قال وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، عقب زيارته للقاهرة أمس معلقا على الرسوم المسيئة للرسول، إنه لا فائدة من أعمال التحريض، وأدانها بطريقة واضحة جداً. وأضاف أنه في الوقت نفسه يحترم حرية التعبير، ويضع نفسه في إطار القوانين الفرنسية، واشار إلى انه عند الحاجة يتعين على المحاكم التحقق مما هو مسموح أو محرم، وأكد أن الحكومة لا تشجع ذلك. وشدد الوزير في حوار لإذاعة "فرانس إنفو" اليوم في فرنسا أن المبدأ هو حرية التعبير، ولا يجب التعدي على هذا المبدأ، إذا كان هناك تعد على هذا المبدأ، يمكن لأي جمعية أو شخص التقدم بشكوى أمام المحاكم، ويتعين على هذه المحاكم أن تفصل في هذه الشكاوى. و أعرب الوزير أيضاً عن قلقه إزاء "تحالف تيارات متطرفة في الأفعال حتى ولو كانت متضادة من حيث المبدأ." ومنذ مساء أمس الثلاثاء، أصدر رئيس الوزراء، جان- مارك إيرولت بياناً قام فيه بالتذكير بأن "حرّية التعبير تشكّل أحد المبادئ الأساسية للجمهورية الفرنسية. تُمارَس هذه الحرية في إطار القانون وتحت إشراف المحاكم حين تتم الإحالة إليها". وقام رئيس الوزراء بالتذكير أيضاً ب" مبدأ العلمانية الذي هو في قلب الميثاق الجمهوري، فضلا عن قيم تسامح و احترام المُعتقدات الدينية". وهذا ما يفسر، في السياق الحالي، أن رئيس الوزراء "متمسك بإعلان شجبه لأي غلو. ونادى في هذا الأمر كل طرف بالتحلي بالمسؤولية. وبنفس هذه الذهنية، أكد رئيس الوزراء، في حديثه هذا الصباح لإذاعة RTL : "ان فرنسا بلد حرية التعبير فيه مكفولة وحرية الرسوم الكاريكاتورية أيضاً" وإذا شعر أناس حقاً بالصدمة في معتقداتهم ويرون أنه قد تم تجاوز القانون - نحن في دولة قانون ينبغي أن تُحترم كليا - يمكنهم اللجوء إلى المحاكم." وبمناسبة افتتاح جناح جديد للفنون الإسلامية بمتحف اللوفر، قام رئيس الجمهورية، فرانسوا أولاند، بالتذكير بموقف أعلى السلطات الفرنسية عن الإسلام: "تكمن رفعة الحضارات الإسلامية في أنها أكثر قدماً وأكثر حياة وأكثر تسامحاً من بعض الذين يدّعون بصورة مفرطة اليوم التحدث باسمها. هذه الرفعة تقف على النقيض تماماً من الظلامية التي محت المبادئ وهدمت قيم الإسلام بتبني العنف والكراهية. ولا يوجد رسالة أجمل ، نعم، رسالة أجمل من تلك التي تبثها هنا في اللوفر الفنون. فمن خلال هذا الإفراز الوفير من الأعمال الفنية التي تطلبت الكثير من الصبر في خدمة التآلف، نفهم أن أفضل الأسلحة لمكافحة التعصب، الذي يلصق نفسه بالإسلام، موجودة في الإسلام نفسه." ونادى محمد موسوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) "مسلمى فرنسا بعدم الرضوخ للاستفزاز" ويقول البيان الذي أصدره يوم الثلاثاء 18 سبتمبر: " إن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أخذ علماً بانزعاج عميق بنشر صيفحة شارلي إبدو الأسبوعية رسوم تسب نبي الإسلام. يدين المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بأكبر قدر ممكن من القوة هذا العمل الجديد المناهض للإسلام والذي يهدف بصورة متعمدة إلى إهانة مشاعر المسلمين. يعرب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن عميق قلقه إزاء هذا العمل غير المسؤول الذي يمكن، في سياق متوتر للغاية، أن يحدث تفاقم في التوترات وإثارة ردود أفعال مضرة. يعتبر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وهو متمسك بعمق بحرية التعبير، أنه لا يوجد شيء يبرر السب والتحريض على الكراهية. وينادي المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بصفة عاجلة مسلمى فرنسا بعدم الرضوخ للاستفزاز ويدعوهم للتعبير عن سخطهم بهدوء وبالوسائل المشروعة.