وزير التموين يبحث مع سفير الإمارات سبل تعزيز التعاون المشترك    تفاصيل لقاء وزير الخارجية مع مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة    ستارمر يوجه نصيحة إلى BBC بعد أزمة تحريف خطاب ترامب.. ماذا قال؟    رسميا، مانشيني مديرا فنيا للسد القطري    ياسر إدريس يشكر وزير الرياضة لتأكيده دور اللجنة الأولمبية فى صناعة الإنجازات    مصرع شخص سقط من الطابق 14 بالقليوبية    محمد صبحي يشكر الرئيس: قدمت لوطني الانتماء فمنحني الاحتواء    مصطفى كامل ينفي إقامة نقابة الموسيقيين عزاءً لإسماعيل الليثي    آية الله فاروق، أول مصرية زميلًا للجمعية الأمريكية للفسيولوجيا الإكلينيكية للجهاز العصبي    التنسيق بين الكهرباء والبيئة لتعظيم استغلال الموارد الطبيعية وتقليل الانبعاثات الكربونية    الجريدة الرسمية تنشر تصديق الرئيس السيسي على قانون الإجراءات الجنائية    قرار من رئيس الوزراء بإسقاط الجنسية المصرية عن شخصين    الخارجية السودانية ترحب بتصريحات روبيو: رسالة للدول التي تساعد الدعم السريع    القسام تستأنف البحث عن جثث جنود الاحتلال    3 زلازل تضرب ولاية باليكسير غرب تركيا    وزيرا التعليم العالي والأوقاف يبحثان تعزيز التعاون مع بنك المعرفة المصري لدعم الأئمة والدعاة    الزناتي يفتتح عيادات طبية جديدة للمعلمين ويشهد تكريم 10 مديري مدارس بشمال القاهرة    جراديشار يصدم النادي الأهلي.. ما القصة؟    تحديد موعد قرعة دور ال 32 من كأس مصر    عاجل- أشرف صبحي: عائد الطرح الاستثماري في مجال الشباب والرياضة 34 مليار جنيه بين 2018 و2025    لا جازيتا: أرسنال ينافس تشيلسي وريال مدريد على نجم يوفنتوس    إحالة 49 من العاملين المقصرين بالمنشآت الخدمية للتحقيق بمركزي الزقازيق والإبراهيمية    موعد امتحانات نصف العام الدراسي 2025-2026 (موعد إجازة نصف العام 2025-2026)    السجن المشدد ل4 متهمين بسرقة سوبر ماركت بالإكراه فى قنا    محافظ الشرقية يلتقي رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية لتعزيز سبل التعاون المشترك    «الكوسة ب10».. أسعار الخضار اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 في أسواق المنيا    محافظ الغربية: كل شكوى تصلنا نتعامل معها فورا.. ومتفاعلون مع مطالب المواطنين    وزير الصحة يُطلق الاستراتيجية الوطنية للأمراض النادرة    رئيس الطائفة الإنجيلية يشيد بجهود محافظ أسيوط في تطوير مسار العائلة المقدسة    نانسي سلام: الاستدامة والتصدير طريق صناعة الملابس الجاهزة للمنافسة عالميا    ساعية البريد: حين تحمل النساء هم تغيير العالم    البورصة المصرية تعلن بدء التداول على أسهم شركة توسع للتخصيم في سوق    الدوسري خلال «خطبة الاستسقاء»: ما حُبس القطر من السماء إلا بسبب تقصير الناس في فعل الطاعات والعبادات    رئيس جامعة قناة السويس يكرّم الفائزين بجائزة الأداء المتميز عن أكتوبر 2025    الغنام: إنشاء المخيم ال17 لإيواء الأسر الفلسطينية ضمن الجهود المصرية لدعم غزة    «مبروك لحبيبتي الغالية».. فيفي عبده تهنئ مي عز الدين بزواجها    حسين فهمي يشارك في حلقة نقاشية عن "الترميم الرقمي" بمهرجان القاهرة السينمائي    متحدث الأوقاف: مبادرة صحح مفاهيمك دعوة لإحياء المودة والرحمة داخل الأسرة والمجتمع    موعد شهر رمضان 2026.. وأول أيامه فلكيًا    بورفؤاد تدفع ب7 سيارات كسح لمواجهة أزمة غرق الشوارع بمياه الأمطار    اتحاد شركات التأمين: يثمن إتاحة الاستثمار المباشر في الذهب والمعادن النفيسة    الوزير: مصر مستعدة للتعاون مع الهند بمجالات الموانئ والنقل البحري والمناطق اللوجستية    الداخلية تكشف الحقيقة الكاملة لفيديو "البلطجي وسرقة الكاميرات" في الدقهلية.. القصة بدأت بخلاف على الميراث!    