دمرنا «16» طائرة إسرائيلية فى اليوم الأول من بدء القتال «السادات» كان يزور الجبهة باستمرار قال اللواء على أحمد حسين قائد، أحد لواءات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر والحاصل على وسام النجمة العسكرية، وترقية استثنائية فى يناير 1974 بخلاف العديد من الأوسمة والنياشين: إن نصر أكتوبر كان لحظة فارقة فى تاريخ مصر، وأظهر معدن الضابط والجندى المصرى الأصيل الذى استرد به كرامتنا، وحطم نظرة الأمن الإسرائيلى، وكسر الذراع الطولى لإسرائيل فى قواتها الجوية التى كانوا يتفاخرون بها ويقولون انهم يستطيعون بها الوصول إلى أى مكان فى العالم. وأضاف «حسين» أنا فى حرب اكتوبر كنت قائد لواء صواريخ موجه أرض جو فى الجبهة ضمن منظومة حائط الصواريخ ومهمتى هى توفير الوقاية لفرقة مشاة، وتمكنا من تدمير «16» طائرة إسرائيلية فى اليوم الأول من بدء القتال، الأمر الذى جعل قائد القوات الجوية الإسرائيلية يصدر أوامره بعدم اقتراب طائراته من شرق القناة بمسافة 15كم، ما أتاح الفرصة لقواتنا البرية أن تعمل على إنشاء الكبارى ورؤوس الكبارى فى شرق القناة دون أن تحدث فيها خسائر، وفى اليوم التالى دمرنا «4» طائرات «فانتوم» و«4» طائرات «سكاى هوك» كانت تهاجم أحد اللواءات تحت قيادتى الساعة 6٫20 بغرض عمل ثغرة بين أبوصوير وبورسعيد تقدر ب«7» كم بعد إزالة - من وجهة نظره - لواء الصواريخ حتى يقوم بالهجوم الشامل ضد قواتنا البرية من الاتجاه الشرقى من أقرب اقتراب له من مطاراته الستة، واضطر إلى أن يقوم بهجومه الشامل من اتجاه البحر المتوسط وهذا أطال عليه الوقت ووقع فى نطاق المقاتلات التى كبدته الخسائر. وأكد اللواء حسين ان أول طائرة فانتوم تسقط للعدو فى حرب أكتوبر كانت الساعة 14٫45 وكان البطل الرائد «بدر عبدالمجيد» قائد كتيبة صواريخ ضمن تشكيل اللواء هو الذى أسقطها، بل أسقط فى هذا اليوم بمفرده «6» طائرات إسرائيلية، لأننا اكتسبنا خبرة كبيرة جدًا خلال حرب الاستنزاف فى كيفية التعامل مع العدو الجوى الذى كان يملك أحدث طيارات فى العالم من «فانتوم» و«سكاى هوك» و«ميراج»، ومعه طياريون على أعلى مستوى من الخبرة والكفاءة، وفخر لقوات الدفاع الجوى أنها استطاعت التغلب عليه. واستعرض اللواء «حسين» ما تردد فى اسرائيل عن الدفاع الجوى المصرى، حيث قال «موشى ديان» وزير الدفاع الإسرائيلى إن المصريين يملكون سلاحًا متقدمًا ويعرفون كيفية استخدامه ضد قواتنا، ولا أعرف أى مكان فى العالم محمى كما هو فى مصر، لأن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للطائرات بدقة عالية ونجاح باهر وقد خسرنا فى اليوم الأول عشرات الطائرات والدبابات والمعدات، ويكفى أننا على مدار ال«3» أيام الأولى خسرنا أكثر من خمسين طائرة من طائراتنا، و«جولدا مائير» قالت إن المصريين زرعوا كل الأرض غرب القناة بالصواريخ والله وحده يعلم أين سيجد المصريون مكانًا لزراعة صواريخ أخرى؟!! وبالطبع هم لم يعلنوا الحقائق عن حائط الصواريخ لأن قوات الدفاع الجوى دمرت أكثر من 300 طائرة إسرائيلية خلال حرب أكتوبر، وكان نصيب اللواء الذى كنت أقوده تدمير «52» طائرة من هذا العدد حسب التقارير الرسمية لقوات الدفاع الجوى. واشار اللواء حسين الى ان خطة