لم نك حاذقين فى اختراع معايير جوده وضبط للمواد ,سواء السائل والصلب منها أو الغازى واكتفينا بمعامل جودة وأستكة الغرب " واستكه هنا ليس لهاعلاقة بأستك الفلوس التى قد يكون آخر أبصارنا للمواد الصلبه الملموسه " لذاصارت نظرياتنا وبحوثنا مذيله بتوقيع أسم غربى ومع مرور الوقت واستحسان فئه من مجتمعاتنا العربيه لذلك وانتشارالمدارس الدوليه فى عقردارنا الأمريكيه منها والأوربيه والروسيه وغيرها من مدارس العالم الذى يأكل الخبز الأبيض اتجهنا اليهم رأسا و لم نعد نكتفى بتذييل توقيعهم فعولجنا فى مشافيهم المنشأه بجهود أطباء أصلهم عرب وبنقود خام مصدربأبخس الأثمان , ليعودالينا معلبا قياسا على العصائر والفواكه والزيوت والشحوم وغيرها الى وصولنا لمرحلة الجثث المعلبه المصدره للعلاج والعائده بالنعوش والتوابيت , ولعل أول من فتح الأبواب لذلك هم حكامنا الذين هرعوا يتلمسون الأستشفاء الصحى والجسمى عندهم تاركين طوابير مواطنيهم المعده بالملايين تقف عند أقدام مجالس ماأكثر اسمها فى الدولة الواحده وماأكثر عددها فى الدول العربيه والأسلاميه ,رافعه شعار الحاجه للعلاج فى المحلى وبالمحلى أن وجد ,ومعلوم أنه لا يوجد وأنه فى حاله يرثى لها وأنه الأهانه بذاتها وليس المهين فقط , ومع خلع الحكام للسفر " بره " للعلاج خلع أيضا كل صاحب مال يكفيه ولا غضاضه فى ذلك فهم قدوتنا, وتغربت الأشياء فى ذواتنا كما تغربت أقدامنا قديما للحصول على الشهاده من دوله منهم , فصار كل من يتمثل أمرا فى فضائياتنا يرده الى معيارالغرب فتلتجم الأفواه "وتخرس الألسنه المعارضه والمتعاركة والمتفذلكه و" تسكت ساكت " وكأنما تلوت حديثا صحيحا ولا أريد زياده فى المبالغه حتى لاأفهم خطأ ويهب المتصيدون للأقوال , وهى بلا شك رده فى نظرى وتخلف لنظرية الوراء التى تأتى لتعتلى فتنهار الى أسفل سافلين , ومع مرورالوقت واعتبار هذا الأسفل هو العرف والمقياس نسينا أوتناسينا أو عمل " بضم العين " على تنسيتنا ليس فقط بالنفخ فى عقولنا فى الحلم أثناء النوم أو بعمل سحر يرشه الغرب على عتبة بيوت العرب فينقلبوا صاغريبن , ولكنه حساب الأيام والسنون واعداد القاده المخططون لهلاك هذه الأمه ,وبلغة العصر لم يعد الهلاك فتكا بالسلاح بل "بالتجرثم " فى الملح والماء والطعام واللبس والفكر وقاعده الدماغ , فهاهوحالنا . الأب لايرى غضاضه فى لبس ابنته هذه الأيام بل يتأبط زراعها فخورا بها لانها ترتدى الموضه والزوج لا يجد مانعا أن تذهب زوجته للعمل بالخارج طالما ستتقاضى راتبا فخما وليجلس هو بالبيت ببلاده ينتظر الشيك اول كل شهر,وقس على ذلك أمثله كثيره لضياع النخوه أواختفائها وراء مظاهر صارت قيما وقيمه تقيم صاحبها بعدأكذوبات كثيره كالموبايل الحديث فالأحدث والشاليهات الآخر حاجه وفواخرالسيارت والفلل وتلتها مرحلة القصورواللبس ذوالتكت الأجنبى والجامعه الخاصه والمدرسه الستايل والسوشى وفتح باب الأستثمار لتدفق رأس المال الأجنبى الذى سيدورعجلة