الداخلية تلاحق مروجى السموم.. مقتل مسجلين وضبط أسلحة ومخدرات بالملايين    خبير لوائح يكشف سر لجوء اتحاد الكرة للجنة المسابقات لإصدار عقوبات السوبر    زوج يقتل زوجته بعد شهرين من الزواج بكفر الشيخ    الأعلى للثقافة: مدونة السلوك خطوة مهمة لضمان احترام الآثار المصرية وتعزيز الوعي الحضاري    مخاطر وأضرار مشروبات الطاقة على طلبة المدارس.. استشاري تغذية توضح    انتهاء الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة    المرشحون يستعدون لجولة الإعادة ب«حملات الحشد»    وزارة الصحة: تطوير التدريب الطبي المستمر ورفع كفاءة مقدمي الخدمة الصحية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 13نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    إسرائيل تضغط لرفع الحظر الألماني على صادرات الأسلحة    10 صيغ لطلب الرزق وصلاح الأحوال| فيديو    المهن التمثيلية تصدر بيانا شديد اللهجة بشأن الفنان محمد صبحي    «سحابة صيف».. مدحت شلبي يعلق على تصرف زيزو مع هشام نصر    حبس المتهمين بسرقة معدات تصوير من شركة في عابدين    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال الهلباوي في حواره مع "الوفد":
مطلوب من مرسي الاعتذار إذا فشل في مشروع ال100 يوم
نشر في الوفد يوم 27 - 07 - 2012

مر الزمن وبلغت ثورة يوليو سن التقاعد.. مر الزمن وتحولت مصر من الغناء لجمال يا حبيب الملايين إلي الغناء لدولة المرشد..
ومن حلم محاربة الفقر إلي الحلم بجمع القمامة، ومن الأمل بالنهضة الصناعية إلي الحلم بتطبيق الحدود، ومن الدعوة إلي تحقيق الأمن الغذائي وبناء مدن للفقراء إلي تشييد ملاذ آمن للأثرياء لصرف أعين الفقراء عنهم, مر الزمن وأصبحنا من شعب يستشهد في سبيل تحرير الأرض إلي شعب ينتحر أمام طوابير الخبز وأنابيب البوتاجاز.. كيف تحولت مصر من أيقونة العالم العربي إلي جارية يهرب منها الملوك والسلاطين العرب، أما شعبها كريم العنصرين سابقاً فقد بات مدفوعاً بأبواب السفارات العربية والكفيل الذي ضيق عليه السبل.. وبعد أن بلغت ثورة يوليو سن التقاعد يبدو السؤال ملحاً: هل شيعت الناصرية لمثواها الأخير لتدفن جنباً إلي جنب مع مفجر ثورتها بعد أن خذل الناصريون أباهم المسجي في قبره منذ اثني وأربعين عاماً وذلك بعد أن انفضت عنهم الجماهير وباتت تراهن علي الإسلاميين لعلهم ينجزون الأحلام.. تري كيف يكون حال عبدالناصر في قبره وهو يري أبناءه ضيعوا الأمانة وانصرفوا إلي معاركهم الصغيرة.. لم يبق من مشروع ناصر سوي مصانع خربة وقلاع تم بيعها للخواجات وحفنة من رجال الأعمال بينما لم يبق للشعب سوي أغان لعبدالحليم والست وأفلام توفيق صالح وصلاح أبوسيف.. أما المشروع الذي استلهمت منه أمم في المشرق والمغرب سبل نهضتها وانطلقت نحو ركب العالم المتحضر فقد شيع مع صاحبه.. كنا حسب ما تشير المعلومات الموثقة مع نهاية ستينيات القرن الماضي نصنع الصاروخ والسيارة فأصبحنا نستورد لعب الأطفال وفرشاة الأسنان فكيف دخلنا للمتاهة وانتقلت الفكرة إلي عبرة والمؤسسة إلي كشك والنهضة إلي كبوة في هذه السلسلة من الحوارات نتساءل: هل فقدت ثورة يوليو شرعيتها بمولد ثورة يناير أم أن الثانية قد تمنح الأمل للأولي لإحراز الأهداف التاريخية التي لأجلها قامت الثورة ونطرح أهم الأسباب التي أدت لسقوط المشروع الناصري ودفعت الكثيرين للتبرؤ منه، ونحاول معرفة الأسباب التي جعلت من الجماهير غير واثقة في أحفاد يوليو وانصرفوا عنهم وهل من ثمة أمل في أن تعود الروح مجدداً للمشروع الناصري.
