ساعات قليلة تفصلنا عن بداية العام الهجري الجديد عام 1441، إذ يعد مناسبة خاصة لجميع المسلمين في شتى بقاع الارض، لما يحمله من آمال وطموحات جديدة لديهم للتقرب إلى "الله" عز وجل، ولكن بداية السنة الهجرية غير مرتبطة بهجرة الرسول "محمد" صلى الله عليه وسلم التي كانت في 22 من شهر ربيع الاول من مكة إلى المدينةالمنورة. ويرجع تسمية الشهور الهجرية إلى العصر الجاهلي قبل الاسلام ولاسيما قبل البعثة النبوية ب 150 عامًا، إذ اجتمع العرب آنذاك ب"كلاب بن مرة" جد النبي "صلى الله عليه وسلم"، في موسم الحج وطلب من رؤساء القبائل أن يتفقوا على مسميات للشهور؛ نظرًا لانها كانت تختلف مسمياتها من قبيلة إلى أخرى. وبالفعل اتفق العرب على تسمية الشهور الهجرية بناءًا على ارتباطها بفصول السنة أو طبيعة المناخ وأيضًا بطبيعة الحياة البدوية والحروب القبلية، إذ نقل ابن الجوزي أن الشهور كلها لها أسماء غير الاسماء الاسلامية الحالية؛ فقد سمي محرم باسم بائق، وصفر نفيل، وربيع الاول طليق، وربيع الاخر ناجز، وجماد الاول أسلح ، وجماد ثاني أفتح، ورجب أحلك، وشعبان كسع، ورمضان زاهر، وشوال بط، وذو القعدة حق، وذو الحجة نعيش. ولكن بعد الاسلام سميت الشهور الهجرية بأسماء مختلفة حيث جاءت بداية التأريخ الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ يقال إنه في السنة السابعة عشرة للهجرة، ورد خطاب إلى أبي موسى الأشعري مؤرخًا في شعبان، فأرسل إلى الخليفة عمر بن للخطاب رضي الله يقول له "يا أمير المؤمنين، تأتينا الكتب وقد أرخ بها في شعبان، ولا ندري أي شعبان هذا، هل هو في السنة الماضية؟ أم في السنة الحالية؟. وقال محمد بن سيرين، إنه قام رجل إلى عمر فقال: أرخوا، فقال عمر: ما أرخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم في شهر كذا من سنة كذا، فقال عمر: حسن، فأرخوا، فاتفقوا على الهجرة ثم قالوا: من أي الشهور؟ فقالوا: من رمضان، ثمّ قالوا: فالمحرم هو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام، فأجمعوا عليه، وبالتالي تم تسمية أول شهر من السنة الهجرية باسم محرم. ويعد شهر محرم أول أشهر السنة الهجرية حيث سمي بهذا الاسم لكونه شهرًا محرمًا، ومن الأشهر الحرم الأربعة، وهي التي لا يستحل فيها المسلمون القتال. ويعتبر شهر صفر ثاني أشهر السنة الهجرية وسمي بذلك لأن ديار العرب كانت تصفر خلاله، أي تخلو من أهلها، لخروجهم فيه بحثًا عن الطعام والرزق بعد انتهاء الشهور الحرم، كما كانوا يسافرون هربًا من حر الصيف. ربيع الاول وربيع الثاني جاءت تسميتهم بهذا الاسم نظرًا لانه جاءت تسميتهم في فصل الربيع. كما سمي شهري جماد أول وجماد ثاني بهذا الاسم وذلك لانه جاءت تسميتهم في فصل الشتاء وفيه يتجمد الماء. وقد سمي شهر رجب بهذا الاسم لانها تعني العظمة، وهو من الاشهر التي حرم فيها القتال. شعبان سمي هذا الشهر بذلك الاسم نظرًا لان المسلمون في هذا الشهر يتشعبون ويتفرقون إلى قبائل للحرب والقتال بعد الاشهر الحرم محرم ورجب. رمضان يعد من أعظم شهور العام الهجري وذلك لانه نزل فيه القرآن الكريم ويصوم المسلمون ويتقربون فيه لله عزوجل، وقد سمي بذلك لانه جاء في وقت الرمضاء وهي فترة شديدة الحرارة. شوال وهو شهر عيد الفطر المبارك، حيث تتشول الابل أي تنقص لبنها وتجف وبالتالي جاءت التسمية. ذو القعدة جاءت تسميته بذلك الاسم لان المسلمين يقعدون فيه عن الترحال والغزو وهو من الاشهر الحرم. ذو الحجة وهو آخر شهر في السنة الهجرية وفيه يوم عرفة وعيد الاضحى، وقد سمي بذلك لان فيه موسم الحج ويذهب فيه المسلمين إلى المملكة العربية السعودية قاصدين فيه بيت الله الحرام.