مدارس سينمائية مختلفة ومجموعة من المخرجين أصحاب البصمات المتباينة فى السينما العالمية سيتم عرض أسلوبهم فى برنامج الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائى الذى سيقام فى الفترة من 19 إلى 27 سبتمبر 2019، فمن خلال سلسلة من الأفلام نالت العديد من الجوائز العالمية سنرى أسلوب «كورى بونج جون هو» مخرج الأفلام، وكاتب السيناريو، والسياسى الكورى الجنوبى، عضو الحزب التقدمى الجديد. الذى حاز فى عام 2019 على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته 72، عن فيلمه «طفيلى» وحصل أيضاً على جائزة مهرجان سيدنى السينمائى التى تبلغ قيمتها 60 ألف دولار أسترالى (41 ألف دولار أمريكى) أو الفيلم المثير الساخر الذى يتناول عدم المساواة فى توزيع الدخل من خلال قصتى عائلتين، ويعد أول فيلم كورى جنوبى يحصل على الجائزة المرموقة. واشتهر المخرج الكورى الجنوبى بفيلميه السابقين «سنوبرجر» و«أوكجا» الذى عرض فى مهرجان كان عام 2017. متناولاً حكاية بين فتاة صغيرة وخنزير، وكأن المخرج الكورى بونج جون يسخر بشكل مفزع من جشع الشركات المنتجة للحوم التى تتعامل مع الحيوانات بمنتهى القسوة. «أوكجا» هو خنزير «أنثى» خارق أكثر من رائع، كبير مثل الفيل متوسط الحجم، لطيف وشجاع. يكرس أوكجا حياته لفتاة كورية تدعى ميجا «سيو هيون أهن»، قد نشأ معها فى مزرعة جبلية نائية تنتمى إلى جد ميجا، فميجا وأوكجا رفيقان لا ينفصلان أبدا. والمعروف أن لقب بونج جون-هو، الذى يترجم إلى «التفاصيل»، يسلط الضوء على أسلوبه الدقيق فى صياغة الأفلام. وجودة هذه الأفلام، التى لا تُنسى بصرياً، تعتبر مدهشة ومثيرة للإعجاب كمحتوى ملىء بالشجن وغالباً ما يثير الغضب. ومعروف عنه أنه عاشق لتقديم جميع أنواع الأفلام ما يؤدى به إلى تجارب سينمائية لا يمكن التنبؤ بها، وبشكل غير متوقع حظى بمشاعر مختلفة فى جميع أنحاء العالم. ويعتبر بونج جون أول مخرج كورى يفوز بالجائزة الكبرى فى مهرجان كان السينمائى. فى عام 2017، صنفت Metacritic بونج رقم 13 فى قائمتها لأفضل 25 مخرجاً للقرن الحادى والعشرين. تعرض أفلامه موضوعاً مثيراً للجدل، ومعتمداً على الكوميديا السوداء والتحولات المفاجئة. وهناك فيلم «ألم ومجد» لبيدرو ألمودوفار، وفاز بطله أنطونيو بانديراس، بجائزة أفضل ممثل فى مهرجان كان السينمائى، بيدرو المودوبار كابايارو مخرج ومؤلف وكاتب سيناريوهات إسبانى. فى سبعينيات القرن الماضى قام بيدرو المودوبار بكتابة سيناريوهات وشارك فى قصص ومقالات جعل له فيها شخصية خاصة سمّاها باتى دفوسا. فى سنة 1972 شرع فى تصوير أفلامه القصيرة الأولى التى كان يدبلجها بنفسه فى برشلونة. بعد النجاح الذى سجله وإخراجه عدة أفلام، أسس مع أخيه أوجستين مؤسسة الديسايو للإنتاج سنة 1985 لتكون له حرية أكثر اختيار سيناريوهاته وكان أول افلامه الطويلة التى أخرجه فى تلك الفترة هو لا لاى دل ديسايو سنة 1986. ثم قدم (كل شىء عن أمى) وقد حصل الفيلم على الأوسكار والجولدن جلوب وجائزة مهرجان كان بالإضافة لعدة جوائز عالمية أخرى. ونال جائزة الأوسكار كأحسن سيناريو سينمائى عن فيلم talk to her كما رشح كأحسن مخرج عن نفس الفيلم. ويعرض فى الجونة أيضاً الفيلم الإيطالى «بيرانا» الحائز على الدب الفضى- جائزة أفضل سيناريو- فى مهرجان «برلين» السينمائى روبرتو سافيانو واحد من أكثر الرجال المطلوبين من قبل عصابات الجريمة المنظمة (المافيا)، المعروفة باسم «كامورا»، فى مدينة نابولى الإيطالية. ودخل الكاتب الذى يبلغ من العمر 39 عاماً إلى عالم الكتب السيئة عن عصابات المافيا بروايته الرائعة «جومورا» التى صدرت عام 2006، وكشفت النقاب عن الأسرار والأعمال الداخلية لعصابة نابولى، التى تحولت إلى فيلم، ثم مسلسل تليفزيونى لاحقاً. وصنعت «جومورا» من سافيانو واحداً من أكثر الشخصيات المناوئة للمافيا فى العالم، وهو يعلم علم اليقين أنه يخوض حرباً لن يكتب له النصر فيها أبداً. سافيانو يخضع لحماية الشرطة منذ 13 عاماً. وقبل سنوات، أظهر