لم يبق له قول الحق صاحباً فقد انتقد جماعة الإخوان التي تربي في كنفها وبات واحداً من رموزها واستقال من تبوأ المناصب القيادية في عام 1997 ثم استقال من عضوية الجماعة مطلع العام 2012 علي أثر مواقف الإخوان المتناقضة من الجماعة الوطنية.. أصبح من المغضوب عليهم في نظر البعض لكنه خرج من عباءة التنظيم أقوي، فقد وجد فضاء الله ارحم به من كنف المرشد وصدور الخلق تتسع لما لا يتسع له التنظيم.. كمال الهلباوي يمثل رقما صعبا بين رموز الجماعة فقد قال لا للمرشد وللجماعة في وقت كان الخروج فيه علي إرادة مكتب الارشاد يمثل إحدي الموبقات ومن قبيل الاساطير.. آثر أن يسير في طريق الأشواك شيخاً بعد أن سار في طريق الورود شاباً أزمنة عديدة.. هاله تخبط الجماعة وصفقاتها مع المجلس العسكري وخروجها علي الاجماع الوطني، حينما كانت دماء الشهداء تنزف علي ارصفة وسط الدينة وفي ميادين مصر ثم تكررت الصفقات والمواقف التي لا تتناسب مع ما دفع من دماء لفاتورة الثورة فقرر أن يترك الجمل بما حمل ويتفرغ للدعوة لدين الله ونهضة الوطن.
هل تري أن يوليو بعد أن بلغت سن التقاعد باتت فاقدة للشرعية خاصة أن ثورة أكثر شعبية دقت أبواب المصريين فأحالت ليلهم الموحش إلي نهار؟
- اعتقد واجزم أن شرعية ثورة يناير لا يمكن ولا ينبغي ان تلغي شرعيات تاريخية سابقة عليها بل تعضدها وتدعمها وقد جاء هذا الدعم في صورة اهداف ثورة يناير ومطالبها خاصة العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية فالثورات لا يلغي بعضها بعضاً ولا يمحو بعضها آثار بعض علي الإطلاق، حتي لو كانت ثورات مضادة غير ان هاتين الثورتين متكاملتان وليستا متضاتين.
وهل ثمة تشابه بين أجواء يوليو ويناير؟
- كلا الثورتين قامت من اجل مقاومة الفساد ودحره بالطبع، كان المحتل البريطاني وما جلبه من استبداد حجر الزاوية بالنسبة لثورة يوليو التي عمدت إلي إجلاء المحتل وتطهير البلاد منه ولأجل ذلك اكتسبت قيماً عليا وظلت داخل وجدان المصريين حية، غير أن الفساد المتراكم علي مدار ثلاثين عاما من عهد مبارك منح ثورة يناير هي الأخري قيمة عظيمة جعلتها من أنبل الثورات التي عرفها التاريخ الحديث.
