تعتبر الكنيسة المعلقة واحدة من أقدم الكنائس على مستوى العالم وهى أهم وأجمل آثار مصر القبطية، تلاحظ ذلك فور دخولك المكان وتشعر بروعة بنيانه فالكنيسة مبنية بطراز معمارى فريد ومميز، فقد تم تشييدها على أعلى بوابة الحصن الرومانى المسمى بحصن البابليون. تقع الكنيسة في حي مصر القديمة، في منطقة القاهرة القبطية الأثرية المهمة، فهي على مقربة من جامع عمرو بن العاص،ومعبد بن عزرااليهودي، وكنيسة القديس مينا بجوار حصن بابليون، وكنيسة الشهيد مرقوريوس (أبو سيفين)، وكنائس عديدة أخرى. تضم "الكنيسة المعلقة" عند مدخلها 13 عمودا يمثلون السيد المسيح والرسل الأثنى عشر، تملأها أيضا الأيقونات الجميلة الموزعة على جدرانها والتى تبلغ 90 أيقونة، بها 23 درجة من السلالم بعد نهايتهم تصل إلى داخلها، تتكون من طابقين و قد بنيت على الطراز البازيليكي المكون من ثلاثة أجنحة للكنيسة و ردهة أمامية و هيكلها يتوزع على ثلاث أجزاء, و تم تصميمها على شكل مستطيل و تصل مساحتها إلى حوالي 23.5 متر طول و 18.5 متر عرض و إرتفاعها حوالي 9.5 متر, و بها صحن رئيسي و جناحين صغيرين و بينهما ثمانية أعمدة على كل جانب, و ما بين الصحن و الجناح الشمالي صف من ثلاثة أعمدة مزخرفة بعقود كبيرة ذات شكل مدبب و هي من الرخام جميعها فيما عدا واحد فقط من البازلت الأسود و يلاحظ أيضاً أن بها عدد من تيجان الأعمدة الكورنثية الطراز, و في الجهة الشرقية من الكنيسة توجد ثلاثة هياكل و هي الأوسط منها يحمل إسم القديسة العذراء مريم و الأيمن بإسم القديس يوحنا المعمدان و الأيسر بإسم القديس ماري جرجس, و يوجد أمام هذه الهياكل توج أحجبة خشبية و أهمهم الحجاب الأوسط المصنوع من الأبنوس المُطعم بالعاج الشفاف. ولعل سبب تسمية "الكنيسة المعلقة"بهذا الاسم أنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني"حصن بابليون"، ذلك الذي كان قد بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادى، كما أنها بنيت على أنقاض مكان يقال إنه احتمت فيه العائلة المقدسة (السيدة مريم العذراء والمسيح الطفل، والقديس يوسف النجار) أثناء الثلاث سنوات التي قضوها في مصر هروبا من هيرودس حاكم فلسطين الذي كان قد أمر بقتل الأطفال تخوفا من نبوءة وردته. وكان البطريرك خريستودولوس هو أول من اتخذ الكنيسة المعلقة مقرا لبابا الإسكندرية، وقد دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ولا تزال توجد لهم صور وأيقونات بالكنيسة تضاء لها الشموع، وكانت تقام بها محاكمات الكهنة، والأساقفة، ومحاكمات المهرطقين. ويذكر أن الكنيسة جددت عدة مرات خلال العصر الإسلامي مرة في خلافة هارون الرشيد حينما طلب البطريرك الأنبا مرقس من الوالي الإذن بتجديد الكنيسة، ومرة في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي سمح للبطريرك أفرام السرياني بتجديد كافة كنائس مصر، وإصلاح ما تهدم، ومرة ثالثة في عهد الظاهر لإعزاز دين الله.