أنا متزوجة من ست سنوات وأم لطفلين, زوجي نشبت بينه وبين عائلتي خلافات في بداية هذا العام أدت لفتور العلاقة من الجانبين, ولكني فوجئت به يمنعني من الذهاب لأهلي في عزومة شهر رمضان والتي تجتمع أغلب عائلتي فيها, وأخبرني أنه لن يرضي عني في حالة ذهابي وأنه سوف يتخذ موقفا مني, ولكون زوجي يعاملني بما يرضي الله ويتقي الله في أولادي, أخاف علي غضبه, ولكني في نفس الوقت أخاف من قطيعة أمي وأبي في هذا الشهر الكريم خاصة بعد دعوتهم لي وإصرارهم علي ذهابي, لا أعرف كيف أتصرف هل أغضب زوجي لأرضي عائلتي, أم أقطع عائلتي لكي أرضيه؟ وما هو رأي الدين في هذا الموقف, خاصة ونحن في شهر الصلة والعبادة. البر التزام أكد الدكتور شحاتة محروس ،أستاذ علم النفس الإجتماعي بجامعة حلوان، أنه توجد قاعدة عامة لابد من الإتفاق عليها بالنسبة لحالة السائلة سواء كنا في شهر رمضان أو أي شهر آخر وهي أننا مطالبون بطاعة الله طوال شهور السنة ، وأنها بصفة شخصية مطلوب منها بر والديها ،بغض النظر عن معاملتهم لها، بجميع وسائل البر المطلوبة, ومن ناحية أخري عليها ألا تجبر زوجها على برهم فهو غير مضطر. وأضاف محروس أن الزوجة موضوعة في اختيار صعب وعليها أن تكون أكثر ذكاء ولا تضع العقدة في المنشار, وأن تقنع الزوج أنها مجبرة علي الذهاب لأهلها حتي لا تغضب الله, ولكون صلة الأرحام توسع الرزق وأنها لا ترغب أن يرتكب إثم في حالة منعه إياها صلة رحمها , وأنها سوف تذهب لفترة قصيرة ولن تطول في الجلسة, وتشعره أنها لن تذهب إلا إذا وافق لأنه زوجها وحبيبها , وإن لم يفلح كل ذلك عليها أن توسط أحد الحكماء لكي يقنعه إنه لا يجوز له أن يمنعها عن زيارة أهلها إلا إذا كانت تجلب له الفتنة وتسبب مشاكل لأسرته، وأن تتعهد الزوجة لزوجها أنها ستلتزم بعدم جلب أي مشكلات. زيارة واجبة وحول رأي الدين أكد الدكتور أسامة مؤمن ،أستاذ التفسير وأصول الدين، أن مسئولية المرأة المتزوجة تجاه والديها كمسئولية أي امرأة أخرى، وحقوق الوالدين باقية قبل الزواج وبعده وفي جميع شهور السنة ولا تقتصر علي شهر رمضان، إلا أن طاعة الزوج تصبح أهم من طاعة الوالدين حين التعارض وذلك بالنسبة للزوجة. فلو تعارض أمر الوالدين مع أمر الزوج فالمقدم هو أمر الزوج، إلا أن الواجب على الزوج المسلم، والزوجة المسلمة أن يسعيا إلى تلافي تعارض أوامرهما مع أوامر الوالدين، وإلى الحرص على التوافق بينهما وبين والديهما. ومما ينبغي أن ترعاه المرأة المتزوجة مع والديها: الحرص على زيارتهما بين فترة وأخرى، وإهدائهما هدايا مناسبة خاصة خلال الشهر الكريم ولو لم تكن ذات قيمة مادية عالية. والحرص على البعد عن إزعاجهما بعبث أطفالها عند زيارتهما ، والبعد عن نقل الخلافات الزوجية إليهما, والتي من الممكن ان تكون السبب في الخلاف الذي نشأ بين أهلها وزوجها. ووجه مؤمن حديثه للزوج فنصحه أن يتقي الله تعالى ولا يمنع زوجته من الذهاب لأهلها فإن قطع الصلة مع الأرحام من كبائر الذنوب وله آثار سيئة في الدنيا والآخرة، وهو خلاف سنة الله تعالى وطبيعة البشر، فالإنسان يميل بفطرته وطبعه إلى التواصل مع أرحامه، ولهذا التواصل الثواب الكبير، كما إنه ورد في الآثار أنه يزيد في العمر والرزق. وفي حالة السائلة نصحها بضرورة العمل على توعية زوجها بهذه الحقائق بهدوء وتروي، وأن يعلم أن كلا الزوجين له الحق في مواصلة أهله، ولا يحق للزوج منع زوجته من ذلك.