حينما يمر بخيالك طيف اعضاء مجلس ثورة يناير وأعضاء مكتب الإرشاد هل ثمة تشابه بينهما؟
- التشابه بينهما معدوم وذلك لأن ثورة يوليو قادها عسكريون من الضباط الأحرار ووجدوا دعماً شعبياً من الإخوان المسلمين أساساً قبل الثورة وبعضها مما سبب نجاح الثورة.. أما مكتب الارشاد فقد التحق بثورة يناير بعد اليومين الأولين من قيامها ومكتب الارشاد ليس بينه عسكري واحد، كما أن مجلس قيادة ثورة يوليو متشعب التوجهات رغم وطنيته، فيما ينطلق مكتب الارشاد من خلفية إسلامية وسطية، غير ان الرابط بينهما هو الوطنية ومقاومة الضغوط الخارجية.
وبين عبد الناصر ومرسي؟
- يجمع بينهما الروح الوطنية، فبينما كان لدي عبد النار طموح كبير في الوحدة العربية، فإن مرسي لديه ايضاً طموحات في الوحدة الإسلامية والخلفيات بينهما متباينة، عبد الناصر شهد عهده فتح المعتقلات ونرجو ألا يحدث هذا في زمن مرسي.
وكان ناصر من الإخوان وبايعهم لكنه لم يواصل طريقه معهم فيما واصل مرسي الطريق دون خجل مع كونه رئيساً لكل المصريين.
وما الداعي من هذا الخجل؟
- بسبب مطالب القوي الوطنية له بالخروج من الجماعة.
هل من حقهم ان يطلبوا منه ذلك؟
لا يجوز بأي حال من الأحوال، والسؤال الذي لابد منه هل لو كان شيوعياً أو قومياً هل كانوا قد طلبوا منه ذلك أم في اعتقادي انهم لم يكونوا ليتعقبوه علي النحو الذي نراه الآن، كيف نطالب الرئيس بالتخلي عن انتمائه الحزبي؟ أعتقد ان هذا ليس له سابقة في التاريخ الحديث علي الأقل.
بماذا تفسر ذلك؟
- لكوننا حديثي عهد بالديمقراطية.
لماذا ظل عبد الناصر حياً في القلوب بينما ذهبت الناصرية للمتاحف؟
- لأنه كان متميزا بين أقرانه له فلسفة، بينما الناصرية لم تحقق غاية المراد منها لأسباب عديدة اولاً تخبط الثورة في التعامل مع حليفهم (الإخوان المسلمين) قبل الثورة وبعدها، مما أدي إلي الاعتقال والسجن القتل والمحاكم، ثانياً ان الناصرية صادرت الحريات ورفضت التوجه الديمقراطي، ومن أسباب انهيارها الهزائم العسكرية التي وقعت وأبرزها هزيمة 67، ورابع الأسباب تخلص عبد الناصر من زملاء الكفاح المشترك مثل محمد نجيب والمشير عامر وآخرين وبعد عبد الناصر لم يبق سوي عدد قليل من الضباط الأحرار ولذلك انحرفت الثورة عن مسارها عقب وفاة عبد الناصر، وتولي السادات الذي نهج نهجاً مختلفاً تماماً، ثم جاء مبارك وهو أيضاً نتاج ثورة 52 وكان كارثة علي الوطن والوحدة العربية ومحور عدم الانحياز، كما مثّل كارثة للقضية الفلسطينية غير أن المد الناصري ظهر مجددا بالتصويت الكبير الذي ناله المرشح حمدين صباحي الذي حل ثالثاً في الانتخابات الرئاسية وهو ما يؤكد وجود ذلك التيار إلي الآن.
وماذا إذا فشل مرسي؟
- لكل حادث حديث وأعتقد ان أي محاولة عن إقصائه عن الحكم قبل نهاية مدته سوف تسفر عن كارثة، وسيكون البديل مراً ولن يحدث الأمر بسهولة ولابد لكي يحدث ذلك أن يكون هناك صراع طويل الأمد او انقلاب او تحول عالمي.
إذن تخوف النخبة من بقاء الإخوان للنهاية له ما يبرره؟
لا أعتقد أن هناك ما يبرر تلك المخاوف لأنه لم يحدث من قبل، قد نتوقع نوعاً من المشاكسة، ولكن التزام الإخوان بالديمقراطية عليه علامات ودلائل وهناك رقباء من الداخل والخارج ولن تنتهي اتهامات الناس لمن في السلطة حتي لو كان الرئيس من اليسار أو اليمين كان سيتعرض للنقد الشديد.
