منذ أن أدركت معنى الحياة، تمنيت الزواج من فتاة جميلة ذات شعر ناعم وطويل ظللت أبحث عن تلك الفتاة التى رسمتها فى خيالى طوال سنوات المراهقة لكنى لم أجدها. مرت السنوات وانتهيت من دراستى الجامعية وبدأت رحلة العمل حيث تمكنت من الالتحاق بإحدى الشركات الكبرى وهناك قابلت فتاة أحلامى صاحبة الشعر الطويل. بمجرد أن شاهدتها تسير أمامى خفق قلبى بشدة لدرجة إننى شعرت بأنه سيخرج من بين ضلوعى حاولت تمالك نفسى أمامها ومحاوله إجراء أى حديث معها، لكنى فشلت بعد أن أصاب جسدى رعشة تملكت يدى وقدمى منعتنى من الحركة. فى اليوم التالى قررت التماسك والحديث معها وبالفعل تقربت منها وتحدثت معها حاولت لفت انتباهها لكنها كانت واثقة من نفسها ترفض إقامة أية علاقة مع أى أحد من زملاء العمل وأنا منهم. طلبت منها تحديد موعد لمقابلة والدها على الفور وبالفعل تم تحديد الموعد وخلال اللقاء اتفقنا على تفاصيل الزواج وبعدها تمت الخطوبة فى حفل عائلى بهيج. كل هذا حدث فى غضون أيام قليلة، فأنا لم أكتب عن تفاصيل ولم يكن لى أية متطلبات سوى أن تكون ذات شعر طويل، هذه كانت أمنية حياتى. أثناء فترة الخطوبة وقعت فى غرامها وأخبرتها بأنها كانت فتاة أحلامى منذ الصغر أخبرتها عن عشقى للشعر الطويل وعن سعادتى بتحقيق الحلم. كانت تستمع لى فى سعادة ولم تخبرنى عن أى شىء فكما أنا سعيد بها فبدت لى أيضا أنها سعيدة بارتباطها بى رغم حلمى الغريب وأن تكون عروس ذات شعر طويل. تم الزفاف وسافرنا بعد الحفل إلى إحدى القرى السياحية لقضاء شهر العسل، عشنا أجمل أيام حياتنا مرت الأيام سريعاً وعدت إلى عملى وفى إحدى المرات طلبت من زوجتى أن أقوم بتمشيط شعرها فرفضت بشدة تعجبت للأمر وبدأت ألاحظ أن زوجتى تخاف من أن أضع يدى على شعرها رغم أن هذه أعظم أمنياتى وأشعر بسعادة بالغة عند ذلك. قررت مغافلتها ووضعت يدى على شعرها فجأة لأكتشف كارثة من العيار الثقيل.... شعر زوجتى تركيب وليس طبيعياً، أصبت بصدمة صرخت فى وجهها وأخبرتها بأنها خدعتنى بكت بين يدى وأكدت لى أنها أصيبت بمرض فى طفولتها تسبب فى إصابتها بصلع بالشعر وحتى لا يتسبب ذلك فى إصابتها بمرض نفسى قام والدها بالسفر بها إلى الخارج وقامت بتركيب شعر ولم تخبر أحد بقصة مرضها. وأكدت أن حبها لى منعها من اخبارى بالحقيقة خوفًا من أن تفقدنى وطالبتنى بالسماح وبسبب دموعها حاولت كثيرا التعامل معها ونسيان الأمر لكنى فشلت وعجزت وبدأت فى الابتعاد عنها وافتعال المشاكل حتى أتمكن من الابتعاد عنها، إذ كيف أستطيع الحياة معها خاصة أن سبب زواج منها هو هذا الشعر. تحملت زوجتى تغير أوضاعى على أمل أن أعفو عنها لكنى فشلت تماماً حتى تركت لها منزل الزوجية وطلبت منها الانفصال لكنها رفضت وهددتنى بمؤخر الصداق المبرم فى عقد الزواج.. وجاء فى أسباب الطلاق أن شرط الزواج من زوجتى غير متوافر فسبب زواجى منها هو أنها كانت صاحبة شعر طويل، وأخبرتها بذلك، أن أمل حياتى تحقق بزواجى منها، هو شعرها الطويل، ربما أكون غير طبيعى أو مريضاً ولكن تلك كانت رغبتى فى شريكه حياتى أن تكون ذات شعر طويل.. ولكن اكتشفت أن زوجتى تضع شعر «عيرة» وليس هو شعرها الحقيقى.. علاوة على ذلك أن عدم تمشيطه وغسله باستمرار يسبب رائحة كريهة، هذه مصيبتى سيدى القاضى وترفض الطلاق منى وتهددنى بالمؤخر الكبير الذى فرضه والدها علىّ، وأنا وافقت على كل الشروط لأننى تصورت أننى وجدت ما أحلم به.. هل هذا يعقل سيدى؟.. سيدة ترفض الطلاق من زوجها رغم رغبته الملحة فى طلاقها لأنه يرى أن شروط عقد الزواج غير متوفرة.. والعقد يشوبه النصب والخداع، وتركت لها منزلى وأثاث بيتى ولم أطق الحياة معها ولن أعود إليها مرة أخرى.. وما زالت تبذل محاولاتها كى أعود إليها وتؤكد أنها ترفض الطلاق، فالمرض ليس بذنبها، ولم يكن لها يد فى ذلك، فعليه أن يغفر ويسامح ويعود لاستكمال حياته معها، وما زال الزوجان كل فى مكانه.. كلاهما مصر على رأيه.. والكلمة النهائية للقاضى.