أعرب رئيس وزراء الكاميرون "جوزيف نغيوت"، عن تفاؤله إزاء رغبة شعب بلاده في تحقيق السلام والمشاركة في الحوار الوطني الكبير المقرر انطلاقه في وقت لاحق اليوم الاثنين، لبحث مشاكل المناطق الشمالية والجنوبية الغربية للبلاد. وذكر راديو "أفريقيا 1" اليوم أن الحوار الوطني الكبير - الذي أطلقه الرئيس الكاميروني "بول بيا" بهدف حل النزاع الذي يمزق منطقة الغرب الناطقة بالإنجليزية - يهدف إلى وضع حد للأزمة في المنطقتين الشمالية الغربية والجنوبية الغربية ، حيث تعيش غالبية الأقلية الناطقة باللغة الإنجليزية في الكاميرون (16٪) ، مضيفا أن رئيس الحكومة الكاميرونية سيرأس هذا الحوار الذي ينطلق اليوم 30 سبتمبر الجاري ويستمر حتى 4 أكتوبر المقبل. وأفاد الراديو بأنه خلال السنوات الثلاث الماضية، تحولت المطالب الاجتماعية للسكان الناطقين بالإنجليزية الذين يشعرون بالضيق من المناطق الناطقة بالفرنسية الثمانية الأخرى إلى صراع مميت بين جماعات الاستقلال المسلحة المتطرفة وقوات أمن الدولة. من جانبه، قال المتحدث باسم الحوار الوطني الكاميروني "جورج إيوان" إن السلطات تباحثت مع بعض الانفصاليين ، حيث وجدت لدى البعض إمكانية للمناقشة وأخرى أقل انفتاحا فقد حرصت على توجيه الدعوات لكافة أطياف الشعب. وكان الرئيس بيا (86 عاما) - والذى يحكم البلاد منذ 37 عاما - قد أعلن في 11 سبتمبر الجاري عقد تشاور وطني ضخم في نهاية الشهر حول النزاع بين الجماعات الانفصالية للأقلية الناطقة بالإنجليزية وقوات حفظ النظام في غرب البلاد. يذكر أن إطلاق حوار وطني ضخم في البلاد سيمكن الحكومة من دراسة طرق ووسائل الاستجابة للتطلعات العميقة للمواطنين في الشمال الغربي والجنوب الغربي، وأيضا لجميع أمة الكاميرون، كما سيجمع أطياف المجتمع المختلفة، بما فى ذلك ممثلي قوات الدفاع والأمن وممثلين عن الجماعات المسلحة. يشار إلى أن حركة التمرد اندلعت بالكاميرون في نهاية عام 2017 بعد حملة للحكومة ضد احتجاجات سلمية في المناطق الناطقة بالإنجليزية بشمال غرب وجنوب غرب البلاد، وبحسب تقديرات الأممالمتحدة، فإن القتال أودى بحياة نحو 1800 شخص وشرد ما يزيد على نصف مليون شخص منذ ذلك الحين.