فيلم تسجيلى عن سافيانو أنه يجب التخطيط مسبقاً لجميع تحركاته، قبل يومين على الأقل، لإعطاء حرسه الشخصى الوقت لفحص الأماكن التى من المقرر أن يتوجه إليها. ويعنى هذا الوضع الخطير أيضاً أن سافيانو لا يستطيع أن يركب دراجة، أو أن يقود سيارة، ولا يمكنه أن تكون له ارتباطات منتظمة، مثل إعطاء دروس أو دورات أسبوعية، أو الذهاب إلى السينما، إذا لم تحجز كاملة له وحده. كما جرى رفض صعوده على إحدى الطائرات، حيث إن شركة الطيران «خشيت أن يقضى الركاب رحلة مرهقة للأعصاب إذا ما تعرفوا عليه». ومن إيطاليا أيضاً، يُشارك فيلم «الخائن»، لماركو بيلوكيو. الذى قدم 1961 و1962 ثلاثة أفلام قصيرة بعنوان «ليسقط العم» و«الذنب والعقاب» و«العرعر صنع الإنسان». مكنه حصوله على منحة دراسية، من الانتقال إلى لندن ليلتحق بمدرسة فيليكس سليد للفنون الجميلة. وقدم أول أفلامه الطويلة، القبضة فى الجيب فى مهرجان لوكارنو سنة 1965، قطع منذ ذلك التاريخ مع السينما الواقعية الجديدة، وأخذ يهاجم الأعراف الإيطالية من خلال أعمال سياسية ملتزمة. منحه مهرجان لوكارنو السينمائى الدولى جائزة خاصة عن مجمل أعماله فى العام 1976. كما نال ممثلاه فى فيلم قفز فى الفراغ أنوك إيمى وميشال بيكولى تباعا جائزتى أفضل ممثلة وأفضل ممثل فى مهرجان كان سنة 1980. ويحظى ماركو بيلوكيو بالاعتراف الدولى كمخرج سينمائى كبير، وهو أيضاً منتج وكاتب سيناريو. ومن «كان»، يُعرض «باكوراو» و«البؤساء»، الحائزان على جائزة لجنة التحكيم بالمناصفة، وفيلم «باكورا» قدمه المخرجان دورنيليس وفيلو عن الناس المهمّشين الذين التقاهم فى أحد المهرجانات السينمائية، معتبرين هذا الفيلم ردّ اعتبار إلى هؤلاء البشر الذين يأتون من منطقة شمال شرق البرازيل (المنطقة التى ولد فيها). فقبل بضع سنوات، كانا فى مهرجان سينمائى يومها، وشاهدا الكثير من الوثائقيات عن الاثنيات المختلفة فى البرازيل. ولكن أكثر ما أثار قلقهما وحفيظتهما هو رؤيتهما شابة فقيرة جداً ظهرت فى أحد الأفلام الوثائقية. شاهداها تجلس على كنبة جلدية فاخرة وهى ترتدى ملابس رثّة وتبدو غريبة عن المكان. يتذكّر المبلغ المالى الذى تقاضاه وقتها من المهرجان لشراء المأكولات، ويقول انه كان يكفى لشراء الطعام طوال شهر كامل. كانت هى وغيرها من الفتيات يرتدين ملابس رثّة، الأمر الذى منعهن من دخول المطاعم. أزعجتهما جداً رؤية هذا المشهد. ويعرض أيضاً «جلد الآيل» للمخرج كوينتين دوبيوكس، الذى بدأ مسيرته الفنية بالعمل فى مجال الموسيقى والإعلان، قبل أن ينتقل إلى عالم الإخراج، وشارك فى أسبوع المخرجين فى مهرجان كان السينمائى لأول مرة عام 2013، بفيلمه القصير Wrong Cops «رونج كوبس»، ثم كررها عام 2010 بفيلم Rubber «المطاط» فى أسبوع النقاد. ومن البيرو، تُشارك ميلينا ليون، بفيلمها «أغنية بلا عنوان»، ويتعرض الفيلم اليابانى «37 ثانية» لمخرجته هيكارى، لقضايا ذوى الإعاقة. وسبق للفيلم الفوز بجائزة الجمهور فى قسم بانوراما لأفضل فيلم روائى، فى الدورة ال69 لمهرجان برلين السينمائى. ومن ألمانيا، يشارك فيلم «محطمة النظام»، لنورا فاينشت، الذى فاز بجائزة الدب الفضى- ألفريد باور- فى مهرجان برلين السينمائى 2019. ومن البرازيل، يشارك فيلم «الحياة الخفية لأوريديس جسماو»، لمخرجه كريم عينوز، ويعود المخرج الإنجليزى، كين لوتش بفيلم «عفواً لم نجدكم». ومن بلغاريا، يشارك فيلم «الأب»، للمخرجين كريستينا جروزيفا، وبيتار فالانشوف، وقد فاز الفيلم بالجائزة الكبرى فى الدورة ال55 لمهرجان كارلوفى فارى السينمائى. ومن أفغانستان، يشارك أبوزار أمينى، بفيلمه الوثائقى الطويل الأول «كابل مدينة فى الريح» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بأول ظهور لمخرج، فى مهرجان إدفا للأفلام الوثائقية الطويلة. إضافة إلى فيلم «مسافر منتصف الليل» لمخرجه الأفغانى حسن فازيللى، المحكوم عليه بالموت من قِبل حركة طالبان، كما تُشارك المخرجة، لاريسا ساديلوفا، بفيلمها «ذات مرة فى تروبشفسك».