1 نظرياً ، من هو الأجدر على إدخال السلاح إلى سيناء أو تسهيل دخوله ؟ مصر وتحت بصرها ثم إسرائيل ثم إعادة تصديره من غزة ، ثم من مصر عبر التهريب. وعند مصر وعبر التهريب ، يصعب ذلك عبر معابر القناة إلى سيناء ، وخاصة فيما يخص السلاح عال التقنية ، أما عبر السواحل سواء المتوسط أو خليج العقبة أو خليج السويس ، أظن يصعب ذلك لكن ليس لدىَّّ تقديراً تحليلياً بشأنه. أما عبر مصر وتحت بصرها ، فهو مستحيل ، ولكننا وضعناه نظرياً. 2 من وراء العملية الأخيرة الأحد 17 رمضان 5 أغسطس 2012 ، مع العلم أننى لا أنفى إمكانية أن تكون الآداة التنفيذية ، خلية إرهابية مصرية أو فلسطينية أو مشتركة ، ولكن لا أستبعد أيضاً أن تكون بدوية إسرائيلية أو درزية إسرائيلية؟ الأمر الوحيد الذى يُصعب عندى أن تكون الخلية «إسلامية» ، مصرية كانت أو فلسطينية ، هو أن فى التخطيط لهذه العملية ، إستهداف القوات المصرية كان حتمياً. فإن كانت «إسلامية» ، فهى مشوشة فكرياً تماماً أو مخبولة. أما ما أدخل فى نطاق تحليلى ، أن تكون تابعة للجيش الإسرائيلى بدوية أو درزية ، فهو أمور ثلاثة: 1 تنفيذ هذه العملية ، أيسر على إسرائيل مقارنة بكونها عبر غزة أو عبر رفح المصرية ، كما أنها جاءت متميزة. 2 إستهداف القوات المصرية. 3 التضحية بالبدو أوالدروز بينما التضحية باليهود أظنها مستحيلة ، عندما تم تدمير المركبة العسكرية المصرية المختطفة بمن فيها من أفراد الخلية ، بعد المعركة «الرفيعة» المفاجئة الخاطفة ، وما توفر لها بالتأكيد من دعم معلوماتى وتقنى كذلك ، إبتدائى وأثناء العملية ، أظنه رفيعاً ، وتوجيه ، ومتابعة. أما ما يستفز حقاً تفكيرى ، فهو إعلان إسرائيل التحذيرى قبل يومين من العملية ، عن احتمال حدوث شيئٍ ما ، كما لا يغيب أيضاً عن خلدى أن تكون إسرائيل هى الفاعل رداً على ما تقدمه مصر من سنوات عديدة من تسهيلات نوعية لغزة ، وأنها تريد أن تصل لنا هذه الرسالة. صحيح أن سبق لإسرائيل أن حذرت فى السنوات الماضية عن أحداث ستقع ، ولم يحدث شئٌ ، ولكن لماذا لا يكون ذلك فى الأطر التكتيكية؟ بالتأكيد ، لا أنفى أى احتمالات أخرى وجهات أخرى ، ولا يجب أن ننفيها ، وإلا نكون سفهاء أو رعناء ، ولكن علينا أن نبحث عن خطوط الإتصال والتواصل على الأرض ، ونبحث عن المنابع المحططة والمدعمة ، وكذلك أوجه الإختراق الخارجى الممكنة للخلايا حال وجودها فى سيناء. كل ما تقدم ، لا يمنعنا من إيجاد الحل الأمنى لسيناء والسيطرة عليها وسد المنافذ الداعمة لهذه العمليات التخريبية ، كما أن غلق الأنفاق الغزاوية / السيناوية ، أصبح واجب فورى ، وخاصة أن دعمنا لغزة لن يتوقف أبداً بإذن الله ، لأسباب إستراتيچية. أما ما يحدث فى بعض إعلامنا الآن وأنا أكتب هذا المقال وأستمع إليه ، هو غباء شديد وسذاجة سياسية فجة وتشويش طفولى من مراهقين أو مغرضين ، سواء كان يستهدف رئيس الجمهورية ويقلل مما اتخذه ، أو كان محرضاً على «اللهوجة» والتحريض على ردود الأفعال السريعة. محسن صلاح عبدالرحمن