أثار الهجوم المسلح علي معبر «الحرية» بسيناء ومقتل العشرات من جنود حرس الحدود المصرية أمس جدلاً واسعاً بين خبراء الامن والسياسة الذين وضعوا ثلاثة سيناريوهات للحادث: الاول انه مخطط اسرائيلي احتجاجاً علي فتح معابر غزة، والسيناريو الثاني لادانة رموز النظام السابق أو من أطلق عليهم «الطرف الثالث» للتأكيد علي أن الاطاحة بمبارك سينتج عنه توتر العلاقات «المصرية - الاسرائيلية»، أما السيناريو الثالث فيري ان وراء هذه العملية الارهابية الحركة الجهادية السلفية لإجبار المجلس العسكري للعودة الي ثكناته وتخليه عن النزاع علي السلطة. من جانبه أدان الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث السياسي بمركز الاهرام الاستراتيجي الهجوم المسلح علي سيناء ومقتل العشرات من الجيش المصري علي الحدود واصفاً ما حدث بأنه حادث خطير جداً، مضيفاً: «كنا نتوقع وقوع مثل هذه الاحداث في الفترة الحالية خاصة بعد أحداث دهشور والهجوم علي أبراج نايل سيتي» مضيفاً أن هناك سياريوهين لتفسير هذا الحادث الاجرامي الاول ان الحادث يقف وراءه جهاز المخابرات الاسرائيلية، مشيراً إلي ان «المخابرات الاسرائيلية تدير أحداث عنف بسيناء بهدف حدوث تعديلات علي تواجدها علي الحدود المصرية ومرجحاً أن تكون المخابرات الاسرائيلية دربت عناصر من البدو للقيام بهذه العمليات. والسيناريو الثاني أن تكون جهات مرتبطة بالنظام السابق والرئيس تريد أن تؤكد أن الاطاحة بمبارك سينتج عنها توتر في العلاقات «المصرية - الاسرائيلية» كمحاولة لإظهار فشل الدكتور «مرسي» في تحقيق الاستقرار الامني لمصر مستخدمين عناصر ارهابية أو جهادية أياً كانت لتنفيذ هذا الحادث. علي جانب آخر استبعد الدكتور عبدالله الاشعل مساعد وزير الخارجية الاسبق ان حماس لها علاقة بالحادث علي الحدود المصرية - الاسرائيلية مؤكداً انه لا مصلحة لفلسطيني واحد في القيام بذلك علي الاطلاق خاصة بعد فتح الدكتور «محمد مرسي» المعبر لتقديم المعونات لهم. وأشار الي أن السبب الاول في هذه الكارثة هو تراخي أجهزة الامن وترك سيناء بسبب الانشغال بالصراع علي السلطة. ووصف «الاشعل» ما حدث ب«المؤامرة» الاسرائيلية علي مصر لاعتراضها علي الحكم الاخواني في مصر لتظهر الدولة بأنها غير قادرة علي حماية سيناء وبالتالي من الضروري التدخل الاسرائيلي للمشاركة في الحماية!. من جانبه قال اللواء الدكتور محمد مجاهد الزيات، الخبير في الامن القومي أن ما حدث في سيناء هو رسالة سياسية بعد انفتاح مصر وتحسن علاقتها مع غزةوايران بعد وصول الدكتور محمد مرسي للرئاسة في محاولة للضغط لتحجيم تلك العلاقات مرة أخري. وأشار «الزيات» الي أن الاحداث تتماشي مع تصريحات وزير الدفاع الامريكي أثناء زيارته للدكتور محمد مرسي والذي تحدث فيها عن أهمية ضبط الحدود ووقف عمليات تهريب السلاح التي تهدد الامن الاسرائيلي مما يلفت أنظارنا الي تخطيط مسبق لتدخل اسرائيل في حماية سيناء!. في نفس السياق حذر الخبير الامني اللواء طلعت أبو مسلم ان الاوضاع في سيناء أصبحت غير مستقرة وأن هناك شيئاً ما يدبر من قبل عناصر تعلن عن نفسها بين الحين والآخر وهو ما يمثل خطراً علي الامن القومي المصري. ورأي «أبو مسلم» ان الحديث عن وجود ايران في سيناء لا نستطيع نفيه أو تأكيده خاصة ان مصر يعيش بها ايرانيون وقد يذهبون لسيناء ويشاركون في أي عمليات وقد لا يحدث هذا وكذلك الحديث عن وجود أفراد من تنظيم القاعدة وهو الاحتمال الاكبر والاكثر دقة. وقال «مسلم» ان الحديث الذي تم ترويجه عن امارة اسلامية في سيناء تعامل معها البعض بنوع من «السخرية» أو عدم الاهتمام «لكن عندما يصل الامر الي وجود تنظيمات تصنف نفسها بالجهادية فلا نستطيع استبعاد الموضوع أو التعامل معه باستخفاف» لان عواقب الحادث يمكن أن تفرض علينا تدخل الاسرائيليين في حماية سيناء وهذا ما لن يقبله أحد!. وأكد ان معاهدة السلام مع اسرائيل في حد ذاتها تقيد التحركات المصرية في سيناء، مشيراً الي أن الانفتاح مع غزة يُعد أمراً ايجابياً ولكن في حدود ألا يؤثر ذلك علي الامن القومي المصري. ومن ناحية أخري حذر المستشار «محمد حامد الجمل» رئيس مجلس الدولة الاسبق من الصراع «العسكري الرئاسي» الذي أدي بنا الي الهجوم المسلح علي سيناء. واستبعد «الجمل» تدخل اسرائيل في هذه العملية الارهابية، قائلاً «هناك جماعات ارهابية تهدف الي زعزعة الاستقرار في مصر مضيفاً انها عناصر من التيار السلفي الجهادي المتشدد الذي يطمح لعودة الجيش الي ثكناته لترك السلطة نهائياً».