هل تعتقد ان هناك حالة من الابتزاز يتعرض لها؟
- ليس ابتزازاً هناك ضغوط سببها طول الفترة الانتقالية والخوف من تردد الإخوان الذي استمر خلال فترة الثورة والخوف علي مطالب القوي الوطنية وأهداف الثورة.
وهل أمامه فرص واعدة كما كان الحال مع عبد الناصر؟
- المفروض أن فرص محمد مرسي أكثر من فرص عبد الناصر الذي جاء تحت الاحتلال وعمل علي تحرير مصر منه، فيما جاء مرسي في عهد الحريات وإن كان قد جاء في وقت تعقدت فيه القضية الفلسطينية أكثر من أي وقت آخر.
لكن هناك من يري أن مصر التي تركها مبارك باتت في وضع أسوأ من أيام الاحتلال؟
ليس هناك أسوأ من الاحتلال، فالشعب قد يحتمل الظلم ولكن الحريات وفي مقدمتها حرية الوطن هي أغلي بكثير وأهم من رفع كل المظالم التي يرتكبها زعيم ظالم او فاسد، وينبغي ان يكون من الإنصاف ما يكفي لابراز الايجابيات والسلبيات.
من بين ما تتهم به النخبة الجماعة عدم وجود برنامج لها ولا لرئيسها علي عكس مجلس ثورة يوليو؟
- ألا يعد مشروع النهضة الذي تقدم به كفيلاً بحل مشاكل الجماهير الذين أظن انهم لم ينتخبوا مرسي وفقاً للبرنامج الذي كان معداً سلفاً للحرية والعدالة.. أما البرنامج الذي ينبغي ان يتولاه هو الذي يحظي بإجماع المصريين ومختلف الأحزاب وله اولويات في التنفيذ ويركز علي القضايا الاستراتيجية.
لكنهم اتهموا الرئيس بأنه بلا خبرة لكونه تعهد بالتصدي لأهم المشاكل التي تواجهها مصر وحلها خلال مائة يوم؟
- اتهام البعض له بأنه لا يفهم فيه مبالغة شديدة وتجن فهو متخص وله خبرات واسعة أما التعهدات التي قطعها علي نفسه فهي بالفعل أكبر من الزمان والمكان والقدرات إلا إذا جلس مع باقي الأحزاب واستنفر قوي الشعب بالطرق والوسائل المختلفة لتنفيذ ولو خمسين في المائة مما تعهد به.. لابد من تعاون الإسلاميين والليبراليين والقوميين وكافة القوي الوطنية والشعبية حتي يتم إنجاز تلك الوعود.
في حال فشله هل عليه أن يعتذر ويمضي لحال سبيله؟
- عليه أن يعتذر للشعب ويضع برنامجاً جديداً لانجازه ويدرك أهمية التفاعل الشعبي والتعاون مع المسئولين.
لكن هل ينبغي عزله حال انتهاء برنامج المائة يوم؟
- هناك من الأحزاب السياسية الممتدة الجذور في التاريخ المصري حققت فشلا ولا زال مسئولوها في مناصبهم ولم يعتذروا ومن سيأتي بعدهم سيفشل لأننا دولة متخلفة ورثنا علي الأقل 30 عاما من الفساد ومن الضروري ان يوازن الانسان صاحب المسئولية بين القدرات والامكانات المتاحة من جانب وبين الآمال والطموحات والأهداف من جانب آخر.
النخبة تتصيد الأخطاء لمرسي؟
- النخبة تسعي لمصلحة الوطن في المجمل لكن قليلاً بين النخبة من يترصد للرئيس ويكرهه باعتبار انتمائه للإخوان والتيار الإسلامي غير أنني أري أن الغالبية العظمي من النخبة منصفون ويرجون له النجاح ومستعد أن أعدد لك مئات الأسماء الخالصة في مشاعرها تجاهه وتريد مساعدته.
شعبية الإسلاميين تتبدد الآن بشكل ملحوظ؟
- تقلصت في بعض الدوائر لكنها تزايدت في دوائر أخري وأعتقد أن الخوف من عودة النظام القديم يصب في مصلحة التيار الإسلامي خاصة الأخوان.
