تقيم الكنائس القبطية الكاثوليكية سنويًا خلال شهر يونيو المعروف كنسيًا ب"شهر قلب يسوع الأقدس"، القداسات والصلوات الاحتفالية والتأملات في محبته، ذلك فضلًا عن إقامة عبادة قلب يسوع ذات التاريخ العريق داخل الكنيسة الكاثوليكية التي تحرص على إحيائها سنويًا. تعتبر بعادة قلب يسوع الأقدس أو القلب المقدس عبارة عن طقس التكريس في الكنيسة الكاثوليكية وبعض الكنائس المسيحية الأخرى يجسد قلب يسوع كرمز لمحبته للبشرية بحسب الاعتقاد المسيحي، و قد اظهرت هذه العبادة في العصور الوسطى ، ولقت رواجًا كبيرًا بعد نشرها على يد الراهبة الفرنسية "مرغاريتا ألاكوك". وترصد "بوابة الوفد" خلال هذا التقرير تاريخ ظهور هذه العبادة المقدسة. تُعد صلاة قلب يسوع هى محور هذه العبادة التي تعد أحدى العبادات التقوية المحببة لدي أبناء الكنائس القبطية حيث يصاحبها تلاوة مسبحة قلب يسوع أى ترديد الذكر الخاص بتمجيد يسوع المسيح و التي تشير إلى أمجاد و تأملات سيرته المقدسة، بالاضافة إلى إقامة القداسات و الصلوات والغظات التعليمية فضلًا عن الترانيم الروحية إلى جانب ترتيب ساعات للسجود أمام القربان الأقدس. وتناول الكتاب المقدس فى عهديه القديم والجديد أكثر من ألف موضع ذكر فيها عبادة "قلب يسوع" بالمعانى الشخصية والروحية والعضوية، فالعهد القديم وحده حوى على هذا التعبير نحو 858 مرة، منها 113 مرة فى مزامير داود وحدها، أما العهد الجديد فذكرت فى الأناجيل أكثر من 25مرة ورسائل القديس بولس أكثر من 50 مرة. كما تعود عبادة قلب يسوع الأقدس إلى القرن السابع في فرنسا على يد القديسة "مرغاريتا ألاكوك" (1690-1647)، وقد ذكرت الكتب التراثية أنها حرصت على تريديد تسبحة المسيح حين رأت اليسوع في أحلامها و أعلن لها الوعود الروحية التي بشرتها بالتقديس، وانتشرت هذه التسحبة آنذاك و حرص جميع المسيحيين على تريدي ذكر المسيح . وفي عام 1833 تم ترتيب الصلاة بجانب التسبحة ولك بيد فتاة تدعى "أنجيل دي سانت كروا" والتى قامت بتأسيس شهرًا لذكر يسوع و تمجيده و وقع الاختيار على شهر "يونيو"سنويًا ليكون هو شهر يسوع، على غرار شهر مايو الذي خصص لتميد العذراء مريمن و قد لاقت الفكرة انتشار و ترحيب واسع من قبل رئيسة دير الراهبات القديس أغسطينوس في باريس، كما صدق و أقر هذه العبادة المطران "كلين" رئس الأساقفة في باريس. وتم تصديق و إقرار مجمع الطقوس الكاثوليكي في روما على هذه العبادة في الثالث و العشرين من شهر أغسطس 1865م، حيث أصدر مرسومًا مبتوقع قداسة البابا بيوس التاسع ينص على توحيد شهر يونيو سنويًا لذكر يسوع المسيح و تطبيق عبادة قلب يسوع في جميع الكنائس التابعة للطائفة الكاثوليكية، بالاضافة إلى إقامة الصلاة الفرضية لنوال بركات يسوع خلال هذا الشهر. ودخلت هذه العبادة مصر وانتشرت بين الكنائس القبطية في عهد الأنبا كيرلس الثاني مقار(1895-1899)، بطريرك الأسكندرية للأقباط الكاثوليك وذلك بمناسبة تكريس البابا لاون الثالث عشر القرن العشرين لقلب يسوع الأقدس.