يصارع صناع الأعمال الدرامية للإنتهاء من أعمالهم قبل الشهر الكريم، وذلك للحاق بالسباق الرمضاني المقبل، ومن بين عدد كبير من المسلسلات الدرامية تخطي ال50 مسلسل تقريباً. تناولت عدد من المسلسلات سير ذاتية لمشاهير راحلين. المفارقة أن مسلسلين من هذه المسلسلات يتناولان حياة شخصيات ذات علاقة وطيدة بالفن، بينما يتناول مسلسلان آخران حياة علماء دين وأشخاص ذات مرجعية إسلامية. في رمضان المقبل سيكون المشاهد على موعد مع سيرة حياة هؤلاء : الفنانة والراقصة الكبيرة تحية كاريوكا، الشاعر التونسي بيرم التونسي، الإمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي والداعية زينب الغزالي. كاريوكا : إختارت الفنانة وفاء عامر أن تضع نفسها في امتحان صعب طالما بعد عنه أغلب الفنانين، إختارت أن تجسد شخصية فنية أثرت في خيال الكثير من الجمهور، بأعمالها الفنية وسيرة حياتها الثرية، إختارت عامر أن تجسد الفنانة والراقصة الكبيرة تحية كاريوكا. كانت الفنانة وفاء عامر قد قدمت من قبل شخصية الملكة نازلي في مسلسل الملك فاروق، كما قدمت دور والدة الرئيس السابق جمال عبدالناصر في عدد من المشاهد القليلة بمسلسل ناصر. لكنها هذه المرة تدخل في تحدي جديد تماماً، ويكمن الإختلاف أن أدوار السير الذاتية التي قدمتها عامر مع إختلاف كبر حجم الدور من صغره إلا أنها لم تكن تؤدي الدور الرئيسي بالعمل، وبالتالي فأن التركيز علي أدائها لم يكن كبير حتي مع إمتداح أدائاتها هذه، إلا أن التركيز على أدائها وهي تقدم شخصية تحية كاريوكا التي كانت سيرة حياتها ثرية ومسار لجدل كبير، سيكون كبير هذه العام وربما تُوضع في مقارنة مع ممثلات قدمن سير ذاتية لفنانات راحلات مثل صابرين وسولاف فواخرجي، فهل تكون عامر على قدر التحدي ؟! هذا ما سنراه بعد أقل من شهر. أهل الهوي : ربما لا يكون فاروق الفيشاوي من نجوم الصف الأول الذي تتهافت القنوات الفضائية على عرض أعماله على شاشاتها في رمضان، لكن المؤكد انه يقدم أعمال فنية جيدة، مستوي ثابت كل عام، وأداء متميز. هذا العام إختار الفيشاوي شخصية الشاعر الكبير بيرم التونسي ليقدمها على الشاشة، أو قد تكون الشخصية هي من إختارته، ربما تكون ملامح الوجه والصفات الجسدية قريبة بعض الشئ، لكن لن يعول عليهما الفيشاوي الكثير، حيث ينتظر منه الجمهور الكثير، فبالرغم من أن ما يُعرف عن حياة بيرم التونسي ليس بالكثير، إلا أن هناك دائماً علاقة عاطفية تجمعه بالجمهور المصري، تجدها في غناء أم كلثوم لأحد أشعاره، أو في بعض الملامح القليلة التي وصلتنا عنه من دوره في مسلسل أم كلثوم، وعشقه لمصر ورغبته في الحصول على الجنسية كلها أشياء تجعله في مكانة مقربة من الجمهور لا يريد الفيشاوي ان لا يكون على قدرها. على الهامش : إيمان البحر درويش أيضاً على موعد مع الجمهور هذا العام من خلال نفس المسلسل حيث يجسد شخصية جده الشيخ سيد درويش، يخشي عليه البعض من مقارنة مع الفنان الراحل كرم مطاوع، أبرز من لعب شخصية الشيخ سيد في عمل فني، لكن ثقة إيمان البحر درويش في الحديث عن الشخصية وكونه أقرب الناس إليها تمنحنا بعض الإطمئنان إلي أنه سيقدم شيئاً جيداً هذا العام. الإمام الغزالي : لا شك أن محمد رياض هو واحد من أبرز الفنانين الذين جسدوا شخصيات دينية في أعمال فنية، بل وأقربهم إلى قلب المشاهد وعقله فمن الإمام الترمذي مروراً بعصر الأئمة، إنتهاءً بابن حزم نجح بشكل كبير في إثبات موهبته في تجسيد الشخصيات الدينية، ليس هذا فحسب بل إنه قدم أيضاً أدوار أقل حجماُ في عمر بن عبدالعزيز، وهارون الرشيد، كما نجح في تقديمه لشخصية الروائي المصري الكبير يوسف السباعي في مسلسل فارس الرومانسية، جميعها أدوار تجعل طريقه ممهد هذا العام للمرور بسهولة إلى قلب المشاهد، ومع ذلك فأنه يجب أن يعي أن المشاهد دائماً ما يكون في إنتظار المزيد من نجومه المفضلين. أم الصابرين (زينب الغزالي) : الفنانة رانيا محمود ياسينتقدم هذا العام شخصية تمثل تحدي لرانيا خاصةً وأنها لم تقدم من قبل عمل عن سير ذاتية، وتحاول رانيا هذا العام إثبات قدراتها التمثيلية، وإثبات أنها ممثلة قادرة على تجسيد أي دور والوصول به للمشاهد وإقناعه.
