على غير المألوف والمعتاد كسر أطفال مصريون ولدوا في بيئة ذات طبيعة مغامرة حاجز الخطر والخوف بحثًا عن رزق ربما يقودهم إلى موت محقق خلال ثواني معدودة. في قرية أبورواش جنوب محافظة الجيزة ذات الظهير الصحراوي يعمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5-18 عامًا في صيد الضفادع والفئران والثعابين والأفاعي والحيوانات المفترسة. وينقسم الأطفال إلى قسمين الأول بداية من عمر 5-11 عامًا والذي يقتصر على صيد الفئران والضفادع والثعابين داخل القرية فيما يقتحم الأطفال من سن 12 عامًا عالم الصيد الخطر في الصحراء لاصطياد الثعابين والأفاعي بكافة أنواعها وكذلك الحيوانات المفترسة أبرزها الذئاب والثعالب والصقور والعرس والبومة. وتجد هذه الأنواع من الثعابين والأفاعي وخاصة النادرة منها رواجًا في البيع عبر الأسواق المتخصصة وشركات المصل واللقاح وحدائق الحيوانات والجامعات بغرض إجراء الأبحاث الدراسية وفق ممدوح على ل "الوفد". ويستثني القانون المصري صيد الأفاعي من التجريم، غير أنه يحظر صيد أنواع أخرى من فصيلة الزواحف مثل التماسيح والسلاحف. رحلة الفجر يستيقظ الصيادون فجر كل يوم للذهاب إلى الصحراء في فرق مكونة من 8 صيادين بينهم 3 أطفال حيث يجهزون الطعام والشراب وكشافات الإنارة وعدة الصيد المكونة من سيوخ حديدية مثنية أطرافها ومصيدة حديدة وينطلقون بسياراتهم إلى رحلةفي الصحراء بحثًا عن الرزق. وفور وصولهم للمنطقة الصحراوية يتناولون الطعام والشراب بالقرب ثم ينطلقون سيرا على الأقدام في فرق مكونة من فردين ومعهما طفل لاقتفاء آثار الحيات والثعابين التي يعرفون عن طريقها مكان وحجم ونوعية وعمر الثعبان. لكن المرحلة الأخطر هي دخول أحد الأطفال للجحر المتواجد به الثعبان أو الأفعى ليمسكه بيده ثم يحرك قدمه ليسحبه أحد زملائه بالخارج وفي يده الصيد الثمين الذي يضعه بشكل سريع في كيس من القماش. وعن صيد الحيوانات المفترسة يقوم الطفل بوضع "العلفة" (طعام متبقى من بعض المطاعم ذات رائحة كريهة" أوإشعال ريش الطيور لجذب الحيوانات المفترسة بالقرب من المصيدة الحديدية التي يقوم الصائد بإدخال الفريسة بها. موت محقق وعن المخاطر التي يواجهها صائدو الأفاعي أثناء رحلة البحث عنها، يقول "علي" إن "احتمال لدغ الصائد داخل الخندق كبير "، وتزداد هذه الخطورة من قبل الأفاعي صغيرة الحجم التي تتمكن من اختراق أكياس القماش بسهولة ولدغ الصائد. كما قال " الصائد " ل "الوفد": إن والد أحد الأطفال اضطر لقطع إصبعه في الحال فور لدغه من قبل ثعبان من نوعية "طريشة" خشية امتداد السموم إلى باقي جسده. لكن هناك طفل آخر لازال يتلقى العلاج عن طريق تغيير دم باستمرار حيث يمنعه الأطباء من التعرض للشمس أو الحرارة بأي شكل، بعد لدغه من قبل كوبرى بصحراء محافظة الفيومجنوب مصر في يونيو / 2018م. أجر مضاعف ويتراوح أجر الطفل الواحد ما بين 200 جنيه مصري - 350 جنيه مصري فيما تصل يومية الطفل الذي يمتلك عدة صيد ل 800 جنيه يوميًا. كما تصل أجرة الصائد ما فوق 18 عامًا والتي تتراوح ما بين 500 – 4000 جنيه على حسب نوع الصيد وثمنه. ثعبان لكل طفلة سعيد الحاوي أحد الصيادين بالقرية يقول إن أطفاله الثلاثة يتشاجرون دائمًا بسبب الثعابين ما دفعه لصيد ثعبان لكل طفلة للهو به بالمنزل. وأكد "الحاوي" ل "الوفد": أن صلة القرابة تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل فريق الصيد حيث يسافر الابن مع والده ثم أقاربه بالتدريج، فيما يضطر أطفال لترك المدرسة للذهاب إلى الصيد من أجل المال. مواسم وأنواع وتنتشر الأفاعي بكثافة خلال الفترة من مارس وحتى أغسطس من كل عام، ثم تختفي باقي العام، ويخرج بعضهم قليلًا بحثًا عن طعام. ويقول "الصياد ذاته ل "الوفد": إن هناك أنواعًا عديدة للأفاعي منتشرة في مصر، أبرزها "القرعاء" و"المقرنة" و"القزمة" و"الرقطاء" وغيرها، وأخطرها "الكوبرا المصرية" و"الكاسبة".