ويقول للشباب: «احنا كنا جيل جدعان أوى عاوزين تكونوا جدعان مثلنا» الجندى المصرى حطم أسطورة جيش العدو إنه يوم عيد الكرامة، وعيد النصر، الذى حقق لمصر السيادة على أرضها بعد هزيمة 67، وكان الدفاع الجوى المصرى وحائط الصواريخ هما حائط الصد لهجمات العدو الإسرائيلى، وتحطيم اسطورته التى لا تقهر، وقطع يده الطولى، ويقول اللواء الدكتور عاصم شمس الدين عبدالحافظ: ان البطولات تنسب للسلاح بأكمله، حيث ان حائط الصواريخ كان كلمة السر فى حرب استرداد الكرامة، وكان ناجحا فى توفير الحماية الجوية ضد الاهداف المعادية الاسرائيلية خلال فترة الحرب بالكامل منذ البداية وحتى النهاية، وتم تأديتها بطريقة رائعة للغاية، وتسبب فى ايذاء شديد للغاية للطيران الاسرائيلى وأن اكثر الطائرات الاسرائيلية تم تدميرها من خلال الجبهة المصرية ونجح الدفاع الجوى فى توفير الحماية لكل القوات الحربية ولكل الاهداف الحربية على أرض مصر بأكملها، حيث إن لم ينجح العدو فى ايذاء أو اصابة اى وحدات بالضرر من خلال اى من الهجمات الجوية، فلقد نجح فى اداء مهمته بقوة كبيرة. كما أكد اللواء عاصم ان البطولة فى الدفاع الجوى نظام عمل متكامل لا يظهر فيه الفرد بشكل فردى حيث انه يقوم على حسن أدائه لواجبه الوظيفى وحسن أداء كل فرد بجواره لحدوث تكامل فى تنفيذ المهمة ليتم النجاح فى تنفيذ المهمة، لا أحد يعطى جرعة زائدة لأنه ليس مثل القتال البرى فهو عمل تخصصى، حيث انه يوجد محطات ضرب تكشف الاهداف المعادية، ومحطات توجيه داخل كتائب الصواريخ تسمى «أطقم القتال» وهى ان كل فرد يؤدى عمله لتكون النهاية هى نجاح المهمة وهى تدمير العدو الجوى. كما أشار اللواء الى ان العبقرية تكمن فى أن طرفين متصارعان، الأول يمتلك احدث الاسلحة والآخر بتعمد سياسى دولى شديد يمتلك معدات متخلفة نسبيا، حيث ان الفجوة واسعة جدا فى التسليح بين مصر واسرائيل وينجح المقاتل المصرى فى تحسين استخدام المعدة التى تعتبر متخلفة مقارنة بمعدة الخصم وينجح فى انجاز عمل بالشكل الذى ظهر عليه، إنها الإرادة والتخطيط الجيد، وأضاف اللواء ان فى علوم الادارة التخطيط الجيد هو فهم القدرات وحسن استخدام كل الوسائل المتاحة بذكاء شديد جدا وصولا للهدف وهذا الذى تم فى حرب 1973 بالحسابات «احنا منعديش» وعلى سبيل المثال: خط بارليف عبارة عن ساتر ترابى يصل ارتفاعه من 20 إلى 22 مترًا، وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، ويتميز ب20 نقطة حصينة «دُشَم» على مسافات تتراوح بين 10 و 12 كيلومترا، وفى كل نقطة حوالى 15 جنديا كل مهمتهم الموكلة لهم الإبلاغ عن أى محاولة لعبور القناة، وتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التى تحاول الاقتحام والعبور، بالإضافة إلى وجود مصاطب ثابتة للدبابات جاهزة للقصف حال استدعائها فى حالات الطوارئ. وفى قاعدة الساتر الترابى، توجد أنابيب تصب ال«نابالم» - وهى مادة قابلة للاشتعال - فى قناة السويس لإشعال سطح القناة، ولكن نجحت الضفادع البشرية المصرية فى واحدة من أعظم العمليات، فى سد فتحات المواسير بمواد خاصة يوم 5 أكتوبر 1973، لمنع استخدامها عند عبور القوات المصرية للقناة فى اليوم التالى وأُسِرَ مهندس مواسير النابلم الإسرائيلى نفسه فى موجة العبور الأولى، عندما كان يحاول إصلاحها. روجت إسرائيل طويلاً لهذا الخط على أنه مستحيل العبور وأنه يستطيع إبادة الجيش المصرى إذا ما حاول عبور قناة السويس، ولكن حطم المهندس «باقى زكى يوسف» تلك الأسطورة، فهو صاحب فكرة استخدام المياه فى فتح الساتر الترابى تمهيدًا لعبور القوات المصرية إلى سيناء، ورغم بساطة الفكرة إلا أنها أنقذت 20 ألف جندى مصرى على الأقل من الموت المحقق. وبدأ الهجوم بالضربة الجوية، واستغل الجيش المصرى عنصرى المفاجأة والتمويه اللذين سبقا ساعة الصفر، بالإضافة إلى استغلال عناصر أخرى مثل المد، والجزر، واتجاه أشعة الشمس، لاختراق الساتر الترابى فى 81 موقعًا مختلفًا، وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات ضغط عال، اشترتها وزارة الزراعة للتمويه السياسى، ومن ثم الاستيلاء على أغلب نقاط خط بارليف الحصينة بخسائر محدودة، وقُتِلَ 126 عسكريا إسرائيليا وأُسِرَ 161 آخرون من أصل ال441 المنتشرين على طول الخط، ولم تصمد إلا نقطة واحدة هى نقطة «بودابست» فى أقصى الشمال فى مواجهة بورسعيد. ووجه اللواء شمس بعض النصائح لشباب هذا الجيل قائلا: «احنا كنا جيل جدعان أوى عاوزين تكونوا جدعان مثلنا بمعنى انكم تحبوا مصر كثيرا وحافظوا عليها وعلى حمايتها».