عاطف أباظة : تفريج الهم كتاب جديد تأليف كارم عبدالغفار وهو دليلك إلي الابتسامة ودفع الهموم والآلام وفي هذا الكتاب ناخذ بيدك إلي شواطيء الفرحة والابتسامة . متزودين بالرضا عما مضي والقناعة بالحاضر والأمل في الآتي متوجين في تلك الخطوات بالرغبة المصرة علي النجاح وسحق المعوقات كي نحقق السعادة لانفسنا لمن حولنا ونستولد الابتسام من أرحام عقمت عن الابتسام أمام الهموم والآلام.ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر وقال نبينا صلي الله عليه وسلم المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر علي اذاهم أعظم أجرا من الذي لا يخالطهم ولا يصبر علي اذاهم. ويقول المؤلف قد تطوق الأحزان صدورنا حينا فتضيق الأرض علينا بما رحبت وتستوطن التجاعيد وجوهنا اثر عبوس طال أمده وثغر لم ينفرج عن أسنانه منذ زمان بعيد وفي تطوافات سريعة عبر سطور هذا الكتاب سنواسي أنفسنا بأن نعري همومنا أمامنا فنري لما نحزن وعلي من نحزن وهل الحزن مركب بمنطقية هواة الهروب عندما تضيق أمامهم حلقات دائرة الحياة ويظنون الا مهرب ولا ملجأ من الأحزان إلا إليها وهل أمر الدنيا يستحق منا كل هذا أم الأمر أهون من هذا وأعجل كما كان في النبي صلي الله عليه وسلم وصحابته وصالح التابعين كما قال أبوعبيدة الخواص الحزن جلاء القلوب به تستلين مواضع الفكرة وقال بشر بن الحارث لا تغتم الا بما يضرك غدا ولا تفرح الا بما ينفعك غدا. ويقول لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق إذا ما ضاقت بالرجال دنياهم ونظروا إلي الكون الفسيح من حولهم من ثقب ابرة ورأوا أن ليس في الحياة الا الكدر والهم والنصب فلا يفلح معها سعي ولا يجدي فيها اجتهاد وادركوا بعقول خدرها الاكتئاب أن لا ملاذ لا الانسحاب من عالم المنافسة والنجاح بل الانسحاب من عالم الرجال والانزواء إلي ركن مظلم في عالم البشر يرقبون الفضاء ويعدون نجوم السماء ويغوصون في أحلام اليقظة يشكون العجز وموت الإرادة وعن أبي بكر الثقفي قال, قال رجل أصابني هم ضقت به ذرعا فنمت فرأيت في منامي كأن قائلا يقول لي كن للمكاره بالعزاء مقطعا فلعل يوما لا تري ما تكره ولربما ابتسم الوقور من الأذي وضميره من حره يتأوه ويختم المؤلف الكتاب بوصايا قائلا ابتسم ولو تمثيلا فبعد ذلك ستأتي الحقيقة ابتسم فور ما تحل بلاء المصيبة فان الله وملائكته يرقبون رد فعلك وإبليس ينتظر منك كفرانا.