تطالب النخبة الجماعة برفع يدها عن مرسي فكيف تري الأمر؟
- لا أظن ان الجماعة بوسعها أن تسيطر علي مرسي ولا علي مؤسسة الرئاسة لأنها مؤسسة كبيرة ولن تكون حكراً للجماعة ولا تنسي ان الكتاتني استعان بسامي مهران في البرلمان.. في رئاسة الجمهوريات مئات النسخ من مهران.
لكن هل تطالب برفع يد الجماعة عنه؟
- هذه مسألة شائكة ولو أننا في مجتمع ديمقراطي لكان الانتماء للإخوان أو حزبهم وساماً علي صدر الرئيس اما وإننا في مجتمع غير مستقر ديمقراطياً ومرحلة انتقالية بعد ثورة عظيمة من هنا جاءت مثل هذه الأفكار التي تطالب بتحريره من قبضة الجماعة، وكلما وسع مرسي من دائرة مستشاريه ومنفذي سياسته كلما قل الضغط عليه أو تدخل الأخوان أو حتي حزب الحرية والعدالة وهذه المسألة فيها شق نفسي وشق سياسي متمثل في كيف نفهم الديمقراطية ونمارسها وفيها شق متعلق بمصلحة الوطن العليا وهذا ما يستلزم تضافر الجهود وبناء الثقة والتعاون الكامل.
هل يريد المجلس العسكري لمرسي النجاح؟
- هناك أسئلة تتعلق بالنيات ومن الصعب الاجابة عنها فنحن نحكم علي الظاهر ولا أستطيع ان أتهم العسكر بأنهم لا يتمنون الخير لمرسي او للوطن. غير أن الحياة المهنية تمر بفترات يؤدي كل واحد فيها عمله حسب فهمه ووظيفته وأري أن أعضاء المجلس العسكري كانوا يقومون بواجباتهم المهنية طوال ايام مبارك حسب المتاح لهم من الحرية والثورة ألقت علي كاهلهم بالمسئولية الكاملة عندما هتفوا الثورة والشعب أيد واحدة في الحادي عشر من فبراير يوم التنحي وكذلك أباحت لهم الشرعية من خلال الاعلان الدستوري ولهم ايجابيات كثيرة في دعم الثورة وحمايتها وإن كان هناك قصور في إدارتهم لشئون البلاد ولكن يقدر للمجلس العسكري تسليم السلطة لحاكم مدني لاول مرة في التاريخ المعاصر وإن لم يتم ذلك بالكامل كما كان مأمولاً ولا أظن أنه ينبغي للمجلس العسكري أن يطالب باستثناءات في الدستور للجيش أو للعسكر إلا بقدر ما هو معمول به في النظم الديمقراطية المتقدمة هذا إن أردنا أن نخرج من التخلف السياسي والاستبداد والديكتاتورية التي وقفت ضد تقدم البلد عقوداً طويلة.
لكنه سلم البلاد لرئيس منزوع الدسم علي حد قول عبد الحليم قنديل؟
- لابد أن نذكر الحسن والسيئ ومن هذا المنطلق لنا ما للمجلس وما عليه.
وما هو المطلوب من الرئيس حال استمرار تكبيله؟
- المطلوب منه ومن النخبة والشعب الدفاع عن الثورة وأهدافها فقد كانت هناك قوي معارضة لأهداف الثورة فعلي الشعب ان يجد طريقاً للتخلص من تلك القوي المضادة كما تخلص من مبارك وأركان حكمه.
حتي ولو كانت تلك القوي عسكرية؟
- علينا أن نتخلص من كل القوي سواء كانت مدنية أو عسكرية.
كثيرون يعتبرون المرشد الحالي للجماعة أضعف من تبوؤ ذلك المنصب؟
- الناس يتفاوتون وبعد الإمام حسن البنا لم يأت مرشد للإخوان في مكانته وقدرته وخصوصاً القدرة الفكرية والعلمية والفقهية وفهم الشريعة وفهم عوارض المرض وعلاج الأمة ويتفاوت الناس في هذا الإطار بالتأكيد أن القائد له مكانته وكلما كان القائد بارزاً استفادت منه الجماعة والوطن ولكن إذا كان هناك ضعف في أي قائد، فالتنظيم يجب ان يعالج هذا الضعف بالتوازن بين الناحية الفكرية والتنظيمية والبناء مهم وإلا وقف التطور الفكري وقوي التنظيم علي حساب الفكر.
هل نضج التيار السلفي بعد الثورة؟
-التيار السلفي يبلي بلاء حسنا في الكثير من المواقف ولكن هناك لازالت بعض الأجنحة والشخصيات لها تشدد لا يينبغي ولا يليق ولا يمكن أن يكونوا أصحاب مرجعيات في الوطن كما هم اصحاب مرجعيات في تنظيماتهم.
وماذا عن الأزهر ودوره؟
- الأزهر بوسطيته يظل هو المرجعية بالنسبة للوطن شاء من شاء وأبي من أبي.
هل خلفت استقالتك من الجماعة حالة من الجفاء مع قيادات الإخوان؟
- لا أهتم بهذا الجفاء.. فالمسلمون جميعاً يتحابون في الله ولكن الانسان حينما يكون في التنظيم يتحمل واجبات لا يمكن له أن يتحملها وهو خارج التنظيم وقد استقلت كعضو من التنظيم عام 2012، اما استقالتي الأولي من المناصب القيادية فكانت عام 97 اما بالنسبة للعمل بمجال الدعوة فمستمر إلي ما شاء الله.
البعض يري أن سقوط نظام بشار الأسد سيكون ضربة للمنطقة وزلزالاً فكيف تنظر للأوضاع هناك؟
- نظام الأسد في الطريق لنهايته وبالطبع سوف يسفر ذلك عن سقوط الدولة وسيسفر عن حالة من عدم الاستقرار وكل ذلك في صالح إسرائيل وأمريكا لاعب رئيسي وأرجو الا تلقي سوريا مصير العراق.
الست نادما علي الاستقالة من الجماعة؟
- مطلقاً المهم عليك أن تقول كلمة الحق وتمضي لحال سبيلك ولا يعنيني رضاء الناس كلهم ولقد تعلمت منذ الصغر بين الأسرة أن قول الحق أحق ان يتبع وحينما كنت اكتشف الخطا كنت اعدل عنه وهذا ما تعلمته من الأمام حسن البنا الذي قال في رسالته في المؤتمر الخامس: كنت أود ان نظل دائماً نعمل ولا نتكلم وأن نكل للأعمال وحدها الحديث عن الأخوان وخطوات الأخوان وكنت أحب ان تتصل خطوتكم اللاحقة بخطوتكم السابقة في هدوء وسكون ومن غير هذا الفال الذي نحدد به جهاد عشر سنوات مضت لنستأنف مرحلة أخري من مراحل الجهاد الدائب في سبيل تحقيق فكرتنا السامية.. ثم يقول ولا بأس أن ننتهز هذه الفرصة الكريمة فنستعرض برنامجنا ونراجع فهرس أعمالنا ونستوثق من مراحل طريقنا ونحدد الغاية والوسيلة.
أرك متيماً به؟
- بالطبع هو أفضل من تبوأ منصب المرشد.
ما هو الشكل الأمثل بين أنظمة الحكم التي تحتاجها مصر مستقبلاً؟
- حل المشاكل التي تعاني منها مصر يكمن في الوسطية وفي التمسك بالكتاب والسنة والاهتمام بالوطن دون الجنوح لليسار او اليمين.. فنحن وطن له مرجعية وله ريادة سابقة وحضارة عالمية لم يصل إليها العلم بعد فك طلاسمها.
لكن بعض الأصوات السلفية تري في هذه الحضارة آثاماً ينبغي القضاء عليها؟
- هؤلاء ليسوا أكثر سلفية من الصحابي الجليل عمرو بن العاص الذي دخل مصر وشاهد الأهرامات وأبوالهول فلم يهدم أياً من تلك التماثيل إنما هدم هذه التماثيل كطواغيت في قلبه وعقله وكذلك ينبغي ان نكون نحن وهم كثيرون ما يثيرون قضايا تعوقنا عن التنمية وللأسف نغرق فيها في حين تنطلق الأمم نحو الأمام المولي عز وجل يقول (يا حسرة علي العباد).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.