ودع المئات من العاملين في مرفق إسعاف الدقهلية واهالي قريته، مساء يوم أمس الجمعة، جثمان زميلهم المسعف "حمادة المتولي محمود "34 سنة" إلى مثواه الأخير، بقرية طماي الزهايره التابعة لمركز السنبلاوين، حيث زينوا سيارة الإسعاف التابعة للمرفق بالورود ، وبانرات تحمل اسم زميلهم، تقديرًا لجهده خاصة بعد أن لقي مصرعه عقب محاولته إنقاذ مريض. ويروي زملائه قصة شهيد الواجب المسعف "حمادة "والذي أطلقوا عليه "ابن موت" حيث بدأت في الساعات الأولي من صباح يوم الجمعة، بوصول خبر مصرع زميلهم حمادة المتولي أثر سقوط "الأسانسير" به من الدور ال 11، بعد الانتهاء من إيصال أحد المرضى إلى مستشفى خاص بمنطقة ميدان المحطة بالمنصورة. يقول وائل سرحان، نقيب العاملين بهيئة الإسعاف، إن "حمادة " يعمل مساعد أخصائي بإسعاف الدقهلية "كود تمركز الجامعة 2750"، وقد تلقى إخطارًا فجر يوم الجمعة بوجود مريض مصاب بنوبة قلبية،ويطلبون نقله بأقصى سرعة إلى المستشفى،وعلى الفور توجه إلى أحد المستشفيات الخاصة الموجود بالطابق الحادي عشر والمسمي ب "المركز الطبي" بميدان المحطة في مدينة المنصورة، ودخل مع المريض الأسانسير، وتم إيصاله إلى المستشفى لإنقاذ حياته. وأكد قاطني البرج السكني ان الاسانسير كان يعمل بشكل جيد،وعند نزوله بالكرسي الخاص بالإسعاف، بعد إيصال المريض، سقط المصعد به ليتوفي على إثر هذا الحادث". وبانتقال ضباط وحدة مباحث قسم شرطة ثاني المنصورة، تمكنوا من فتح الأسانسير عقب سقوطه، وتبيّن مصرع المسعف "حمادة المتولي"، ليُحرر عن الواقعة المحضر اللازم،وتم أخطار النيابة العامة بالواقعة لمباشرة التحقيقات. وعن لقب "ابن موت" الذي اشتهر به حمادة المتولي .. يقول نقيب المسعفين "حمادة المتولي"، هذا اللقب جاء بسبب نجاته من الموت أثناء أداء عمله،حيث سبق وأصيب في عمله عام 2014،خلال محاولته إنقاذ أحد المصابين على الطريق،وأثناء عبوره إلى الاتجاه الثاني اصطدمت به سيارة مُسرعة،ليظل يُعالج فترة طويلة، قبل أن يعود إلى عمله مجددًا. وأشار إلي انه في عام 2015، تم اختياره ضمن البعثة الطبية للحج، وذلك على إثر"أمانته"وحصوله على تكريم من هيئة الإسعاف باعتباره "المسعف المثالي" بالدقهلية،وكان يلاقي أمانات كثيرة ويقوم بإعادتها لأصحابها،وآخر هذه المرات، بقيامه بتسلّيم أمانة تقدر بحوالي 128 ألف جنيه لمصاب فاقد الوعي في حادثة، وهذا ما زكّاه للترشيح ببعثة الحج.