صعد نجم اتحاد الرماية، خلال آخر عامين بسرعة الصاروخ جعلته يتحول إلى اتحاد صانع للأبطال والإنجازات، واستطاع خلال ال9 أشهر الماضية، أن يخطف الأنظار من خلال حصد ميداليات على المستوى العالمى كان أبرزها فوز أحمد زاهر بفضية كأس العالم بالمكسيك والتأهل إلى أوليمبياد طوكيو 2020. وأصبح هذا التطور فى أداء ومستوى أبطال الرماية، بمثابة نواة أبطال يمكن الاعتماد عليهم لتحقيق ميدالية أوليمبية، يقف وراء هذه الإنجازات شخصية قيادية تتولى دفة السفينة، هو اللواء حازم حسنى، رئيس اتحاد الرماية، الذى حمل على عاتقه مهمة إعداد جيل جديد من الأبطال لتمثيل مصر بأفضل صورة فى المستقبل، وساهم بشكل كبير فى اتساع رقعة المشاركة فى تلك اللعبة رغم تكلفتها المادية ومجهودها الشاق فى الممارسة. وأجرت «الوفد» حواراً قائد سفينة الرماية المصرية، وتحدث خلالها عن طموحاته مع لاعبيه فى تحقيق ميدالية أولمبية فى اليابان، واستعرض إنجازات رماة مصر على مدار الفترة الأخيرة.. فإلى نص الحوار: فى البداية كيف ترى إنجازات الرماية فى الفترة الأخيرة؟ - بفضل الله نمر بأفضل مرحلة فى تاريخ الرماية المصرية، فخلال العام الأخير حققنا المعادلة الصعبة من خلال المشاركة فى 11 بطولة عالمية ونجحنا بالتتويج بميداليات عالمية وقارية، واستضافة أكبر عدد من البطولات، ومع ذلك تسود حالة من الهدوء بين جدران الاتحاد وزاد عدد الأندية بالجمعية العمومية. وما أبرز الميداليات التى حصل عليها الرماة المصريون؟ - شارك اتحاد الرماية فى دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر وحصلنا على 3 ذهبيات وفضيتين، وفى يناير شاركنا فى بطولة هولندا الدولية وحصلنا على ذهبية، وشاركنا ببطولة الجائزة الكبرى بالكويت «بطولة أمير الكويت» وحصلنا على 3 برونزيات والتى شارك بها أبطال العالم والأفضل فى كل فئة وفى دورة الألعاب الأفريقية الثانية بالمغرب وحصلنا على 4 ذهبيات و3 برونزيات، ثم شاركنا بالجائزة الكبرى فى المغرب وحصلنا على 3 برونزيات، وفى كأس العالم بالمكسيك حقق أحمد زاهر إنجازا كبيرًا مسجلًا 124/ 125 طبق فى رماية الخرطوش، وحصل على الميدالية الفضية وتأهل لأوليمبياد طوكيو 2020. وماذا عن المشاركة فى بطولة أوروبا الأخيرة؟ - مشاركتنا فى بطولة أوروبا المفتوحة كانت مثمرة للغاية فهذه النسخة كانت رقم 52، وهذه هى المرة الأولى التى يحقق فيها رامى مصرى الميدالية الذهبية فى بطولة أوروبا، عندما حقق صلاح قاسم أول أوروبا محققًا 30/ 30، وفاز على أبطال العالم فى بطولة أوروبا وداخل إيطاليا التى تعتبر منشأ بطولة الخرطوش فى العالم. وماذا عن نشاط باقى فئات الرماية؟ - فى بطولة العالم للتارجيت سبرينت بمدينة زول بألمانيا حققنا المركزين الثانى والثالث فردى وحل الفريق المصرى ثانيًا فى منافسات الفرق، ولنا سبق فى تلك اللعبة لأننا من الدول التى تملك رماة يجيدون التحرك سريعًا. وأيضًا شاركنا فى بطولة كأس العالم للأطباق فى فنلندا وحقق فيها عزمى محيلبة المركز الثالث وتأهل للأوليمبياد من البوابة العالمية، وفى كأس العالم بالإمارات، وهى بطولة أبطال العالم ويختار فقط الاتحاد الدولى الرماة المشاركين ويحددهم وفقًا للتصنيف فى آخر عامين، شارك أحمد زاهر وعزمى محيلبة، وحصل الأخير على البرونزية وسط كوكبة أبطال العالم وهو إنجاز كان بمثابة شرف للرياضة المصرية أمام نجوم القارة الأوروبية. وهل استطاع أبطال الرماية تحقيق أرقام قياسية؟ - بالفعل على المستوى الدولى حققنا فى البندقية 3 أرقام قياسية وفى المسدس حطمنا رقمًا والخرطوش أيضًا، وعلى المستوى المحلى حطمنا فى البندقية 7 مرات الأرقام القياسية والمسدس 4 مرات والأطباق 10 مرات. إذن، هناك مشاركة قوية للرماية المصرية بالمسابقات العالمية؟ - بالفعل أصبحنا الآن من القوى العالمية والأسماء المعروفة على مستوى العالم، نحاول أيضًا الاستفادة من دعوات الاستضافة التى توفرها الدول للرماة فى البطولات الكبرى، فمثلًا فى بطولة العالم الأخيرة بإيطاليا سافر 64 راميًا رغم أننا تحملنا فقط تكلفة سفر 9 رماة وفوجئنا بسفر 45 راميًا على حسابهم الخاص حبًا فى اللعبة وكنا أكبر بعثة شاركت فى إيطاليا، ليس من الطبيعى أن يشارك كل هذا العدد على نفقة الاتحاد لأننا ننتقى أفضل العناصر وتتدخل الرؤية الفنية لاختيار أفضل من يمثلنا، لكن هذه المشاركة مثلت مصر بأفضل صورة فى البطولة. وكيف ترى انتشار لعبة الرماية فى الأندية؟ - نحاول بأكبر قدر ممكن أن نزيد رقعة ممارسة اللعبة، فعلى المستوى المحلى، قمنا بتشجيع اللعبة وزيادة التكتل فى الأندية من خلال زيادة عدد المشاركات فى البطولات المحلية وحققنا ذلك بنسبة 20% عن العام الماضى وللمرة الأولى هذا العام ننظم فيها بطولة 12 عامًا فيما دون، وصنعنا مساند للرماة والراميات الصغار لأن منهم من دون 9 سنين، فى خطوة لمساعدة النشء والجيل الجديدة على معرفة الرماية حتى يصل إلى 14 عاماً محبًا للعبة ومنها أيضًا توسيع لقاعدة الناشئين. وإلى أين وصل مشروع نادى الرماية بالعاصمة الإدارية الجديدة؟ - إنشاء نادى الرماية فى العاصمة حلم كبير واقترب من التحقق، قرار إنشائه كان بعدما علمنا بانضمام نادى الرماية بالهرم إلى المتحف المصرى الجديد، الطريق لإنشاء هذا النادى كان صعبًا لكن بالتعاون مع الفريق صدقى صبحى وزير الدفاع آنذاك، الذى وجه بضرورة إنشاء نادى للرماية فى العاصمة، ويتم الآن تركيب الأجهزة فى مساحة ضخمة تتخطى 3 كيلومترات، تحت إشراف القوات المسلحة التى جلبت لنا أحدث الأجهزة فى العالم ووعدتنا بالتسليم فى مواعيد محددة، وسيستضيف بطولة العالم بإذن الله فى بطولة العالم أكتوبر 2020، وهو أحدث وأكبر ميدان رماية فى العالم. وما آخر المستجدات فى الجمعية العمومية؟ - الجمعية العمومية تمت بهدوء شديد ولم يستمر اجتماعنا أكثر من 25 دقيقة، وزاد عدد الأندية من 18 ناديًا إلى أكثر من 20 نادياً، بسبب تقارب وجهات النظر وانتشار اللعبة فى أندية مختلفة وتوجه الأشخاص للمشاركة فى رياضة الرماية، رغم تعديل قانون الرياضة الذى استبعد الأندية التى ليس لديها مجالس إدارة منتخبة. وماذا عن ملفات استضافة البطولات المقبلة؟ - هذا الملف يشغلنا كثيرًا خلال العام القادم، لأننا سنستضيف أكثر من بطولة، فى البداية نستضيف البطولة العربية الشاملة بالقاهرة ويتزامن معها بطولة الشيخة فاطمة لرماية السيدات، وفى أكتوبر 2020 أسند إلينا الاتحاد الدولى بطولة العالم للرماية على الأطباق المروحية، وفى مايو المقبل نستضيف البطولة الأفريقية للرماية على الأطباق المروحية ويليها بطولة «كومباكت سبورتينج» الخرطوش للرماية. وما الهدف من استضافة كل تلك البطولات؟ - استضافة البطولات يحتاج مجهودًا كبيرا لإقناع الاتحاد الدولى للعبة باستضافة مصر لأكثر من بطولة فى توقيتات مختلفة، لكن ذلك يعكس قدرة مصر على تنظيم أى فعالية رياضية واستضافه أكبر عدد من الوفود والاستضافة فى حد ذاتها ليس هدفًا لكنها توفر أيضا الاحتكاك لأكبر عدد من اللاعبين وتواجد رماة من جميع دول العالم فى مصر بمختلف مستوياتهم، ومن الناحية السياحية يدر دخلاً من العملة الصعبة، والهدف الأهم هو إثبات ريادة مصر فى القارة الإفريقية ويكون لذلك صدى سياسى وفقًا للتوجه العام بالدولة أن تكون مصر القائدة فى أفريقيا. وهل هناك نشاطات لتأهيل المدربين والحكام؟ - بالفعل نظمنا دورات دولية فى مصر كان الهدف منها إيجاد جيل جديد من اللاعبين والمدربين، فنظمنا دورة تدريبية تارجت سبرينت للمدربين، دورة تحكيم مسدس وبندقية دولية بالقاهرة، وننتظر تنظيم دورة تدريبية لحكام الخرطوش ستعقد فى شهر ديسمبر المقبل. وإلى أين وصلت مرحلة إعداد رماة الخرطوش؟ تعاقدنا مع المدرب الإيطالى بييرو والذى يعتبر من الأفضل فى العالم ووصل إلى مصر الأسبوع الماضى وبدأ تدريب الفريق والذى وصل لحالة معنوية عالية، وسيتواجد مع الفريق فى الجزائر للمشاركة ببطولة الأفريقية المؤهلة بالجزائر فى 17 نوفمبر، وتواجد هذا المدرب الكبير يعطى دفعة معنوية هائلة ورغم أنه فى البداية كان قلقًا من مستوى اللاعبين لكنه مع الوقت أصر على السفر معهم إلى الجزائر نظرًا لاقتناعه بهم. وماذا عن تأهل الرماة للمشاركة فى أولمبياد طوكيو؟ - التأهل للأوليمبياد يأتى من خلال محطتين، إما فى بطولة العالم والبطولة الأفريقية، وفى الأولى نجح محيلبة وزاهر فى التأهل من خلال بطولة عالمية، والبوابة الثانية ستكون البطولة الأفريقية وهى بوابتنا الأكبر، ونحن جاهزون لهذه المسابقة وفقًا للخطط الموضوعة ولدينا دفعة من وزارة الرياضة ووزارة الدفاع بدعم الرماة من عندهم ولدينا قوة وعدد هائل من الرماة ليشارك فى البطولة الأفريقية، ولا توجد أى مشكلة مادية أو فنية سواء للاعبين أو المدربين بالعكس لدينا دفعة قوية للحصول على الميداليات فى البطولة الأفريقية والتأهل للأوليمبياد لأكبر عدد ممكن. وهل تتوقع زيادة فى عدد المتأهلين للدورة؟ - نجحنا فى الوصول للأرقام المطلوبة للتأهل من خلال الخطة الموضوعة مسبقًا، سنحصل بإذن الله على أكبر مقاعد مؤهلة للأوليمبياد من بطولة أفريقيا وستكون المنافسة شرسة جدًا، لأن الدول الأفريقية قوية لكننا نثق فى أنفسنا وفى الخطة التى نسير عليها. وما هدف اتحاد الرماية فى الدورة الأولمبية؟ - هدفنا ليس التأهل فقط ولكن المنافسة على ميدالية أولمبية والخطة موضوعة ومتعمدة من الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، والأهم هو السير عليها بالأرقام الموضوعة ونسير بشكل جيد وفقًا ل95% من المحدد لنا، لا أستطيع أن أقول إننا سنحصد ميدالية أولمبية لكننا سننافس بقوة ونتمنى من الله أن يساعدنا على ذلك، لأن منافسات الرماية تحديداً تشهد تغيرات مفاجئة والجزء من الرقم يتسبب فى تغيير دفة الميدالية ونملك عددًا هائلًا من الراميات المميزات واللاتى نحملهن مسؤولية كبيرة، ونلتزم تماما بتعليمات اللجنة الأولمبية الدولية التى تشجع السيدات على المشاركة ومن هذا المنطلق قررنا التشجيع على بطولات السيدات وبدأ العدد فى الزيادة وحققوا ميداليات، ولدينا راميات بمستوى مميز مثل هدير السيد وشيماء حشاد. وماذا عن مستقبل اللعبة ومستوى الناشئين؟ - هناك جيل واعد نعده للمستقبل فلدينا رامى ورامية مميزان فى المسدس والرامية فريدة خالدة فى البندقية والثلاثة مميزون وأرى أنهم قادرون على تحقيق أرقام كبيرة لكن لا يزال أمامهم الكثير، هناك منظومة يسيرون وفقًا لها ونبنى فيهم شخصية البطل من خلال السفر والمعسكرات الخارجية ونكسر رهبة المنافسات الدولية ونتابعهم.