خداع القوات الجوية، بدأت بعد توقيع مبادرة روجزر 1970 عندما بدأنا تجهيز وحداتنا وقواتنا للقتال من خلال التدريب الشاق ليلاً ونهارًا وعمل خطة خداع طوال عامين الأمر الذى اكتشف مع الطيارين الذين وقعوا فى الأسر، لأننا وجدنا معهم معلومات ضعف الأعداد الحقيقية التى لدينا فى الجبهة، وخطة الخداع كان لها شقان: أن العدو لا يعرف مواقع الصواريخ الحقيقية، وهذا أعطى له انطباعًا بكثرة عددها، ما شتت مجهوده، وهذا ساعد على استكمال معداتنا وعلى تدريب الجنود. واكد اللواء حسين انه لم يعرف احد منا موعد العبور إلا قبل الهجوم بساعات قليلة لكننا شعرنا به قبل يوم أو يومين من خلال بعض التحركات التى تمت بتحريك بعض الوحدات وتقريبها من القناة وهذا كان له تأثير جيد فى سير المعركة خاصة عندما تم إدخال بعض كتائب الصواريخ داخل القناة وفاجأت العدو عندما دخل فى مناطق تدميرها دون أن يعلم، وكانت من ضمن خطة الخداع والمناورة التى تمت فى 4 أكتوبر لأننا حركناها وثبتنا المواقع الهيكلية لخداع الاستطلاع الالكترونى للعدو وعندما بدأ القتال فى 6 أكتوبر دخل المصيدة دون أن يدرى. وأوضح اللواء حسين انه اثناء حرب الاستنزاف قامت قوات الدفاع الجوى بعمل كمائن الصواريخ لطائرات العدو، بإرسال «2» كتيبة صواريخ فى مكان مخفى يفاجئ العدو عندما تظهر طائراته فيدمرها ثم يتم نقل الكتيبتين إلى مكان آخر، إلى أن تمكنت بعض كتائب الصواريخ من الدخول إلى الجبهة خلال مايو ويونية ويوليو 1970 وعملت كمائن أيضا وأسقطت «6» طائرات «فانتوم» و«سكاى هوك» وتم أسر «3» طيارين يوم 30 يونية 1970 وسمى بعيد الدفاع الجوى وهذه كانت أكبر خسارة للطيران الإسرائيلى قبل أكتوبر لدرجة أن بعض القادة الإسرائيليين قالوا إن الطيران الإسرائيلى بدأ يتآكل وكانت من الأسباب التى جعلتهم يقبلون مبادرة «روجرز» فى 7 أغسطس 1970. وقال اللواء حسين بعد الهزيمة درسنا العدو الجوى دراسة مستفيضة لدرجة اننا كنا نعرف ماذا يملك من طائرات أثناء الحرب فقد كان لديه «150» طائرة «فانتوم» و«160» طائرة «سكاى هوك» و«100» طائرة «ميراج» هذا بخلاف طائرات الهيلكوبتر والنقل الثقيل والمتوسط وطائرات الاستطلاع وكنا نعرف ان لديه عدداً كبيراً من الطيارين المهرة ما يجعل قواته الجوية قادرة على القيام ب«1200» طلعة جوية فى اليوم الواحد.. ومع هذا أسقطنا «300» طائرة للعدو بل أكثر مع أن «موشى ديان» قال انهم خسروا خلال الثلاثة أيام الأولى «50» طائرة، كيف واللواء تحت قيادتى دمر «20» طائرة فى اليوم الأول، فماذا عن باقى اللواءات والكتائب، وحيث كان يوجد تشكيل قتالى ضخم من صواريخ «سام 6» و«سام 7» وصواريخ مضادة للطائرات وبالطبع العدد الذى أعلن هو عدد غير حقيقى، وإلا لماذا صرخوا وطالبوا بالمدد من أمريكا». واكد اللواء حسين ان الرئيس «السادات» كان يزور الجبهة كل شهر لرفع الروح المعنوية واستكمال المعدات والتجهيزات، وكنا نطالبه بمزيد من التحصينات والتجهيزات، فقال لنا يوماً أليست لكم مطالب شخصية؟! وهذا كان له تأثير فى الروح المعنوية، لأنه كان يمر على جميع التشكيلات فى القوات المسلحة. وفى النهاية، اكد اللواء حسين ان حرب أكتوبر حتى هذه اللحظة تدرس فى الكليات العسكرية على اعتبار أنها إعجاز.