعقار؛ إلا أننا نجد ارتفاعاً في الزيادة السكانية لا يقابله زيادة في الخدمات أو حتي تطوير في شبكة المرافق مقابل هذه الزيادة؛ بخلاف البناء في المناطق العشوائية وعلي أطراف المدن والريف دون أن تكون خاضعة لأي رقابة؛ فالبلدية والمحليات غائبة تماماّ علي مدي 50 عاماً في متابعة المنشآت السكنية أو إلزام ساكني العقارات بصيانتها؛ مما يتسبب في ضعف كفاءة البنية التحتية للمباني الحديثة ومن ثم يهدد بانهيارها.
وطالب حسين منصور بضرورة وقف تلك السلسلة التي لا تنقطع من الانهيارات والتصدعات في المباني السكنية التي يتبعها خسائر في الأرواح والممتلكات؛ وذلك عن طريق إتاحة هذا الأمر للحوار المجتمعي لمناقشته علي صعيد كافة المستويات وان تتيح وزارة الإسكان الفرصة للقطاع الخاص والمتخصصين بأن يدلوا بدلوهم في القضاء علي هذه الظاهرة من خلال مشاركتهم في وضع مخطط للتنمية الشاملة لجميع المحافظات بما يتفق مع طبيعة كل محافظة علي حدة.
واتفق معه محمد الحلو – مدير الوحدة القانونية بمركز حقوق السكن سابقاً؛ في أن المتهم الأول في هذه الكارثة هو عدم صيانة العقارات بشكل دوري وقانوني. مطالباً بضرورة تفعيل دور اتحاد الملاك في المشاركة في عملية صيانة المباني وإحلال وتجديد شبكات المياه والصرف الصحي بالمبني لأن قانون البناء الموحد الجديد ينص علي وجود صندوق خاص بترميم العقار التابع لهم ولكن للأسف القانون لم يفعل نهائياً؛ منوهاً بأن العقارات التي انهارت خلال الفترة الأخيرة تخطي عمرها ال 50 عاماً دون إجراء صيانة لها؛ فضلاً عن تقاعس الدولة في تطبيق القانون وكل ذلك أدي إلي تفشي ظاهرة المباني المخالفة.
وأضاف «الحلو» أن فساد المحليات ما زال يوجد بشكل مكثف داخل الأجهزة الإدارية أو ما يسمي بالأحياء؛ خاصة تلك المسئولة عن إصدار تراخيص البناء التي اعتبرها السبب الرئيسي لاستمرار مخالفات البناء؛ فضلاً عن عدم القيام باختبارات للتربة التي سيقام عليها العقار قبل تشييده؛ معللاً ذلك بالسماح لأصحاب العقارات بالحصول علي تراخيص بالارتفاعات مقابل غرامات مالية شكلت مصدراً من مصادر دخل المحافظة وهو ما تسبب في زيادة الأحمال علي مرافق المبني السكني دون أن يواكب ذلك زيادة في تطوير شبكة المرافق مقابل هذه الزيادة مما يؤثر علي البنية الأساسية للعقار ويهدده بالانهيار.
وحدد «الحلو» عدة وسائل للتغلب علي هذه الظاهرة علي رأسها: ترك العقارات الآيلة للسقوط فوراً مع توفير البدائل السكنية الملائمة وذلك من خلال استقطاب المواطنين للإقامة داخل المدن الجديدة وهذا يتطلب توافر عناصر جذب قوية وكافية لتشجيعهم علي العمران والعمل علي تغيير الهيكل التنظيمي والإداري لأجهزة إصدار التراخيص حتي يمكن القضاء علي الفساد وذلك من خلال إعداد كوادر تتضمن معايير فنية لبناء المباني السكنية؛ بخلاف منع وصول المرافق من مياه وصرف صحي وكهرباء وغاز طبيعي إلي المباني المخالفة.
ويؤكد «الحلو» أن كثيراً ما كان ينادي دكتور ميلاد حنا في الثمانينيات عندما كان يشغل منصب رئيس مجلس الإسكان بمجلس الشعب وقتها بأن يكون لكل عقار أو مجموعة عقارات اتحاد للملاك أو لشاغلي العقارات يكون مهامهم صيانة العقار السكني عن طريق تجميع المال اللازم لترميمه من سكان العقار المتهالك والموجود بشكل صريح في قانون البناء الموحد الجديد؛ فضلاً عن امتداد دائرة المسئولية إلي جهات الإدارة المحلية التي تتقاعس عن القيام بواجبها في تنفيذ قرارات الإزالة بحق العقارات المخالفة ومن هؤلاء مسئولو الأحياء والجهات الأمنية التي هي الأخري تكتب تقريرها فيما إذا كان العقار ساكناً أم لا؛ وبناء علي وجود سكان للعقار المخالف يمنع إزالته في الحال.
ويطالب «الحلو» بتشكيل قوة متخصصة من أفراد الجيش والشرطة تعمل فقط للتصدي للمباني المخالفة وإزالتها بالقوة بالتنسيق مع المحافظات ومهندسي الأحياء المختصين طبقاً للقانون مع إزالة جميع الأبنية ذات الخطورة الداهمة علي حياة ساكنيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.