لم يكتف القدر أن يسوق لعدد من أسر حى البساتين الفقر والجوع والسكن بالقرب من المقابر فحسب، بل ساق إليهم منزلًا منهارًا تسرب إليه الإهمال وفاحت منه رائحة المؤامرة لتتساقط أنقاضه على بيتهم، تهدد حياة قاطنيه، وتدفعهم إلى الصراخ والاستغاثة بالمسئولين، الذين هم فى مجمل الأمر "لاحياة لمن تنادى". "بوابة الوفد" رصدت معاناة أسر العقار رقم 4 بعزبة دسوقى الموجود بشارع أحمد عرفة بالبساتين، الذين فوجئوا بانهيار العقار المجاور المكون من ثلاث طوابق، وعدم رفع الحى لأنقاضه لتظل قابعة فوق سطح المنزل، بعد أن تسبب الانهيار فى تحطم سلالم البيت المكون من طابقين وتشريد سكان الطابق العلوى المكون من عم محمد سيد وزوجته، فضلا عن انتظار أسرتي الطابق الأرضى قدوم الموت من قِبَل هذا الجاثم فوق رؤوسهم. وقال عم محمد والدموع تنهمر من عينيه: "أنا أعانى تمزقات فى الصدر، وفوجئت بالحادث وبتدفق الطوب على غرفتى بالطابق العلوى، مما جعلنى أجمع ما أقدر عليه من متاعى وأرحل عن المنزل، ولم أجد إلا النوم فى الشارع أو النزول عدة أيام لدى أحد الأصدقاء". وعن موقف حى البساتين من انهيار المنزل المجاور لمنزل عم محمد، أكد ساكنو العقار المهدد أنهم لا يستطيعون تحمل مصاريف تنكيس المنزل، مطالبين الحى بسرعة التدخل لحل المشلكة، التى تنذر بكارثة أخرى وشيكة الحدوث. وقال أحد سكان المنطقة ل"بوابة الوفد" إن سكان المنزل المنهار تعمدوا تكسير عواميد المنزل لإعادة بنائه من جديد، وإنهم قاموا بجمع متاعهم قبل الكارثة بأيام ولم يصب فيهم أى شخص. أما مدام "عزة أحمد"، زوجة عم محمد، فأكدت أنها لا تستطيع الصعود إلى منزلها بسبب انهيار سلم العقار، وأنها جلست عند أختها عدة أيام إلا أنها عادت مرة أخرى للجوء إلى سلم العقار انتظارًا لاستجابة المسئولين. شاهد الفيديو