الذين يهاجمون الغاضبين حول السفارة الأمريكية خائفون من واشنطن... فليس المسلمون فى مصر وحدها هم الغاضبين من الإساءة لرسول الإنسانية... والرعب الذى أصاب النظام يعود بنا الى أيام ماما أمريكا... ولا نقبل أن يسيء الأمريكان إلى رمزنا الدينى الأكبر ثم نتحلى نحن بالحكمة... وأخلاق الإسلام... لأنه ببساطة وكما قال الدين الإسلامى فإن العين بالعين... والسن بالسن... والبادى أظلم... ولأن قرآننا يأمرنا ألا تأخذنا الرهبة فى أمر من أمور ديننا... ويأمرنا أن نرد كيد المعتدين علينا... وألا ندير خدنا الأيمن لمن لطمنا على الأيسر... باختصار نهانا ديننا عن أن نكون ملطشة للى يسوى... واللى ما يسواش... وتعالوا نستعرض تاريخ الاعتداء على الأمم... ولن نذهب بعيدا عن أمريكا نفسها... فمنذ الاعتداء على برجى التجارة فى سبتمبر من عام 2001... وأمريكا تؤدب العالم... ورغم أن الاعتداء على برجين آلم المسلمين... وأضر بصورتهم... وبمصالحهم على مستوى العالم... ومع أن الأمريكان أنفسهم لم يقدموا دليلاً على أن مرتكبيه كانوا مسلمين ... ومع وجود روايات عديدة - بعضها مدعوم بمعلومات مخابراتية تبرئ المسلمين من دم الضحايا ... رغم كل ذلك لم تتعامل أمريكا القوية... الكبيرة... المتقدمة... راعية حقوق الانسان... صاحبة تمثال الحرية ... بعقل... ولا بحكمة... ولا بتمهل... بل راحت أمريكا تضرب المسلمين فى كل مكان... وتزيد من بطشها فى أفغانستان... والعراق... ومن دعمها لإسرائيل فى اعتداءاتها المتكررة على الفلسطينيين... وأمريكا التى تدعى أنها أم الحرية... تحارب المسلمين فى عقيدتهم تدعم دخول الإسرائيليين بالأحذية الى باحات المسجد الأقصى... وأمريكا التى سمحت بإنتاج الفيل الذى أساء لرسولنا الكريم تحاسب كل من يتفوه بلفظ ضد اليهود... واليهودية ديانة كالإسلام تماماً وليست جنسية... والعالم ينتفض دفاعاً عن اليهود الذين لا يتجاوز عددهم 14 مليوناً... ولا تهتز شعرة للإساءة لرسول يتجاوز عدد أتباعه ملياراً ونصف المليار... لو أن كل مسلم من هذا العدد امتنع عن شراء بضائع أمريكية قيمتها 10 دولارات فى العام لكان تأثيرنا أكبر... لأن أمريكا لا يعنيها إلا قوتها الاقتصادية... وليس معقولا أن يتوقف رد فعل المسلمين فى العالم على التظاهر... واقتحام السفارات... وحرق الأعلام... كما أنه ليس معقولا أن يعتدى أمريكى على كرامتنا... وعقيدتنا... ثم يحدثنا الإخوان عن حماية الأجانب فى مصر... وبدلا من أن يحدثنا مفتى جماعة الإخوان عن حرمة الاعتداء على السفارات ... عليه أن يحدثنا عن اجراءات الإخوان – بعد أن وصلوا للحكم – لوقف الاعتداءات المتكررة على الإسلام... من أمريكا... ومن غيرها. لن نكون ملطشة... ولن تهدأ ثورة الغضب قبل أن نشعر برد حقيقى وفاعل على إهانة الرسول الكريم... ولو أن أمريكا تريد إنهاء الأزمة مع الشعوب الإسلامية لقدمت اعتذارا عن إهانة عقيدتهم... ولكن لماذا تعتذر وهى تضمن الأنظمة والحكومات فى جيبها الصغير. Email: