الحقن المجهرى من أشهر العمليات التى انتشرت فى الفترة الأخيرة وتزداد نسب النجاح يوميا بسبب التقنيات التى طرأت على أسلوب التعامل مع الأجنة الملقحة وهى من العمليات التى تلجأ إليها السيدات من أجل حلم الانجاب والأمومة الذى يتأخر نتيجة لأسباب خاصة بكل زوجين. يقول الدكتور شريف عبدالحميد أستاذ النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس: يعتبر انسداد الأنابيب من الأسباب الشائعة التى تمنع الحمل وتؤخره لفترات طويلة وكان انسداد الأنابيب يعتبر حالة من حالات العقم وكنا نعتبر السيدات اللاتى يعانين من انسداد الانابيب غير قادرات تماما على الانجاب وفى عام 1978 تمكن العلماء الانجليز من ولادة أول طفل انابيب فى العالم عن طريق تقنية اطفال الانابيب وفكرتها ببساطة أنه فى حالات انسداد الانابيب نقوم بثلاث خطوات الأولى عبارة عن تنشيط المبايض لانتاج أعداد كبيرة من البويضات فى أيام التبويض ويتم أخذ هذه البويضات فى المعمل واخذ السائل المنوى من الزوج وفى تقنية اطفال الانابيب نقوم بوضع البويضات مع السائل المنوى للتخصيب التلقائى وبعد تكون الأجنة فى مرحلة مبكرة أو متقدمة نأخذ هذه الأجنة من المعمل ونقوم بحقنها داخل الرحم وفى احيان كثيرة يحدث الحمل وفى عام 1989 ظهرت تقنية جديدة هى الحقن المجهرى وكانت انفتاحًا جديدًا خاصة فى عقم الرجال حيث إنها مناسبة فى حالات الرجال الذين يعانون من وجود عدد قليل جدا من الحيوانات المنوية يصل إلى أقل عدد حتى يعد على أصابع اليد الواحدة وفى هذه الحالة لا نترك الحيوانات المنوية مع البويضات للتخصيب التلقائى لكننا نقوم بحقن الحيوان المنوى داخل البويضة وبهذه الطريقة نستطيع التغلب على أشياء كثيرة منها ضعف الحيوان المنوى حيث ان الحيوان المنوى الذى ليس لديه القدرة على اختراق البويضة سنساعده بالحقن وأيضا فى حالة سمك جدار البويضة مما يجعل الحيوان المنوى غير قادر على اختراق البويضة وهذه التقنية تغلبت على أسباب العقم عند الزوج وكذلك فى حالة وجود انسداد فى الانابيب عند الزوجة نلجأ إلى هذه التقنية التى أصبحت هى الشائعة. ويضيف الدكتور شريف عبدالحميد أما عن نسب نجاح عملية الحقن المجهرى فهى تتوقف على عوامل كثيرة أهمها عمر الأم كلما قل عمر الأم زادت نسب نجاح أطفال الانابيب أو الحقن المجهرى ويحدث انخفاض شديد فى خصوبة الأم وفى نتائج الحقن المجهرى عند سن 35 سنة والعامل الثانى جودة البويضات وهذا ايضا يعتمد على عمر الأم والعامل الثالث قابلية الرحم لاستقبال الأجنة فكلما كان هذا الرحم ليس به عيوب خلقية أو عيوب وظيفية يساعد على انضمام الجنين داخل الرحم وتتراوح نسب نجاح الحقن المجهرى وأطفال الانابيب من 50-60% قد تزيد قليلا مع صغر عمر الزوجة وقد تقل قليلا مع زيادة عمرها. ويستطرد الدكتور شريف عبدالحميد: هناك بعض المضاعفات لتقنية الحقن المجهرى أخطرها الافراط فى تنشيط المبيض وقد يؤدى هذا الافراط إلى زيادة فى انتاج البويضات وفى هذه الحالة قد يشكل بعض المشاكل الصحية للزوجة ولكن مع زيادة التقنيات الحديثة والمعامل والتحاليل والموجات الصوتية والخبرة الطبية بمثل هذا الافراط اصبح لدينا القدرة على تجنبه ويمكننا تنشيط المبيض بالدرجة المطلوبة فقط وفى الماضى كان هناك بعض الحالات التى نلاحظ فيها افراطًا شديدًا فى نشاط المبيض ومعظم مراكز الاخصاب المساعد فى العالم اليوم تلجأ للحقن المجهرى وأصبحت تقنية اطفال الانابيب قديمة ويجب تحضير السيدة قبل اجراء الحقن المجهرى بعمل قياس لخصوبة المبايض ونقوم ايضا بعمل منظار رحمى للتأكد من عدم وجود عيوب داخل الرحم قد تعوق عملية انضمام الجنين وتجنب وجوء اشياء داخل الرحم مثل اللحميات والحواجز أو الأورام الليفية التى قد تعوق نجاح العملية وهذه الاجراءات يجب أن تجرى قبل أول محاولة لعملية الحقن المجهرى ولا ننتظر فشل العملية ثم نقوم بالفحوصات.
