كتبوا الكتاب العصر ماتت فى المغرب، «هى عروس الجنة» «غالية» ابنة قرية شرنقاش بالدقهلية، والتى زُفّت إلى مثواها الأخير بعد ساعات قليلة من عقد قرانها، لترحل عن عالمنا بعد أن لقت مصرعها دهسًا تحت عجلات لودر. بدأت قصة «غالية جمال يوسف» ابنة ال20 عامًا داخل أسرة بسيطة بقرية شرنقاش إحدى قرى مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، حيث نشأت وترعرعت، فقد عاشت تحلم بأن تلتقى بحبيب يتمناه قلبها الرقيق، وتبنى معه عش الزوجية وأسر سعيدة تقوم على الحب والمودة والتفاهم. هذه هى كل أحلامها البسيطة والتى تجسدت في «محمود جمعة» 23 سنة عريسها، والذى يقيم فى إحدى قرى الجوار وهى قرية «بطره»، حيث بدأت أحلامها تتجسد فى هذا الشاب، والذى أحبته فى صمت، فيما كانت رغم هذا الحب تحترم تقاليد القرية وتحافظ على سمعتها وسمعة أسرتها، رافضة العلاقة غير الشرعية والمقابلات خارج إطار الأسرة والعرف والتقاليد. الأمر الذى دفع «محمود» الشاب الخلوق بمصارحة أسرته بحبه لها، ونيته فى الارتباط بها، ولتبدأ أولى خطوات تحقيق الأحلام فى العام الماضي، لتعلن أسرتهما خطبتهما، وسط فرحة عارمة بين الحبيبين بشكل خاص، وأسرتهما والأهل والأصدقاء بشكل خاص، حيث لم تخفِ «غالية» العروس فرحتها والتى عبرت عنه عبر صفحتها على قنوات التواصل «فيس بوك» مرددة تمت خطبتي، ثم علقت بكلمات «أنا خطيبة سى حوده... حوده عمرى أنا»...عشقتك منذ البداية وسأحبك حتى النهاية» وغيرها من كلمات التى تعبر عن فرحتها الغامرة. وطوال هذه الفترة والتى بدأت بلمسات وضع حجر الأساس لعش الزوجية، وكيف ستكون الخطوات القادمة، والتى تزامن معها تعبير جديد عبر صفحتها وهو نشر بوستات لفستان الفرح الأبيض، وحلم يوم الزفاف، وكأنها كانت تشعر بشيء ما حيث كتبت «ايوه أنا عروسة حبيبى ربنا يخليه ليا ويكملها ع خير». ووسط تلك السعادة الغامرة وخطوات تنفيذ الحلم جاء يوم عقد القران والذى اتفقت عليه عائلتهما وحددته يوم الجمعة 8 نوفمبر 2019، حيث تجمع الأهل والأحباب من القريتين بالمسجد الكبير بقرية شرنقاش مسقط رأس العروسة، ليتم عقد القران عقب صلاة العصر يوم الجمعة، وسط الزغاريد داخل منزل جمال يوسف، ابتهاجًا بعقد قران نجلته «غالية»، ليتوافد الجميع إلى المسجد ليشهدوا عقد القران، بعد خطوبة دامت لأكثر من عام عن قصة حب جمعتهما. حضر المأذون وتجمع الأهل والجيران وأصدقاء العريس ليشاركوا فرحة العروسين، وجلس العريس مع عروسه فى ليلة تنفيذ الحلم والتى انتظروها منذ أن خفق قلباهما لتصبح حقيقة فهى الآن زوجة «حودة» كما كانت ترددها، وعجزت كلماته عن وصف مشاعره، متناسيًا كل ما مر به من ألم وعذاب البعاد، ليدق قلبه فرحًا وتعزف أوتاره أجمل الألحان، فور إعلان المأذون إتمام عقد الزواج. وهنا يأتى الفصل الأخير للحكاية والتى لم يتوقعها، حيث قرر العروسان الذى لم تستمر زيجتهما لدقائق معدودة الخروج إلى مدينة المنصورة، ابتهاجًا بعقد قرانهما، لتركب العروس «غالية» خلف زوجها دراجته البخارية، حيث لم تكن تعلم غالية وزوجها محمود أن فرحتهما بعقد القران لن تستمر سوى ساعات معدودة، لتلقى مصرعها دهسًا أسفل عجلات لودر بعد ساعات قليلة وإصابة عريسها بإصابات خطيرة. وانتهت الفرحة وأصبح الحلم سرابًا وتحول الفرح لمأتم، ورحلت «غالية» والتى لقبها الجميع ب«عروس الجنة»، حيث كانت آخر كلماتها عبر صفحتها الشخصية، قبل ساعات من مصرعها «عن كتب كتابى أنا وحبيبى وخلاص هيبقى من نصيبى وحلالي» و«مبروك عليااا انتااا يا حب عمرى»، تحولت التعليقات بالتهاني من زميلاتها وأفراد العائلة، إلى تعليقات أحزان، ورثاء عليها ليفجع الجميع بخبر مصرعها بعد ساعات قليلة من عقد قرانها دهسًا أسفل لودر وإصابة عريسها بإصابات خطيرة. ولتتحول صيحات داخل منزل العروس اثر الصدمة عقب وصول نبأ وفاة نجلتهما مرددة «الفرح بقى مأتم لتنفض القرية وبدلًا من مشاركة الفرح تبدل الحال إلى مواساة». ومع صرخات أطلقتها والدتها مرددة: «حرقتى قلب أمك يا غالية كنت طايرة من الفرح بكتب كتابك» بتلك الكلمات تعالت الصرخات والعويل من والدة العروس. أما والد العروس: فكان يهزى من الفاجعة مرددًا «إنا لله وإنا إليه راجعون» غالية كانت غالية علينا جميعًا ولن تكون غالية على خالقها، ولكن الصدمة تجعلني وانتهت قصة غالية قبل أن تبدأ وماتت الأحلام فى مهدها، تم دهسها بقوة اللودر!