"أخيرا النظام القديم يتهاوى".. بهذه الجملة بدأ د. محمد المهدي ، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، تعليقه على القرارات المفاجئة التي أصدرها د. محمد مرسي رئيس الجمهورية أمس، والتي وصفها بأنها قرارات خطيرة تستدعي يقظة وانتباها خاصة وأنها تصيب رؤوسا طالما خشي الناس من الإقتراب منها أو استثارة غضبها , واعتبرها شجاعة هائلة من الرئيس مرسي لأنه بذلك يخرس الأصوات التي وصفته بالضعف والتردد والتخاذل على مدى شهور، والأقلام التي قالت عنه "الرئيس الفاشي والرئيس الخادم والرئيس العميل والرئيس المرمطون" وغيرها من الأوصاف التي يرى استحقاق قائليها للعقاب القانوني والأخلاقي لأنهم لم يتعدوا فقط على شخص الرئيس مرسي ولكن تعدوا أيضا على رمز الدولة المصرية وعلى رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة. ويتساءل المهدي في تصريحاته لبوابة الوفد الالكترونية: لست أدري ماهو موقف الذين تطاولوا على الرئيس مرسي في الفترة الماضية وقالوا عنه أوصافا ليست فقط تخرج عن حدود اللياقة المهنية لهم كإعلاميين وإنما تخرج حتى عن الحدود الأخلاقية والقانونية؟ ما موقفهم الآن بعد هذه القرارات الشجاعة التي تعبر عن إرادة الشعب وعن روح الثورة الحقيقية؟ ومنهم من لم يكتف بسب الرئيس وقذفه بل حرض على قتله بشكل خسيس ومناف لأي حس إنساني سوي. هؤلاء كانوا يتحركون بنزعات عنصرية بغيضة ترفض الرجل وكل ما يأتي منه حتى ولو كان صوابا , وكانوا يقومون بدور كبير لخدمة الثورة المضادة على الرغم من ادعاءاتهم بنصرة ثورة 25 يناير . ويتابع: ألمح الفرحة في وجوه كل من ألقاهم بعد أن أذيعت قرارات رئاسة الجمهورية بتقاعد المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان وغيرهم من القيادات العسكرية , ومن قبلهم عزل رئيس الحرس الجمهوري ومدير المخابرات العامة وقائد الشرطة العسكرية. وتوقيت هذه القرارات كأنما يشير إلى مسئولية البعض (بشكل مباشر أو غير مباشر) عن حادث نقطة رفح الحدودية الذي شكل طعنة مؤلمة للعسكرية المصرية وللدولة المصرية وللشعب المصري بأكمله . إنها بكل معنى الكلمة قرارات تحقق أهداف ثورة 25 يناير وتجعل الشهداء يسعدون بتضحياتهم من أجلنا. ويطالب المهدي الرئيس مرسي بتغيير النائب العام وبقية القيادات القديمة خاصة المحافظين ورؤساء المدن والمجالس المحلية لتكتمل المنظومة التي تتحرك نحو تحقيق أهداف الثورة (حقا وصدقا) , وذلك لعرقلة خطة المناهضين والمعادين للثورة الذين يحاولون إحباط كل محاولة لمؤسسة الرئاسة أو للحكومة لإصلاح أحوال المواطنين كي يكفروا بالقيادات الجديدة ويترحمون على أيام مبارك ويتمسكون بالمجلس العسكري وبالنظام القديم . وعن اختيار عبد الفتاح السيسي خلفا للمشير طنطاوي يعلق: جميل أن يكون وزير الدفاع في سن الشباب ليعبر عن روح الثورة وعن نبض الحياة الجديدة الذي لا يعرفه من شاخوا في السلطة وتيبست مفاصلهم في ظل النظام القديم. وقد أحسن الرئيس حين منح المشير ورئيس الأركان قلادة النيل تقديرا منه لدورهم في مراحل الثورة , وهذا أمر مشكور , فقد وقف الجيش المصري موقفا مشرفا حمى الثورة وحقن الدماء , ولكن هذا لا يمنع المحاسبة القانونية على أخطاء ارتكبت تستدعي تقديم ملفات أمام قضاء نزيه يضع الأمور في نصابها ويحاسب كل من تسبب في قتل الثوار أو محاولة وأد الثورة أو وضع البلاد في حالة فوضى أو ارتباك . وينهي المهدي حديثه محذرا: الأمر في حاجة إلى تأييد شعبي واسع للرئيس حتى ترتدع القوى المضادة للثورة , والتي ربما تحاول أن تثير فتنا أو توقظ صراعات أو تحرض على تمرد أو انقلاب هنا أو هناك , فالرئيس المنتخب يعبر عن إرادة شعبية طالما طالبت بتغيير واسع , ولم يكن الناس يحلمون بمثل هذا المستوى في التغيير بمثل هذه السرعة والجرأة , ولكنها الأقدار وشجاعة صاحب القرار , والحذر الحذر من الثورة المضادة التي مازال لها أذيال تتحرك هنا وهناك .