الأنتاج ويساهم فى تشغيل المترقعين أصحاب التعليم بلاسوق عمل , قصرت بصيرتنا أو قصرت بفعل فاعل وتواطىء متواطىء فلم نعد نرى كلمه - أستعمار - بل عملنا على تتابع حذف الكلمه من مناهجنا الحياتيه والدراسيه مكتفين بلفت النظركلما جاءت المناسبه أننا تحررنا عام كذا والغينا معاهدة كذا بسبب كذا وغادرت سفنهم موانينا برا وبحرا وخليجا وأن الحاكم العربى الفلانى هو الذى ساهم مع الآخرين فى اخراج الناس الأستعماريين ال عندهم وجلسنا نمجد الى أن كدنا ننسى حتى معنى كلمة مجد , أماالأستعمارالحقيقى فلعله قال فى رأسه - بركه ياجامع - ووجد فى ذلك خيرا له وللكلفه الباهظه الأعلى من أستعماره لنا وهو جوه فأكمل دوره وهو أصلا لم يقم بالفصل - فتلك سياسه ممنهجه لديه لا يمحيها تولى حاكم وزوال آخر , استعمرنا عن بعد بالريموت كنترول , استعمرنا من الهواء بدء من تعليمنا الذى بذر فيه روحه التى نراها ونلمسها ونستهجنها ولانعرف للافلات منها طريقا فهاهو قد عمل على فصل الدين عن العلم وتجزىء المعرفة ومجادلة المنطق بالمنطق , وطمس معالم النفس الأسلاميه مما عمل على اضعاف روح الأعتزاز لدى المسلم لتحل محلها نظريات الغرب الفكريه واللهث ورائها جراء شعورالنقص الذى اجتاح الشخصيه المكرمه بالأسلام , كما سرت النزعه الليبراليه تليها أسماءعديده للخربطه والتشويش وماأكثرها من أسماء ,استغلها للفرقه والتناحرواحداث الأنقسام المأجور بين بنى المجتمع الأسلامى والجسدالعربى الواحد , وهوفى ذلك لم يألو جهدا فى لى أعناق الخيل وخياليها بدء من منظماته وصولا الى جوائزه التى نفتح لها أفواهنا ونهب من أجلها قيمنا وأرضنا بل قد نحلل ونحرم طمعا فى الأجر أوالرضا , حتى صار بناؤنا الحضارى يتآكل ونحن ننبح بأصوات عاليه نريد أن نوفر للمواطن لقمة الخبز , وصارحكامنا يهددون ويتوعدون بالهدم والافلاس مالم نتركهم " يسيسون ", فهم أولى أمرنا , وبمضى الوقت صار هناك تلامذه للمستعمرين يسمسرون ويواصلون العمل تحت أسماء كثيره معده سلفا ليتداولها الكتبه والأعلاميون مثل الضغوط والحسابات الدوليه والتأثيرات والديمقراطيه وضرورة تأهيل الفرد لها , وهم قد يدركون أو لا يدركون الفرق الشاسع بين الحل المستورد والحل المحلى فرقا لا يبتعد كثيرا عن اللحوم المستوردة والبلدى , فالأمه الأسلاميه أمه حفرت من الداخل معبره عن همومها حامله لقضيتها بكل اخلاص بينما أمةالغرب قد جرفت من دواخلها المعانى لتحل محلها كل دوافعها الماديه التى يأخذ الأستعمار احدى صورها , لذا فلا سبيل الى البعث الحضارى ابدا وعودة الشخصيه العربيه المسلمه المعتزة الفخوره الابمنهج اسلامى يعيد الكرامه وينزع الشتات الأجتماعى وعالم القريه الصغيره الواحده والنظرالى مواردنا واتاحه الفرص ليستغلها أصحابها مصطحبين معهم علماء الداخل المسلمين المستعدون دوما وأيضا المحاربون دوما والمعمول على تغييبهم وتهميشهم هولاء هم أمل من عدة آمال معقود بنواصيها الخيرأن شاءالله .