طابت وآن الأوان طلي وحلي الستاير نور الأشاير يبان وارخي الضفاير مناير فوق المكان والزمان مصر الشباب العزيزة قامت وكان اللي كان * * * مصر اللي خاضت ليالي بحر الضلام الرهيب تكتر عليها المبالي تزعق ولا من طبيب شافت بلاها ودواها بعيون شبابها النجيب تسلم عيون الأطبا ويعيش حكيم الزمان الغنوة دي اتكتبت واتلحنت في معتقل القلعة في الزنزانة رقم سبعة في المنطقة الفوقانية وكان الضابط النبتشي اسمه الرائد زكريا عمار وأثناء ما بيغنيها المرحوم الشيخ إمام وأنا لمحت أبو الزيك واقف علي باب الزنزانة وعلي محياه ترتسم ابتسامة بلهاء ماقدرتش أفهم معها هو موقفه إيه من اللي بيسمعه لحد ما انصرف بسلام غير مأسوف عليه، ولكن بعد حوالي ساعة: بعدها جانا المخبر عبدالعزيز وقال لنا زكريا بيه عاوزكم يامولانا فرد الشيخ إمام علي الفور: ياسيد عبدالعزيز انت ابن بلد وبتفهم تقوم تخرجنا من المغني بالخبر المنيل ده؟ وأمام الحاج المخبر عبدالعزيز تأبطت ذراع الشيخ إمام باتجاه مكتب »ضابط عظيم، وأول ما دخلنا استقبلنا زكريا بيه بنفس الابتسامة البلهاء وأمر المخبر يعمل لنا اثنين شاي وقال للشيخ إمام: حلو النشيد ده ياشيخ إمام. ورد الشيخ إمام بلهجة عدوانية حلو إزاي يعني فقال زكريا بيه بأستذة أهو شوف أهو ده مافيهوش شتيمة للريس أو المسئولين ماله ده؟ وقال الشيخ إمام متهكماً يمشي يعني؟ قال له: دا مش يمشي وبس دا يجري كمان * * * وانضمت هذه الأغنية الي أخواتها في المخزن العمومي المتمترس في ذاكرة المرحوم الشيخ إمام يستدعيها حينما يشاء ويغنيها وقتما يريد وكنت أطلبها منه دائماً رغم عدم تحمسه لها وكذلك كان يداعبني حينما يبدأ عزف المذهب قائلاً: حبيبتك يابوالنجوم.. قابل وذات مرة سألني هما فين الشباب دول يابوالنجوم؟ قلت مداعباً: انت برضه لسه ماشفتهمش يا إمه فقال بلهجة شبه يائسة أنا اللي شايفه دلوقتي شباب ضايع اللي قادر منهم بيشم كوكايين وبلي أزرق والمتوسط ب؟؟ والكحيتي بيضرب بانجو والبطالة طاحنة الجميع. قلت له: ده بالنسبة للجيل ده وانت مش من حقك تسحب خيبة جيل ع الجيل اللي باعده. ضحك وقال: بركاتك ياشيخ نجم.. يسمع منك ربنا. قلت له: يا إمام دانت فلاح وعارف ان الست المصرية تقول لها صباح الخير تحبل مساء الخير تولد.. احنا عارفين بقي المرة دي حنولد إيه؟ وانفرجت أساريره عن ابتسامته الجميلة وقال طب ياسيدي ربنا يبشرك بالخير وروح يازمان وتعالي يازمان ورحل الشيخ امام رحمة الله عليه قبل أن يري رهاني يتحقق بهذا المشهد التاريخي الرائع في ميدان التحرير الذي كان اسمه »ميدان الاسماعيلية« الذي كان يستقبل يومياً مظاهرات الشعب المصري العظيم ضد الوجود البريطاني علي أرض مصر المحروسة وكان مبني الجامعة العربية أو »دار المسنين« كما كان يسميها المرحوم ابراهيم منصور وأيضاً فندق النيل هيلتون والمبني المجاور له من جهة المتحف كل ده كان معسكرا إنجليزيا تحوطه الأسلاك الشائكة وكنا كلما رأينا جنود الاحتلال منتشرين في المعسكر نهجم عليهم بالطوب والزلط فيتسارعون بالاختباء خلف البنايات المتناثرة داخل المعسكر واحنا وراهم بالطوب ياللا ياولاد...... وإلي الحلقة القادمة أحمد فؤاد نجم