رأى "ديفيد بلير"، رئيس المراسلين الأجانب في صحيفة (تليجراف) البريطانية اليوم من خلال تعليقه على واحدة من المقابلات النادرة للرئيس السوري الطاغية "بشار الأسد"، أنه يعاني حالة نفسية غريبة الأطوار تحدث عادة للطغاة أمثاله، وهي عنجهية الطغاة. ورأى الكاتب أن الأسد يعاني من هذه الحالة من خلال عدم إدراكه أن السبب الرئيسي للفوضى في سوريا هو إصراره العنيد على البقاء في السلطة، على الرغم من أن الأسد كان يستطيع الانصياع للاحتجاج الشعبي وتجنيب بلاده ويلات الحرب الأهلية، مشيراً إلى أن عنجهية الطغاة هي السبب وراء مقتل حوالي 26 ألف سوري بعدما تزايدت رغبة الأسد العنيدة في التمسك بالسلطة. وتابع الكاتب قائلاً: مع كل ذلك، الأسد لم يعد بالفعل في السلطة، لأن مناطق ومساحات واسعة من البلاد أصبحت خارجة عن سيطرته. وأضاف الكاتب أن الأسد من خلال عقلية الطاغية يرى أن سبب سفك كل هذه الدماء ليس الدكتاتور الذي يحاول التمسك بالسلطة ولكن كل من يجرؤ على مقاومته، مشيراً إلى أن الأسد هو السبب الرئيسي للفوضى ويحاول الآن إلقاء اللوم على الضحية. يذكر أن الأسد أكد في واحدة من مقابلاته الصحفية أن الربيع العربي لم يحقق غير "الفوضى"، وأن الثورات الناجحة في مصر وتونس وليبيا لا تعمل في مصلحة الحرية والديمقراطية وإنهاء الظلم الاجتماعي بقدر ما ساعدت على خلق الفوضى".