بعد مرور 44 عامًا على انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973م، وهزيمته للجيش الإسرائيلي على أرض الفيروز "سيناء"، دخلت القوات المسلحة المصرية في حرب أخرى على الإرهاب والعنف الذي تمارسه العناصر التكفيرية، في محاولة لزعزعة الاستقرار المصري. واعتبر عدد من الخبراء العسكريين، أن الحرب على الإرهاب أشد شراسة وضراوة من حرب أكتوبر، نظرًا لان الإرهاب متخفيًا وسط المدنيين، فضًلا عن طبيعة العمليات التي يقوم بها الإرهابيين تعتبر انتحارية في أي وقت. ورأى الخبراء أن الإرهاب في سيناء في طريقه للانكماش مقارنة بالأعوام السابقة، ويرجع ذلك إلى جهود القوات المسلحة المصرية في التصدي للإرهابيين، فضًلا عن المشروعات والخطط المُقامة لتنمية وتعمير سيناء والنهوض بها سكانيًا واقتصاديًا، وفي كافة المجالات بعدما كان هناك تقصيرًا في تنميتها عقب حرب أكتوبر. وفي هذا الصدد ، قال اللواء طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، والخبير الاستراتيجي ، أن الحرب على الإرهاب أشد شراسة وضراوة من حرب أكتوبر 1973م، نظرًا لان الأخيرة كان العدو واضح ومعروف مكانه وتسليحه، أما الإرهاب فهو غير واضح المعالم ومتخفي وسط المدنيين في الدولة. وأشار موسى، في تصريحات خاصة ل"" بوابة الوفد"، إلى أنه بعد مرور 44 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة كان هناك تقصير في تعمير سيناء أدى إلى انتشار الإرهابيين وسقوط الشهداء، ولكن في الوقت الحالي بدأ تعميرها من خلال المشروعات الاقتصادية ومشروع تنمية سيناء والتي من شأنها مقاومة الإرهاب والقضاء عليه وتجفيف منابعه. وأكد الخبير الاستراتيجي، أنه يمكن الاستفادة من انتصار حرب أكتوبر في القضاء على الإرهاب من خلال الحصول على المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن الحربي والمخابرات، ومعرفة أماكن تمركز الجماعات الإرهابية، ومراكز القيادة باستخدام كافة وسائل الحصول على المعلومات من الأقمار الصناعية والاستطلاع الالكتروني والتصوير الجوي ومعلومات عن السكان المحليين، فضًلا عن اصطفاف الشعب خلف القيادة السياسية. ونوه اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، إلى أن هناك فرق بين الحرب على الإرهاب وحرب أكتوبر، ففي الثانية كانت الحرب أمام جيش نظامي ومعروف أماكن تسليحه، ولكن الإرهاب متخفي داخل الشعب، فضًلا عن أن طبيعة العمليات التي يقوم بها الإرهابيين انتحارية، مشيرًا إلى أن الجيش المصري استطاع محاصرة الإرهاب في سيناء وشن عمليات ضد الجماعات الإرهابية. ودلل سالم، على وجهة نظره قائلًا: " الجيش المصري استطاع إفشال المخططات الإسرائيلية المتفق عليها من قبل أمريكا وإسرائيل والإخوان لإعطاء جزء من أرض سيناء لإسرائيل بعد هزيمتها في أكتوبر 1973م، وهو ما نتج عن انتشار الجماعات الإرهابية محاولة للضغط على الجيش المصري، ولكن جهود القوات المسلحة أفشلت كافة المخططات. ورأى رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، أن الإرهاب في طريقه للانكماش هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، نظرًا لقدرة القوات المسلحة على التصدي للجماعات الإرهابية في سيناء، مؤكدًا أن منطقة الإرهاب هناك لا تتعدي 500 كيلو متر من إجمالي مساحة سيناء بأكملها التي تتمثل حوالي 60 ألف كيلومتر مربع. وأوضح سالم، أن الجيش استطاع محاصرة الإرهاب في سيناء، ما أدى إلى قلة حدوث العمليات الإرهابية، موضحًا أن مشروعات التنمية مستمرة في سيناء للنهوض بها سكانيًا واقتصاديًا وبكافة المجالات، وإنشاء قرى ومستشفيات للأهالي في كل المراكز، مشددًا على أنه خلال الأعوام المقبلة ستعمر سيناء وسيزيد عدد سكانها إلى 5 مليون نسمة نتيجة جهود القوات المسلحة المصرية. وأوضح اللواء محمد عبدالله الشهاوي، المستشار بكلية القادة والأركان والخبير الاستراتيجي، أن الحرب على الإرهاب لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر المجيدة، ولكن الأخيرة من الحروب المعروف بها العدو، ولكن الحرب على الإرهاب تعد من حروب الجيل الرابع التي تسمى " حروب الأشباح، أو حروب الشائعات". وأفاد الشهاوي، بأن الروح المعنوية العالية والقوة والعزيمة تعد أسباب انتصار الجيش المصري بحرب أكتوبر، لذلك فإن الحرب على الإرهاب تستلزم روح حرب أكتوبر في القضاء عليه، مشيدًا بمجهودات القوات المسلحة في القضاء على الإرهاب بسيناء، مشيرًا إلى أن عملية حق الشهيد قضت على حوالي 96% من الإرهابيين هناك.