حال التعليم في مدارسنا وجامعاتنا لا يسر أحد, لم يطرأ عليه أي تغيير، بعد الثورة, بل علي العكس , استطيع القول إن الوضع تحول الي الاسوأ, وأحدد كلامي عن التعليم ما قبل الجامعي, وهو يمتد لسنوات عديدة ويتأسس فيه الطالب علي العلم والمعرفة لمدة تزيد علي 14 سنة بدءا من الكي جي مرورا بالتعليم الابتدائي ثم الاعدادي ثم الثانوي, إذا فسدت منظومة التعليم ما قبل الجامعي فسدت باقي المنظومات التي تليها, وهو ما نحن فيه الآن, بكل أسف, هذه الوزراة تربي من سيديرون مصر بعد ذلك سياسيا وعلميا واجتماعيا وعسكريا وزراعيا وصناعيا وتجاريا واستثماريا وما الي ذلك من شئون الإدارة الناجحة, فإن السلطة القائمة حتي الآن ما زالت غير موفقة في اختيار وزير يفهم حال التعليم, ويفهم ويعلن هذا الفهم للناس, ولكن وللاسف الشديد جاء من أداروا مصر بعد الثورة ب3 وزراء للتربية والتعليم أظن انهم أسوأ من بعضهم, ومع احترامي لهم كاشخاص وهامات علمية, ولكني أراهم وزراء فاشلين لينضموا الي الوزراء الفاشلين قبل الثورة, إذن لا اتصور وزيرا جاء فاهما لعمله منذ عشرات السنين، هذه الوزارة. الخطيرة والحساسة كانت حقلا لتجارب العديد من الوزراء غير الفاهمين, رغم أن لدينا كليات وجامعات بها العديد من خبراء التربية إلا أن «مزاج السياسيين» لا يفهم ذلك جاءوا بالأطباء والمهندسين والحقوقيين والموظفين وغيرهم, والجميع نجح في تحقيق اكبر قدر من الفشل, والدليل علي ذلك ما نراه في مدارسنا من اهمال وعدم تعليم وتسيب وعشوائية وانفلات أخلاقي وسلوكي واختفاء القدوة, وما نراه من هرولة المعلمين من الفصول وعدم الشرح للتلاميذ لانهم لا ينامون من السهر طوال الليل في الدروس الخصوصية, ولا أحد يحاسب أحدا, وصارت المدارس مكانا آمنا للفوضي ومناسبا للاتفاق علي الدروس الخصوصية, وصار المدرس مقاولا والطالب ممولا والمدرسة منشأة متهالكة ليس بها اي مقومات لحياة تعليمية صحيحة, عندما أذهب الي مدرسة أولادي وهي مدرسة حكومية تجريبية تقع علي بعد امتار من منزل رئيس الجمهورية في التجمع الخامس, يصيبني الاكتئاب والاحباط من سوء الوضع, الأطفال محشورون في الفصول ولم نعد نسمع ان هناك سعة معينة للفصل لم نجد احدا يستمع الي شكوانا, دورات المياه غير آدمية, لا نظام ولا أحد يحاسب أحدا, لا كتب مدرسية, ولا مناهج وتم ابلاغ الطلاب بأن المدرسة غير مسئولة عن تسليم الكتب المدرسية وان علي كل ولي أمر ان يتصرف في شراء الكتب, أشياء كثيرة وفساد أكثر, والمؤسف أن الإدارة التعليمية ووكيل الوزارة في واد آخر, عليك ان تشتكي كولي أمر وعلي مسئولي التعليم وعلي رأسهم الوزير ان يقذفوا بالشكاوي في سلة المهملات, أسأل وزير التربية والتعليم الحالي الدكتور إبراهيم غنيم, لماذا تسكت عن أوضاع الوزارة وهل يرضيك الوضع السيئ للعملية التعليمية, سيادتك مشغول في أي شيء أهم من التعليم. وهل تسمح لنفسك بالاستمرار رغم حالة التدني والفوضي العارمة التي تشهدها المدارس, إنك محسوب علي تيار الاصلاح العاجل والشامل «التيار الاسلامي», وجيء بك كمنقذ, ولكن خاب الرجاء فيك, مثلما خاب الرجاء في الكثير من الوزراء, ولا أبالغ إذا قلت في الحكومة نفسها, أيها الوزير ارحل, أفضل لك, وعد الي حيث أتيت, لم يشعر أحد بك, نحن أولياء الامور نؤكد أنك لست أمينا علي أولادنا, في عهدك لم نجد كتبا أو مدرسا أو مسئولا أوحتي مدرسة, لم نجد جداول أو مناهج, وجدنا الفوضي والعشوائية والاجرام, كنا زمان نخاف علي أولادنا خارج المدرسة, الآن صرنا نخاف عليهم داخل المدرسة وخارجها , أيها الوزير لوكنت مكانك لاحترمت مكانتي ورحلت فورا, بدايتك غير مبشرة, ووجودك عذاب لنا ولأولادنا , بالله عليك ارحل بدون تعليق.