شن صحفيون وسياسيون وفنانون هجوماً علي جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لها متهمين إياها باتباع نفس سياسة النظام البائد في السيطرة علي المؤسسات الإعلامية خاصة الصحف القومية واتحاد الإذاعة والتليفزيون في الوقت الذي تسعي فيه اللجنة التأسيسية للدستور لفرض عقوبة الحبس في قضايا النشر. جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقد بنقابة الصحفيين مساء أمس الاحد تحت عنوان "حرية الصحافة في خطر" للرد علي استمرار لجنة مجلس الشوري في اختيار قيادات رؤساء تحرير الصحف القومية وسيطرة غالبية أنصار جماعة الإخوان ذات الأغلبية في المجلس علي المؤسسات. وقال جلال عارف نقيب الصحفيين الأسبق: إن الجماعة الصحفية لن تقبل بأن تدار المؤسسات الصحفية من قبل جماعة الإخوان المسلمين مثلما تدار معامل الطرشي أو محلات التوحيد والنور– علي حد تعبيره. وأشار إلي أن القضية لا تتعلق ببقاء أو رحيل رؤساء تحرير إنما باختطاف الصحافة والإعلام وكأن الحزب الوطني قد ورث سياساته لجماعة الإخوان التي تخلط الحق بالباطل - علي حد قوله. وأكد عارف أن أي فصيل سياسي أو تيار ديني ينتقص من حرية الصحافة سيلحقه العار مثلما لحق بغيره وكان سبباً في إبادة النظام السابق في الوقت الذي انتقد فيه حكومة الدكتور هشام قنديل، قائلاً: "دي حكومة نصفها فلول واللي هيتكلم منهم عن الفلول يبقي من حقنا نعمل اللي إحنا عايزينه والإخوان يعتقدون أنهم اختطفوا الثورة لكنها ستعود للثوار الحقيقيين". ووصف الأديب جمال الغيطاني الهجمة التي تتعرض لها حرية الصحافة والإعلام بأنها مخطط لتغيير الهوية المصرية واحتلال البلاد داخلياً من قبل جماعة معينة قائلاً: "مصر تواجه خطر سقوط الدولة وما يحدث الآن احتلال بكل المقاييس بل أن الاحتلال كان رحيماً بالبلاد واضاف إليها في بعض الوقت". ودعا الغيطاني جموع الصحفيين إلي عقد مؤتمر عام لمناقشة تداعيات الموقف مقترحاً إضراب جميع الصحف عن الإصدار في أحد الأيام لتكون سابقة لم تحدث من قبل حتي يشعر الشعب المصري بالمخاطر التي تتعرض لها حرية الصحافة منتقداً سعي الإخوان للتخلص من الاقلام الشريفة وقد ظهر ذلك مؤخراً من خلال مطاردة بعض القنوات الفضائية - علي حد قوله. وأعرب الغيطاني عن استيائه الشديد من التصريحات المتتالية للمهندس فتحي شهاب الدين رئيس اللجنة المشكلة من مجلس الشوري لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية قائلاً: "أشعر بالإهانة كلما تحدث هذا الرجل الذي لاعلاقة له بالمهنة والصحافة وهذا الوضع قامت ضده الثورة". وقال الكاتب الصحفي نبيل زكي: إن مجلس الشوري الذي يتحكم الآن في اختيار رؤساء التحرير لم ينتخبه المصريون لأن نسبة التصويت فيه كانت 6% وهو ما يعني رفض الشعب له كما أنه مطعون في شرعيته ولم يكتمل النصاب القانوني له وسيكون له نفس مصير مجلس الشعب وبالتالي فإن جماعة الإخوان تسعي للحاق بالوقت وفرض السيطرة علي المؤسسات الصحفية قبل حل المجلس ليصبح ما أقروه أمراً واقعاً. وأعلن زكي تضامنه الكامل مع اقتراح الغيطاني حول الإضراب العام عن إصدار الصحف ودعوة الجمعية العمومية الطارئة لنقابة الصحفيين للانعقاد واتخاذ موقف تجاه تلك الهجمة علي الصحافة. ودعا المهندس أحمد بهاء الدين شعبان إلي استخدام شبكة الإنترنت في شرح ما تتعرض له حرية الصحافة علي أيدي جماعة الإخوان حتي يعرف الرأي العام طبيعة ما يحدث مطالباً باتخاذ خطوات تصعيدية في حالة عدم الاستجابة لمطالب الجماعة الصحفية حتي لو وصل الأمر إلي تدويل القضية واصفاً سيطرة الإخوان علي وزارات الشباب والاعلام بأنه مخطط لفرض السيطرة علي مفاصل الدولة وخلق رأي عام يتناسب مع رؤيتهم فقط قائلاً: "هذا امتداد للفكر الوهابي وطمس هوية الشخصية المصرية". وقال جمال فهمي وكيل نقابة الصحفيين: إن حكومة الدكتور هشام قنديل تركت الانفلات الأمني والمواطن الذي لم يشعر بالأمان وتفرغت لتصفية حساباتها مع وسائل الإعلام واصفاً ما يحدث بالسطو الإعلامي في الوقت الذي وصف فيه لجنة مجلس الشوري بالمغتصبة لكتابة الدستور والمعادية للصحافة والاعلام بصفة خاصة. وانتقد فهمي تولي صلاح عبد المقصود وكيل النقابة السابق لوزارة الإعلام قائلاً: "الجماعة تسيطر علي الاعلام من خلال زميل لنا لكنه ينتمي للجماعة قلباً وقالباً"، مستكملاً "الرئيس مرسي تقدم ببلاغات ضد صحفيين بعد 28 يوما من حكمه في الوقت الذي لم يجرؤ مبارك علي عمل ذلك إلا بعد 28 عاما أثناء قضيته مع إبراهيم عيسي". وأعلن حاتم زكريا وكيل نقابة الصحفيين لشئون التشريعات عن عقد اجتماع آخر الاربعاء القادم لوضع المقترحات المقدمة من الصحفيين وصياغتها لاتخاذ موقف. وشهد اللقاء بعض الاعتراضات من قبل الحضور الذين لم يسمح لهم بإعطاء الكلمة في البداية مما اضطرهم للانسحاب من القاعة، واعتذر جمال فهمي للحضور عن قلة عدد المشاركين إلا أن البعض أصر علي استكمال المؤتمر. حضر المؤتمر الدكتور زياد بهاء الدين عضو مجلس الشعب السابق والمخرج خالد يوسف والدكتور مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية وأحمد طه النقر المنسق العام المتحدث الرسمي باسم الجمعية الوطنية للتغيير ويحيي قلاش المرشح السابق لمقعد نقيب الصحفيين والمهندس ممدوح حمزة والفنانة بسمة والاعلامي نصر القفاص والكاتب الصحفي سعد هجرس والدكتور عمرو الشوبكي . كما حضر كارم محمود هشام يونس وعلاء العطار وخالد ميري وأسامة داود أعضاء مجلس النقابة فيما تغيب ممدوح الولي نقيب الصحفيين عن الحضور.