ستة وأربعون عامًا مضت على حرب السادس من أكتوبر المجيدة؛ تلك الملحمة التاريخية التي أبهرت العالم بأسره، بل كانت من أعظم وأكبر الانتصارات التي أثبتت براعة وقوة الجيش المصري في مواجهة العدو، حيث أعادت تشكيل خريطة العالم، وأصبح الانتصار نقطة تحول فارقة في التاريخ. وقد أثبتت إنتصارات أكتوبر العظيمة بأن الشعب المصري عصي على الانكسار، ولا يخاف لومة لائم، بل استطاع فرض إرادته مهما كانت قوة عدوه لينحني له العالم إحترامًا وتقديرًا، حيث استطاع استرداد كل شبر من أرض وطنه الذي روي بدماء أروح أبطاله المصريين. وكانت حرب أكتوبر التحدي الاول لاسترداد أرض الوطن واستطاعت مصر بقوة ذراعها من القوات المسلحة على مواجهة الحرب وتحقيق انتصارًا عظيمًا حتى أصبحت تلك الحرب نموذجًا ودرسًا يحتذى به في العالم كله. ولكن لم ولن تتوقف المخططات والمؤامرت ضد مصر، حيث أصبحنا نواجه اليوم حربًا أكثر ضراوة من حرب أكتوبر ألا وهي الحرب ضد الارهاب الاسود الذي يهدف زعزعة أمن واستقرار أي دولة، فقد نجحت مصر خلال تلك السنوات بتوجيه عدة ضربات قاصمة للتنظيمات الارهابية وتحرير أرض الفيروز"سيناء " من الارهابيين؛ لتعلن مصر حربها على الارهاب نيابة عن العالم أجمع. وفي هذا الصدد، قال اللواء محمد عبدالله الشهاوي، الخبير الاستراتيجي والمستشار بكلية القادة والأركان، إن القوات المسلحة استطاعت تطهير أرض الفيروز"سيناء " من الارهابيين واستعادت روح حرب السادس من أكتوبر عام 1973 م المجيدة لتحريرها من الجماعات الارهابية. وأضاف الشهاوي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن هناك تشابه بين حرب أكتوبر وما يحدث من عمليات عسكرية في سيناء فالارض واحدة والجيش واحد ولكن الحرب مختلفة، حيث إننا نخوض اليوم حربًا ضد الارهاب، مشيرًا إلى أن حرب أكتوبر استطاعت هزيمة نظرية الامن الاسرائيلي وكسرت ذراعها المتمثلة في قواتها الجوية، إذ أن الحرب كانت معروفة وهناك تكتيكات وأسالبيب لمواجهة العدو المعلوم. وأكد الخبير الاستراتيجي، أن الحرب على الارهاب هي حرب الاشباح اللامتماثلة، ولكن القوات المسلحة نجحت في مواجهته من خلال تنفيذ العملية الشاملة سيناء 2018م، وتوجيه ضربات قاصمة للجماعات المتطرفة، مؤكدًا أن هناك تدريبات مشتركة مع دول أجنبية منها مناورات حماية الصداقة مع روسيا، ومناورات النجم الساطع مع الولاياتالمتحدةالامريكية، فضًلا عن التدريب المشترك "أحمس " مع بريطانيا. وأوضح المستشار بكلية القادرة والاكان، أن روح أكتوبر مستمرة حتى يومنا هذا من خلال تحريرها من الارهاب، وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية على أراضيها بقوة شبابها المصري. ونوه اللواء أركان حرب عبدالرافع درويش، الخبير الاستراتيجي، إلى أن حرب السادس من أكتوبر المجيدة عام 1973م كانت أسطورة في التاريخ المعاصر حيث إنها مازالت تدرس في المعاهد العسكرية بالعالم، مشيرًا إلى أن هناك فرق بين حرب 1973م التي كانت بين دولتين معروفتين ومعلوم كل الاساليب والتكتيكات، والحرب على الارهاب الذي لا مكان له ولا وطن ولا هوية. ولفت درويش، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن الجيش المصري استطاع اجتثاث جذور الارهاب بنسبة 90% على الاقل وأن سيناء مازالت تقاوم الارهابيين، مؤكدًا أن الجماعات الارهابية مدربة على أفضل أسلحة بالعالم، وتمولها دول خارجية لزعزعة الامن المصري. ورأى الخبير الاستراتيجي، أن إرادة الشعب والجيش المصري هي سر النصر في إنتصارات أكتوبر حيث كانت ملحمة تاريخية رغم أن قوة إسرائيل كانت تفوق قوة الجيش المصري آنذاك، ولكن استطاع الاخير إعادة بناء الجيش بعد هزيمة 1967م، وتحقيق نصر أكتوبر، مؤكدًاأن سيناء اليوم أصبحت آمنة وبها العديد من المشروعات التنموية لاعمارها. وذكر اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الاسبق، إن حرب السادس من أكتوبر عام 1973م كانت حربًا لتحرير سيناء من العدو الصهيوني ، حيث أعادت للمصريين ثقتهم بأنفسهم، مشيرًا إلى أن سيناء على مر العصور كانت مطمعًا لكل الدول ودرع مصر الشرقي لما تمتاز به من سلاسل جبلية تمنع أي عدو للوصول إليها. وأشار سالم، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن حرب أكتوبر كان العدو معلوم، ولكن الارهاب مجهولا وأن الجماعات الارهابية ماهي إلا جرثومة تختبأ تحت الارض لتنفيذ عمليات إرهابية تهدد الامن المصري، لذلك فإن الحرب على الارهاب أشرس من حرب أكتوبر نظرًا لاننا نواجه عدوًا غير معروف. واختتم رئيس جهاز الاستطلاع الاسبق، حديثه قائًلا " الجيش المصري يقوم بعدة عمليات عسكرية لتطهير سيناء من الارهابيين، بل أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا بالغًا لاعمار وبناء سيناء من خلال تخصيص 10 مليار دولار للاعمار وبناء الوحدات السكنية والمصانع وغيرها، مشيرًا إلى أن سيناء مساحتها حوالي 60 ألف كيلو مترمربع، مؤكدًا أن سيناء في طريقها للبناء والاعمار .