«فكرة بمليون جنيه» خارج الصندوق.. والكوميديا أصعب أنواع الفنون تقليص عدد المسلسلات وراءه أسباب كثيرة.. وأتمنى تقديم دور امرأة شريرة على مدار مشوارها الفنى، أكدت الفنانة صابرين أنها تعشق المغامرات والجرأة والتغيير، فقد نجحت فى اختراق حاجز الأدوار الصعبة التى وجدت فيها ضالتها الفنية، فهى تأبى أن تكون فنانة على الهامش، فاقترن اسمها بالأعمال الجادة. طرقت صابرين بابًا يتجنبه العديد من الفنانات، لكن جرأتها وعشقها للتحدى كانا سببا فى قبولها لتجسيد شخصية «أم كلثوم» فى مسلسل كوكب الشرق، تبعته «زينب الغزالي» فى مسلسل الجماعة2، و«حليمة الكبش» فى مسلسل «أفراح القبة» وغيرها من الأدوار التى أدهشت فيها جمهورها بطاقاتها الإبداعية التى لا حدود لها سواء على مستوى اللزمات، أو الإيماءات والتعبيرات أو لغة الجسد. واستكمالا لطريق التحدى، أطلت على جمهورها هذا العام بشخصية كوميدية لأول مرة فى مسلسل «فكرة بمليون جنية»، والذى عُرض فى الموسم الرمضانى الماضى. وأعربت صابرين عن سعادتها بتقديم شخصية «ميرفت» التى ظهرت بها فى المسلسل، والتى حصلت عن تلك الشخصية على لقب افضل ممثلة من حزب الوفد وعلى حد تعبيرها أنها وجدت فى هذه الشخصية قدرا كبيرا من الاختلاف والتنوع التى كانت تبحث عنه حسبما أكدت فى حوارها. التقت «نجوم وفنون» بالفنانة صابرين للوقوف معها على أهم محطاتها الفنية، وكشفت صابرين فى حوارها عن الصعوبات التى واجهتها فى الكوميديا.. فى البداية سألتها قدمتِ مجموعة من الشخصيات المركبة.. وعملتِ مع كتاب كبار مثل نجيب محفوظ ووحيد حامد.. ألم تشعرى بأنها مغامرة لتقديم شخصية ميرفت فى مسلسل فكرة بمليون جنيه؟ كنت أشعر بأنه تحد كبير، خصوصًا أنها شخصية كوميدية وقيادية فى ذات الوقت، لديها حس فكاهى يتجلى فى تعاملها مع أبنائها وفى أدارتها للمنزل، فهى رسالة الأم الطيبة الضحوكة الحنونة، التى تحمل هموم أبنائها ومنزلها دون أن تتسم بالعصبية أو الانفعال. كما أن الأعمال الكوميدية لا تقل أهمية عن الأعمال الدرامية التراجيدية الأخرى. صابرين فنانة تجيد تجسيد الشخصيات.. كيف تحضرين لكل دور؟ أبحث عن مفاتيح للشخصية، وأطلع على أبعادها النفسية والاجتماعية، حتى أتمكن من رسم صورة مبدئية للشخصية فى ذهنى، وأتعمق فى خباياها وتفاصيلها الداخلية وبناءُ عليها أحدد اللوك الخاص بالشخصية. صابرين نجحت فى أدوار «السير الذاتية» فلقبك النقاد ب«المشخصاتية».. كيف نجحت فى ذلك؟ أنا من الشخصيات التى تعشق التحدى والمغامرة، ودافع قبولى لتجسيد «زينب الغزالي» التحدى وسيناريو وحوار الكاتب الكبير وحيد حامد، وعندما بدأت قراءة السيناريو شطبت على اسم زينب الغزالى حتى أستحضر مفردات الشخصية، لكن أم كلثوم كان الوضع مختلف، لأنها شخصية مشهورة وتحظى بحب كبير من الجمهور من مختلف أنحاء العالم، فكان يجب علىّ تقديم الشخصية كما يجب أن يكون، قرأت كثيرا عن أم كلثوم واطلعت على أرشيفها الاجتماعى وعلاقتها بأسرتها وكيف بدأت حياتها حتى أتعمق فى تفاصيلها، ولكى أقتل الرهبة بداخلى تعاملت مع الورق كأنها شخصية عادية وليست مشهورة حتى أستطيع تجسيدها أمام الشاشة. كيف ترين تجربة استدعاء شخصية أم كلثوم على مسرح العلا، بطريقة الهيلوجرام؟ شعرت حينها بطعم النجاح الحقيقى، فترشيحى جاء بناءَ على مسلسل «كوكب الشرق»، سعيدة أننى قدمت عملا يخلد فى أذهان الجمهور، وخير دليل على قولى ترشيحى لتجسيد شخصية أم كلثوم فى حفل هام بالسعودية بعد سنوات عديدة من عرض المسلسل. هل توجد شخصية بعينها تتمنى صابرين تجسيدها أمام الشاشة؟ لا أعلم، على حسب الورق وطريقة تناول السيناريو، الورق هو الذى يحدد وجهتى وليس أنا من أحددها، وهذا ما حدث لى فى شخصية «زينب الغزالى» الذى رفضت تقديمها فى عهد الإخوان، وعندما عرض على الكاتب وحيد حامد السيناريو وافقت عليها لأننى أعجبت بطريقة تناوله للسيناريو والورق شدنى. ما الدور الذى تحلمين به؟ أتمنى القيام بدور شخصية شريرة امرأة قاتلة، أحب هذه النوعية من الأعمال لأنها تتطلب فنانا ذا قدرات تمثيلية عالية. ما تقييمك لمكانة الدراما المصرية على المستوى العربى؟ لا شك أن هوليوود الشرق هى صاحبة الريادة، وهناك حالة من التطور ملموسة سواء على مستوى الإخراج أو التمثيل أو التكنيك، أو من ناحية الورق الذى يحترم فكر المشاهد، مصر كانت وستظل هى صاحبة الريادة الأولى فى القوى الناعمة. بعد حجب عرض مسلسلات رمضان عن اليوتيوب.. هل أثر ذلك على نسب المشاهدة؟ إطلاقا، أعتقد أن هذا القرار صائب لعودة المشاهدين إلى الشاشة الصغيرة ولم شمل العائلة أمام جهاز تلفزيون واحد. فكرة تقليص المسلسلات هذا الموسم.. كيف تريها؟ هناك أكثر من هدف وراء فكرة التقليص أبرزها والأهم تخفيض الميزانيات والنفقات والأجور التى وصلت لمرحلة باهظة، والهدف الاسمى إعطاء فرصة ومساحة أن يكون السيناريو هو البطل وليس اسم الفنان، فهناك أعمال كثيرة كانت تعرض وتباع على القنوات الفضائية باسم الفنان دون النظر إلى المحتوى والجودة، أعتقد أن تقليص عدد المسلسلات سيلزم كتاب الدراما التركيز بشكل أكبر على أعمالهم فى الفترة القادمة، حتى تستقيم لغة الدراما بعض الشىء. وبم تفسرين استياء الجمهور من غياب النجوم الكبار عن رمضان الماضى هل هذا يرجع إلى حالة الافتقار الفنى الموجودة؟ هناك أعمال متميزة عُرضت فى الموسم الرمضانى، لكن إذ تحدثنا عن غياب النجوم الكبار أنا كفنانة صدمت من خروج الزعيم عادل أمام ويسرا ودكتور يحى الفخرانى وليلى علوى وغيرهم فهؤلاء يمثلون عمود الدراما، أو بمعنى أدق حلوى رمضان، الجمهور اعتاد على رؤيتهم مجرد مشاهدة إطلالتهم على الشاشة يبعث التفاؤل ويشعر المشاهد بأجواء رمضان الحقيقية لأن اسمهم اقترن بدراما رمضان، لذا من الطبيعى أن نجد حالة الاشتياق هذا من جانب الجمهور، لكن هذا لا يعيب فى مستوى الدراما المعروضة، فقد اعتدنا منذ زمن بعيد أن هناك أعمال اجيدة وسيئة. وكيف تتعاملين مع الانتقادات التى تطاردك بشأن طبيعة وشكل الحجاب؟ فى الحقيقة الأمر فى البداية كان يغضبنى، لكن بعد ذلك قررت ألا أعير اهتماما بهذه الانتقادات، وأمضى ولا التفت للخلف، علاقتى بربنا خط أحمر لا يحق لأحد الخوض فيها، وليس لأى شخص سلطة على فى اتخاذ قراراتى، وعلى الآخرين أن يتقبلوا الطرف الآخر كما هو خاصة أن ملابسى وحياتى لا تؤذى أحدا، فلماذا نشغل نفسنا بحياة بعض!. أعود بكِ إلى مسلسل «فكرة بمليون جنيه» الذى عرض رمضان الماضى ما الذى جذبك فى شخصية ميرفت؟ مسلسل «فكرة بمليون جنيه» كان فرصة لى للتجديد والتنوع فى أعمالى، لأننى كنت أفكر جديا فى دور خارج الصندوق، وأكثر ما حمسنى لقبول الدور بجانب أنها جديدة ومختلفة وجود المخرج وائل إحسان وطاقم عمل متميز مثل الفنان الكبير صلاح عبدالله وعلى ربيع وسهر الصايغ. ما أصعب المشاهد التى واجهتكِ فى العمل؟ كل المشاهد كانت صعبة، لا أبالغ إذ قلت أن الأعمال الكوميدية من أصعب الفنون لأنه من السهل إبكاء الجمهور لكن من الصعب انتزاع ضحكاتهم ورسم الابتسامة على شفاههم، فيجب أن يكون الفنان صادقا وعفويا فى أدائه وتعبيراته وضبط تون صوته فى المواقف الكوميدية، كل هذه المواصفات يجب أن تتوفر ليس على الفنان فقط بل على الجو الفنى ككل لكى تخرج لقطة كوميدية جميلة. هل كان فى حساباتك مساحة الدور ضمن الأحداث؟ بعض الوقت قد يلاحظ الجمهور ويشعر بمشهد واحد أهم من مسلسل بأكمله، وهو مبدئى فى التمثيل، لا أحسب مساحة أدوارى ولا أقيس الأمور بهذه الطريقة، الأهم بالنسبة لى تقديم عمل يعيش فى ذاكرة الجمهور. ألم تخشى من تقديم شخصية قد تكون بعيدة عن ملامحك التى اعتاد عليها الجمهور؟ كان الأمر صعبا فى البداية، لكن كنت فى حاجة لدور جديد ومختلف أخرج به من دائرة الأعمال الدرامية العميقة التى قدمتها، كنت أقوم بعمل بروفات على اللوك مع الماكيير وبذلنا مجهودا كبيرا للوقوف على ملامح الشخصية، وساعدنى فى ذلك المخرج وائل إحسان.