شاب في مقتبل العمر، يشهد له الجميع بحسن الخلق، قمة الأخلاق والإنسانية في معاملاته، يعمل على خدمة الصغير قبل الكبير، يعشقه زملاؤه، ملازم للمساجد دائمًا، إمامًا وخطيبًا مفوهًا في أغلب الأوقات. يوسف زاهر بدير، طالب بالفرقة الرابعة، قسم الصحافة والنشر، كلية الإعلام بنين، جامعة الأزهر، فُجع كل من حوله، بخبر وفاته، كانت صدمة للجميع، توفى ليلة أمس، إثر هبوط حاد ومفاجئ في الدورة الدموية. أقدم الشاب الجميل بدير، على حجز قاعة لفرحه، ودعا جميع من يعرفهم للحضور والفرحة معه، وبدلا من حضور زفافه حضروا جنازته اليوم بعد صلاة الظهر، زفوه عريسًا إلى جوار ربه. كان بدير ودودًا طيبًا للغاية، طيب اللسان وبشوش الوجه، متفوقًا في دراسته، ومتفانيًا في عمله، وتولى أمين اتحاد طلاب المعاهد الأزهرية بالجمهورية في الفترة 2013 إلى 2015. كونك غير متوفى، فإنّك لم تكن على قيد الحياة..فإذا كان الله منحنا الحياة فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت، فلا يمكن أن يكون الموت سلباً للحياة، وإنّما هو انتقال بها إلى حياة أخرى بعد الموت، ثم حياة أخرى بعد البعث، ثم عروج في السموات إلى ما لا نهاية.. كانت هذه الكلمات من آخر المنشورات التي نشرها الطالب على صفحته بموقع التواصل "فيس بوك". كما نشر صورة للكفن مكتوب عليها.. هذا هو اللباس الرفيع الذي سنخرج به من الدنيا، أسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة .. وودع الطلاب صديقهم وزميلهم إلى مثواه الأخير عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، بهذه الكلمات.. "ربنا يرحمك يا أطيب خلق الله نعم الصديق والأخ، نعم الشباب أخلاقًا وعملا واجتهاد وتدين، من أحسن وأجدع الشخصيات اللي ممكن الواحد يقابلها ف حياته، دايمًا تلاقيه بيضحك ومبتسم وكلامه قرآن وحديث، وتسئلوا عن أي حاجة يجاوب عليها، كان على خير صحبة وخير علم وأدب محبًا لرسول الله حافظًا للقرآن، مكانك في جنة الخلد". "مصابنا جلل، وخسارتنا لا تعوض، نسأل الله أن يلحقنا بك على خير أيها الفتى الصالح، وإنا لفراقك لمحزونون، خالص عزائنا لأسرتك وزملائك".. هكذا علق الدكتور سامح البدري، المدرس بقسم العلاقات العامة بالكلية، على وفاة الطالب يوسف. وأضاف "البدري"، أنه بالرغم أن يوسف كان طالبا في كليتنا؛ إلا أنني تعرفت عليه في مسجد جوار محل إقامتي، حيث كان خطيبًا مفوها وإمامًا للمصلين، يبهرني بدروسه عقب الفرائض وأفتخر به كونه طالبا لدينا. وتابع: "حقًا.. إن الموت ليحسن الاختيار دائما، فيختار الأطهر والأفضل والأنقى، مصداقًا لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنما يعجل بخياركم). ونعت جامعة الأزهر الشريف، برئاسة فضيلة الدكتور محمد المحرصاوي، الطالب يوسف، واحتسبته عند الله "شهيدًا" في طلب العلم، كما تقدمت بخالص التعازي والمواساة إلى أهله، وذويه، وزملائه، وأساتذته. وتسأل الجامعة الله تعالى أن يتغمده برحمته وأن يسكنه فسيح جناته، ويرزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء، وأن يمن على أهله وأصدقائه ومحبيه بالصبر والسلوان. كما نعت كلية الإعلام، برئاسة الأستاذ الدكتور غانم السعيد، الطالب واحتسبته عند الله شهيدًا في طلب العلم، وتقدمت بخالص التعازي والمواساة إلى أهله وذويه، وزملائه، وأساتذته، سائلة الله عز وجل أن يتغمده برحمته وأن يسكنه فسيح جناته.