طالبنا كثيرا بتعيين وزير للرياضة المصرية، وبعد سنوات من الصبر والانتظار تقرر تعيين العامري فاروق وزير دولة لشئون الرياضة، ومنذ قرار التعيين بدأ البعض في شن حملات من الهجوم عليه بسبب وبدون سبب، البعض قرر الهجوم لان المنظومة الحالية كلها ليست علي مزاجه، والبعض الآخر لأن الوزير الجديد كان من أقوي المعارضين فترة وجوده داخل مجلس إدارة النادي الأهلي، وحان وقت الهجوم عليه. المؤكد أن أي وزير له إيجابياته وسلبياته، والعامري فاروق ليس غريبا علي الوسط الرياضي، ولم يهبط علي وزارة الرياضة بالباراشوت، ويعرف المشاكل التي تعاني منها الرياضة والأندية والاتحادات، ويعلم أن السكين القاتل المغروس في قلب الرياضة المصرية هو توقف النشاط خاصة كرة القدم التي يحاول أن يدخلها إلي غرفتي الانعاش ثم الإفاقة لعل وعسي ينقذها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. ورغم اعتراضي الدائم علي عودة النشاط بدون أن نضمن عدم تكرار مأساة استاد بورسعيد، إلا أنني أقدر جهد وزير الرياضة في تقريب وجهات النظر مع جهات الأمن حتي يتم استئناف النشاط ويعود الدوري وبدون جمهور لانقاذ ما يمكن انقاذه. أغرب ما يتعرض له وزير الرياضة حاليا الحملة الشرسة التي يتعرض لها من أحد الشخصيات الذي ينوي الترشح لمجلس إدارة اتحاد الكرة في الانتخابات المقبلة، والذي يشن عليه هجوم ضاريا لأن الوزير تقدم بستة تعديلات للفيفا لاعتمادها في لائحة الاتحاد المصري، ولكن يبدو أن هذه التعديلات تتعارض مع مصالح هذا المرشح المحتمل الذي تهمه أولا وأخيراً المصلحة الشخصية، ولذلك جند كل من حوله والمستفيدين منه للهجوم علي الوزير الجديد. العامري فاروق طالب بستة تعديلات أهمها أن يكون المرشح في انتخابات اتحاد الكرة قد أدي الخدمة العسكرية أو أعفي منها نهائيا، أي ألا يكون متهربا من هذا الواجب، وألا يجمع بين عضوية الاتحاد والعمل الإعلامي أو أي هيئة عامة أو خاصة لها علاقة تعاقدته مع الجبلاية منعا لأي شبهات، وألا يكون سبق له التعدي بالضرب علي أي من عناصر اللعبة. هل يستحق وزير الرياضة الهجوم عليه لهذه الأسباب التي اعتبرها ضوابط أخلاقية مهمة جداً، إنه يستحق التحية والاشادة إذا نجح في اقرارها فعلا، وإلي متي ستعاني الرياضة المصرية من المنتفعين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم والبيزنس والوجاهة الاجتماعية والمنظرة وصورهم في الصحف واحاديثهم في الفضائيات التي يجنون من ورائها الشهرة ومزيداً من المال، أقول لمثل هذا المرشح المحتمل لم نعد نحتمل!