ليلة سوداء وعاشها ملايين المصريين مساء الأحد الماضي بعد الإعلان عن استشهاد 16 ضابطاً وجندياً مصرياً علي الحدود في رفح. وبالطبع هرول الملايين علي الشاشات بحثاِ عن الجديد في تلك الأحداث المثيرة فلم يجدوا علي شاشة التليفزيون المصري بكافة قنواته باستاد قناة النيل للأخبار سوي مسلسلات الكوميديا والألفاظ الخادشة للحياء. ومسلسلات النكد، وكأن البلد لم يحدث فيه أي حاجة، لا شهداء ولا جرحي. واستمرار الإذاعة المصرية أيضاً في تقديم المسلسلات والبرامج الرمضانية خطأ إعلامي كبير جداً أو تساءل أين وزير الإعلام الجديد صلاح عبدالمقصود في أول تجربة يمر بها طبعاً معندوش أي خبرة ولم يستطع حتي مجرد توجيه المسئولين لتغطية الحدث بالشكل اللائق. رغم ان المسألة لا تحتاج لأي خبرة سابقة كارثة مرت بالبلاد هناك بديهات في عالم الإعلام، يتم تنفيذها لكن الوزير الجديد قليل الحيلة والخبرة لم يستطع أن يتعامل مع هذا الحدث بعد أيام قليلة من توليه الوزارة. توجهنا بتلك الاتهامات لرئيس الإذاعة والتليفزيون ولماذا لم تظهر أي علامات علي الشاشة توضح أن البلاد في محنة؟ سألنا إسماعيل الششتاوي رئيس الإذاعة عن عدم تعامل الإذاعة مع الحدث بالشكل الكافي. فأكد أن الإذاعة تعاملت مع حادث رفح الإرهابي بمنتهي الحرفية والمهنية. وبمرد الإعلان عن حدوث تلك المأساة المروعة علي أرض سيناء، أصدرت قراراً فورياً بمنع إذاعة أية أغنيات عاطفية وإلغاء البرامج الفكاهة وتم بالفعل عمل تغطية للأحداث من خلال مراسلينا في شمال سيناء. وأذيعت جميع الرسائل طوال الليل علي جميع الشبكات يعني الإذاعة موجودة وتغطي الأحداث ولا تتقاعس أبداً. وأكد أنه لم يغادر الإذاعة إلا في الثانية بعد منتصف الليل واستمرت تغطية المراسلين عدة ساعات منذ وقوع الحدث حتي فجر اليوم الثاني. وإذاعة كافة الرسائل للمراسلين الذين كانوا في موقع الحدث. وأكد الشتشاوي استمرار إذاعة جميع المسلسلات والبرامج الرمضانية وقال لا مانع أبدا من إذاعة المسلسلات جميعها اجتماعية ليس فيها رقص وغناء والبرامة الإذاعية هادفة وجادة. وقال بدأنا من الأمس في أن تكون الأغاني بالإذاعة عبارة عن قصائد وأغان وطنية ودينية بالطبع. بدأنا هذا حتي قبل إعلان الحداد. ظهر الاثنين الماضي، وعلي العموم الإذاعة تعطي لكل حدث ما يستحقه من اهتما، ومراسلي الإذاعة موجودون في جميع محافظات ومدن الجمهورية وعلي فكرة الإذاعة ستظل أسرع وأسهل وسيلة إعلام، مهما تعددت القنوات الفضائية. وقال الششتاوي أرجو من الناس عدم الخلط، أنا كرئيس إذاعة سلطتي علي شبكات الإذاعة المصرية والإقليميات والموجهات وإذاعة الأغاني، لكن ليس لدي أي سلطة علي الإذاعات الخاصة لا من قريب ولا من بعيد ولا شأن لي بما يقدمونه، وليس كل صوت عبر الأثير مسئول عنه إسماعيل الششتاوي. توجهنا بنفس الاتهامات وربما بشكل أكثر حدة لعصام الأمير رئيس التليفزيون وتحدث بمنتهي الواقعية، قلنا له التليفزيون الرسمي كان بعيد تماما عن الأحداث كل شيء كما هو برامج ومسلسلات وكأن شيئاً لم يكن. قال عصام تابعنا الحادث وخصصنا حلقة برنامج ستوديو 27 لمناقشة هذا الموضوع وتغطيته مع مراسلينا في جنوبسيناء، وأيضا حلقة برنامج دفتر أحوال مصر، وتم ضم الفضائية المصرية علي قناة النيل للأخبار لتغطية الأحداث طوال ليلة الأحد.. وقلنا له هذا لا يكفي، الحدث كان جسيماً. ورد عصام الأمير مفيش قنوات فضائية غطت هذا الحدث بالشكل اللائق لانشغالها بعرض المسلسلات والبرامج. فلماذا التركيز علي التليفزيون المصري قلت له: أنت ترأس تليفزيون الدولة الرسمي وعليك مسئولية قال لم أتقاعس في التغطية غطينا الحدث بالشكل اللائق في ستوديو 27. وعلي فكرة الموضوع شائك وحساس. والمعلومات لم تكن متوفرة حتي اختيار الضيوف في البرامج يتطلب عناية وتركيزا شديدا. قلت له هل من الممكن وقف عرض المسلسلات في فترة الحدود. قال مستحيل نحن مرتبطون بعقود لعرض هذه المسلسلات ولن نستطيع التوقف عن عرضها وقال بواقعية لو فرض وأوقفنا عرض المسلسلات هل سيتحمل المشاهد أن يبث التليفزيون الرسمي علي مدي 7 أو 8 ساعات أفلام تسجيلية وأغاني وطنية. نعم إن تليفزيوننا حكومي ولكن لا تستطيع بقرار أن توقف عرض المسلسلات ونخسر عشرات الملايين. وأكد أمير نتعامل مع الموقف بشىء من الحرص لعدم توافر المعلومات، وفي تلك الأحوال يجب التدقيق الشديد في اختيار الضيوف الذين يظهرون علي شاشة التليفزيون. وأعتقد ان ضم الفضائية المصرية علي قناة النيل للأخبار وضع التليفزيون في بؤرة الأحداث وذلك حتي الساعات الأولي من فجر يوم الاثنين.