رغم شدة تعاطفى مع الرئيس مرسى وتمنياتى بنجاحه ونجاح الاخوان المسلمين من أجل مصر إلا أن ذلك لن يمنعنى من اعلان دهشتى لازالة رسوم الجرافيتى التى تؤرخ للثورة وللشهداء بالتحرير، فغنى عن الاثبات أنه من أهم عوامل نجاح الدكتور مرسى فى انتخابات الرئاسة كان فوزه بتأييد شريحة كبيرة من الثوارحيث كان البديل أمامهم بالغ السوء ولا يمكن قبوله وأقصد بالطبع نجاح مرشح النظام السابق شفيق. .اليوم وبأخطاء شديدة السذاجة يخسر الاخوان جانباً لايستهان به من تأييد الثوار لأنهم بدوا وكأنهم ضد الثورة بمسح هذه الرسوم التى تعنى الكثير لثورة يناير وشبابها الأبطال بل ولشعب مصر..ولا يبدو لى أن الاخوان قد ربحوا شيئاً فى مقابل هذه الخسارة الفادحة فماذا يفيدهم من مسح لوحات الثورة من على الجدران سوى تشكيك الناس فى قبولهم للنهج الثورى الذى قدم التضحيات من أجل أن تتغير مصر ،خصوصاً وأن سلطة الاخوان والرئيس اليوم هى من ثمار هذه الثورة و وهذه التضحيات وهذا التغيير ..الدكتور مرسى نفسه حريص طول الوقت على اظهار نفسه كرئيس ثورى والحقيقة أن هذا صحيح الى حد كبير ..كما أن الرئيس من الذكاء بحيث لاتخفى عليه الحقيقة البديهية وهى أن تأييد الثوار وميدان التحرير هو شئ ضرورى لنجاح رئاسته..وأن اثارة غضب الثوار لايؤدى إلا إلى الخصم من اجمالى رصيده من التأييد الشعبى ورصيد الاخوان فى أى انتخابات قادمة علاوة على تصاعد حدة معارضته لأسباب كان يمكن تجنبها بسهولة.. لاأظن أن الرئيس مرسى تعمد الاساءة ولاأتصور أنه هو الذى أمر شخصياً بازالة الجرافيتى ..وعموماً فبإمكانه أن يعالج هذه الزلة بشكل يرضينا جميعاً وأن يمحو بكياسته المعهودة الانطباع السئ الذى خلفته. الصحفى الذى قال إن الرسول ليس مصرى الجنسية لكى تتحرك السفارة المصرية وتدافع عنه..هل يقصد أن الرسول ليس منا أو أنه لايخصنا مادام لايحمل الجنسية المصرية ؟! هذا شئ فى غاية الغرابة وفى غاية الجحود حتى أنى لست فى حاجة لتفنيد قوله والرد عليه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل للناس كافة..وأنه ليس مسئولاً محلياً يخص المملكة العربية السعودية لكى تدافع هى عنه وحدها بينما نقف نحن كمن لاناقة له فى الأمر ولا جمل..والله إنى لشدة دهشتى من هذا الكلام لاأجد حتى الكلمات التى تكفى للتعبير عن العجب و الصدمة التى سببها لى..ولم أكن أتخيل أنه من بين المحسوبين على النخبة المثقفة من يفكر بهذا الأسلوب المبتدع الركيك..ليس أقل من أن يعتذر هذا المبجل عما قال علناً وفى بيان رسمى ..أسغفر الله العظيم. رسوم مسيئة أخرى فى فرنسا..وهو مايؤكد صحة ماقلناه فى المقال السابق من أن مبالغتنا فى رد الفعل تجعلنا مطمعاً لهواة الانتشار والتربح ..فالجريدة الفقيرة المغمورة تصبح فجأة مشهورة وغنية بما تمنحه لها ردود أفعالنا العنيفة من دعاية لم تكن تحلم بها ..وهذا يجعل غيرها يحذوا حذوها فى الاساءة الى الاسلام طمعاً فى تحقيق نفس المردود ..وهكذا.. صدقونى : دواء الجاهل هو التجاهل.