الزم الصبر فالحياة عناء رسالة لكل ذي دين ومروءة كتبها الشاعر محمد الغرباوي تعزية لنفسه ولغيره من الكرام الذين ابتلوا بلئام الناس لتكون عونا لهم على الارتماء في حضن الطاعات الدافئ في شهر رمضان الكريم، وحافزا لهم على دوام الثقة بنصر الله لهم وحمايتهم من أيدي وألسن لئام الناس وإليكم القصيدة: الزم الصبر فالحياة عناء *** كشتاء خانت به الأنواء أبرز الثدي وادّني فتدلي*** واحدا إثر صنوه الأحياء أرضع الخلق غفلة فتثنت *** كل كأس يحبو بها الإغواء سكروا خفة وطيشا ولولا *** سكرهم لانقضى وجف الماء هكذا الناس ما استدام لديهم *** ألفوه فاستصحب الأعداء وقليل من يرفض الذل منا *** وقليل من قال للذل: (لاء) ومصاب بالجن من طلب الله فدوى في الأفق منه دعاء وإذا صام سفهوه وقالوا *** لمن الأكل والبطون خواء؟ وإذا التذ بالسجود وذاق *** خمرة القرب واعتراه فناء ضربوا العود خلفه وتنادوا *** : (تصديات ما عنده ومكاء) وسعوا يطفئون نور جليل *** في تجليه والمدى لألاء رغم أنف الكفور تم ضياك *** تجعل الأمر أنت كيف تشاء إنما الفرح يحتويه الضمير *** ليس تقذي الضمائر الأقذاء يكمن الناس للسعيد فإن ضاقت صدورهم وعز أذاء طيروا في البلاد بيض حمام *** سودتها الكذائب الشنعاء يصبح المرء ليس يعلم والناس يفيض عن كيلها الإزراء فتمور النفوس مور طواحين تليها جهنم الحمراء وتضيق النفوس عن خيط ريح *** وتشي الروح بقعة صفراء وإذا فالوجود أضيق شيء *** وإذا ساحة الهلاك عزاء فجراح اللسان أقتل من جرح الأسنة ما لهن شفاء فجراح اللسان موضعها النفس وأما الرماح فالأعضاء ولو النفوس ينفعها الطب لما ضاقت بالورى الخنساء ولما حب للمنعم في الدنيا وذو الجاه في الحياة انتهاء إن في صفحة النفوس سطورا ما لها خارج القبور امحاء لا يغرنك ابتسام كريم *** إنما ذاك للأنين غطاء لم يضق بالهوان إلا كريم *** وهو في حلق غيره صهباء وهوان الحياة يلمحه الطفل فيسري من الوليد بكاء ولو ان القضاء يعطى إلينا ***عاد من يولدون من حيث جاءوا نحن رق تخط فيه الحياة *** والحياة أحبارها سوداء أوحد الطرق للكريم طريق *** كله كله أذى وشقاء منزلات لا بد عند سراها *** من لظى الشوك كي يطيب الجناء فإذا رمت قطعه فانتبه للسير وليهجر الجفون بكاء واخلع الشكو إنما الشكو عكاز ثلج تذيبه الأضواء يبتلى الحر باللئيم وما هذا لذي الحكمة الخبير بلاء يدهم الزهرة الذباب ولولا ذاك ما اعتاد صونها الفضلاء ما أرى الخلق غير طير أباحت *** ريقها العذب ثغره الغبراء سائغا فيه كل لحم طري *** فيه للجسم لذة ونماء غير أن الغراب يسري به عن طيب الاكل خسة وغباء مشتهاه في قضمه الدود حيا *** مسكه الفرد جيفه فيحاء وإذا مال للشراب فإن الآجن الأسود الغليظ الماء الزم الصبر وارضين فإن *** خلقة الشيء باطن ورواء تغرم العين بالحلي وتدنو *** فإذا هي حية رقطاء وعسى الصبر أن يكون ممضا *** وبه ساعة الصدى الارتواء إن لله في البلاء مرادا *** كيف من دونه يرى الخلصاء؟ وإذا خر سقف كل لئيم *** كيف تعلي سقوفها الشعراء أبجد اللؤم مثل صدر عدو حين أبجد الشعر سيف مضاء إنما الشعر للحياة بقاء *** مثلما الحب للحياة ضياء ومن الله في الشدائد عون *** فالزم الصبر فالحياة عناء