بعد أن ظل الدوري المصري أقوي الدوريات العربية والإفريقية وواحدة من أبرز المسابقات الجاذبة لنجوم الكرة على مستوى القارة السمراء والوطن العربي في ظل الشعبية والجماهيرية التي يتمتع بها وكونه الأعرق بين كل هذه الدوريات. فقد الدوري المصري "المتجمد" مكانته تماماً وبات طارداً لنجومه بعد أن توقف نشاطه منذ 196 يوماً كاملة وبالتحديد منذ أحداث مجزرة استاد بورسعيد الأليمة التي راح ضحيتها 74 مشجعاً عقب لقاء المصري والأهلي يوم الأول من فبراير. نجوم الكرة المصرية لم يلتزموا الصمت في ظل شعورهم بالبطالة وبدأوا البحث عن "لقمة عيش" جديدة بالدول التي مازالت تقدر كرة القدم والرياضة بشكل عام وبدأوا مسلسل الهجرة الجماعية على غرار الهجرة الاضطرارية التي قام بها جيل اللاعبين عام 1967 عقب نكسة يونيو، والتي أدت لاعتزال أغلبهم وهروب البعض الآخر للاحتراف خارج مصر. آخر سلسلة المهاجرين كان محمد طلعت مهاجم النادي الأهلي السابق والذي انتقل رسمياً إلى صفوف التضامن الكويتي لمدة موسم واحد بعد أن رفض بعض المفاوضات من جانب أندية بالدوري الممتاز، والهجرة كانت حلاً سحرياً للبطالة بالنسبة لبعض نجوم الفئة الأولى بالكرة المصرية الذين رفضوا الاستمرار في مصر وهربوا لفلوس الخليج أو تركيا، وعلى رأسهم محمود عبد الرازق شيكابالا صانع ألعاب الزمالك، الذي عانى الأمرين مع مدربه السابق حسن شحاتة فبعد اعتذاره في خطاب رسمي رفض المعلم عودته للنادي وتمسك برحيله فوافق اللاعب على الإعارة لمدة موسم إلى صفوف الوصل الإماراتي في ثاني تجربة احترافية للفتى الأسمر بعد أن لعب لبضعة مواسم في صفوف باوك اليوناني. عمرو زكي مهاجم الزمالك رحل أيضاً من مشاكل الكرة المصرية والزمالك وانتقل رسمياً إلى نادي "ألازينجسبور" الصاعد حديثاً للدوري التركي وهي خطوة لا تليق بالتجربة الاحترافية للبلدوزر الذي هز الدوري الإنجليزي في مشواره مع ويجان ثم هال سيتي إلا أن زكي وافق بل وتنازل عن مستحقاته المالية لدى الزمالك للعودة إلى أوروبا، وكان أحمد حسام ميدو قد استوعب الدرس جيداً ورحل إلى صفوف برانسلي الإنجليزي أحد فرق الدرجة الأولى بعد استغناء الزمالك عنه بفرمان المعلم حسن شحاتة. في الزمالك، هناك بعض اللاعبين يتمسكون بالرحيل خارج مصر على رأسهم أحمد حسن عميد لاعبي العالم الذي تلقى عرضاً جاداً من ليرس البلجيكي وأيضاً محمد عبد الشافي الذي يبحث عن عرض خليجي للرحيل وأيضاً عمر جابر ظهير أيمن القلعة البيضاء الذي كلف بعض وكلاء اللاعبين بالبحث عن عرض له كما تدب نغمة الرحيل في قلب البنيني رزاق مهاجم الأبيض لرغبته في العودة إلى أوروبا. في الأهلي يبدو الوضع أقل حدة بسبب نجاحات الفريق بدوري أبطال إفريقيا وسعيه للفوز باللقب وخوض كأس العالم للأندية باليابان إلا أن الوضع الحالي أشبه بالنار تحت الرماد فأغلب لاعبي الفريق أعلنوا الرحيل في يناير المقبل في حالة عدم عودة النشاط المحلي وعلى رأسهم أحمد فتحي الذي تلقى عرضاً أوروبياً وأيضاً حسام غالي الذي يبحث عن العودة للملاعب الخليجية بعد تجربته مع النصر السعودي كما تلقى عماد متعب عرضاً تركياً شفوياً وبالتأكيد سيشغل الأمر بال عبد الله السعيد الذي رفض عرض اسطنبول التركي من أجل دوري الأبطال ونفس الحال لوليد سليمان الذي رفض الرحيل إلى سيسكا صوفيا بطل الدوري البلغاري وأحمد شكري الذي اقتنع بالاستمرار رغم تلقيه عرضاً من الشعلة السعودي، بينما رحل محمد طلعت للتضامن الكويتي في صفقة انتقال حر بعد استغناء الأهلي واقترب مصطفى محمود عفروتو من الرحيل إلى استرا بتروليول الروماني كما طلب محمد شوقي فسخ عقده للرحيل خارج مصر. وفي الإسماعيلي، اختار أحمد حجازي الرحيل إلى فيورنتينا الإيطالي رغم توقف المفاوضات أكثر من مرة حتى اكتمل حلمه باللعب في صفوف الفيولا وفطن حسني عبد ربه لظروف ناديه الصعبة والنشاط المتوقف فاختار الإعارة للنصر السعودي كما عاد أحمد سمير فرج للملاعب الأوروبية من خلال ليرس البلجيكي بينما انتقل حسام حسن لاعب وسط المصري البورسعيدي إلى انقرة التركي بعد تلقيه اتصالات مكثفة خلال الفترة الأخيرة. في المقابل، كان نجاح المقاولون العرب في إتمام احتراف لاعبه الصاعد محمد صلاح في صفوف بازل السويسري دافعاً للثلاثي الصاعد محمد النني وباسم علي وعلي فتحي لتكثيف البحث عن أي عروض خارج مصر خاصة بعد الأنباء التي ترددت حول اهتمام بايرن ميونيخ الألماني بضم النني من خلال إحدى شركات التسويق، وانتقل أحمد سعيد أوكا على سبيل الإعارة من وادي دجلة إلى ليرس البلجيكي ويأمل إسلام رمضان ظهير أيسر حرس الحدود اكتمال المفاوضات التي دارت معه عبر إحدى شركات التسويق لرحيله للدوري الإنجليزي بعد متابعة مسئولي أرسنال لأدائه في الأوليمبياد، في الوقت الذي انتقل شريف أشرف مهاجم الجونة إلى هلسنكي الفنلندي ويأمل عرفة السيد مهاجم الجونة الرحيل إلى لوزان السويسري الذي طلبه رسمياً وفي هدوء اختار عصام الحضري حارس مرمى الاتحاد السكندري العودة إلى ناديه السابق المريخ السوداني كما رفض محمد زيدان مهاجم ماينز الألماني إغراءات الأهلي وانتقل إلى بني ياس الإماراتي.